أهم الأخبار

دعا إلى تجنب الحلول الانفعالية.. المخلافي: الوحدة تحققت بإرادة جميع اليمنيين وليس من حق أى طرف فرض خياره بالقوة

2023-06-05 الساعة 06:15م (يمن سكاي - )

قال نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي، إن استمرار الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو بالإرادة الحرة لليمنيين في الشمال والجنوب، مرهون بإرادة اليمنيين الحرة، بعيدا عن محاولات أي طرف فرض خياره السياسي بالقوة، مؤكدا أن الوحدة كانت حلم جميع اليمنيين والجميع شاركوا في صنعها.

وأضاف المخلافي خلال استضافته في برنامج المدار على قناة الشرق السعودية، أن "اليمنيون سيقررون مستقبلهم وخيارهم بالإرادة الحرة في الجنوب والشمال بعد إنهاء الانقلاب الحوثي الذي استولى على الدولة ومزق الوحدة الوطنية وهو عدو الجميع والخطر الذي يهدد الجميع".

وأوضح المخلافي أن "انفصال اليمن ليس الحل، وسيودي إلى استمرار المشكلات بين اليمن المقسم وداخل كل قسم وحقائق التاريخ والجغرافيا والمجتمع تقول هذا، والحل هو تصحيح الوضع الذي قامت على أساسه الوحدة، بعد أن ضربت الشراكة في حرب 94م، والعودة إلى دولة يكون الجنوب فيها شريك حقيقي ولا يسمح أن يفرض أي طرف يمني شطر أو مكون اجتماعي خياره على بقية اليمنيين".

وقال المخلافي إنه من المهم الحفاظ "على شراكة حقيقية تودي إلى حل تاريخي لليمن، وليس حلول انفعالية، فالذهاب إلى وحدة اندماجية دون دراسة للواقع حل انفعالي، والخروج منها بالانفصال هو حل انفعالي أخرى ونحن نريد حل تاريخي لليمن يكفيها صراعات وتقسم وحروب".

وأشار المخلافي إلى أيمانه بالوحدة التي كانت حلم اليمنيين جميعا في الشمال والجنوب وشاركوا في صنعاء بإرادة حرة، مستدركا "وحدة تقوم على أساس الشراكة وليست قائمة على أساس التبعية والأصل والفرع، فالشراكة الحقيقية بين كل مكونات اليمن الجغرافية والسياسية والاجتماعية هذا هو الذي سيحافظ على وحدة اليمن".

وأضاف: "أما هيمنة أي طرف سوى كان شطر أو جماعة أو حزب، سيودي إلى تمزيق اليمن بغض النظر عن الشعارات التي يرفعها هذا الطرف أو ذلك".

وتابع: "كل الحلول والحوار بين الشمال والجنوب وبين المكونات ممكنة، شريطة أن لا يستخدم أي طرف القوة لفرض خياره السياسي، ومثلما كنا ضد الوحدة بالقوة فنحن ضد الانفصال بالقوة، بل على ما يتفق عليه الناس إذا اتفقوا انفصال وكان اجماع الناس فلا أحد يستطيع أن يفرض الوحدة بالقوة".

وأكد المخلافي أن الخيار الأمثل لليمن هو الاقاليم الستة "ولكن لو اختار الناس صيغة أخرى (أقليم أقل أو أكثر) يرتضيها الناس خاصة في الجنوب، ليس خلاف معهم".

 

المشاريع الصغيرة والاحادية

وقال السياسي اليمني إن مليشيا الحوثي هي السبب الأساسي في تمزيق اليمن "حتى لو ادعى الحوثي الوحدة ودافع عنها هو سبب تمزيق كل وحدة بما فيها وحدة الشمال والوحدة الاجتماعية والسياسية وغزا الجنوب ومأرب وتعز، واصحاب المشاريع الاحادية لا يمكن أن يكونوا وحدويين ولا يمكن أن يحافظوا على وحدة أي بلد".

وانتقد المخلافي محاولات أطراف في الشرعية فرض واقع على الأرض مستغلة انفلات الدولة، مؤكدا أن المجلس الانتقالي جزء من الشرعية اليمنية، ورئيس المجلس هو عضو مجلس القيادة وفي منصب نائب الرئيس بموجب اعلان نقل السلطة ويشارك في الحكومة بوزراء بموجب اتفاق الرياض "بغض النظر لما يجري في الشارع".

وأوضح أنه "في مرحلة انفلات الدول تظهر المشاريع الذاتية، وتطغى على المشروع الوطني، وهناك مشاريع ذاتية وعندما تبرز يغيب المشروع الوطني، فهذا الطرف يريد اقتسام واحتكار السلطة وذك الطرف يريد اقتسام البلد".

وأشار "إلى وجود ظاهرتين هي السبب التاريخي في مشاكل اليمن: الأولى ممارسة السياسة بالرغبات، والثانية ممارسة السياسية بحرق المراحل".

وتابع: "ومع ذلك الكل خاسر ولم يستفيد أحد، المستفيد الوحيد هو الحوثي، إذا لم نقف موقف واحد واتحد موقفنا واتفقنا على أن الحوار هو الحل لكل المشكلات وعدم الاقصاء وعدم الاحتكار".

واستطرد: "هناك من يرى أن انفلات الدولة فرصة لأخذ ما يريد، وهذا أمر غير صحيح ففترة الانفلات لا تعطي احد ما يريد، هي تخلق المزيد من الانفلات، وأظن أنه في النهاية بعد أن ندفع الثمن الفادح سيصل الناس إلى قناعة أنه لا حل ألا بالتعاون والشراكة".

وتحدث المخلافي عن الجنوب وقضيته العادلة التي "كانت دائما مطروحة حتى قبل 2011م، المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية أشارت بوضوح لمعالجة القضية الجنوبية وفي مخرجات الحوار الوطني كانت قضية اساسية ومحور اساسي من قضايا الحوار الوطني ومخرجاته".

وأضاف: "ولا زالت القضية الجنوبية حتى الآن قضية هامة ويجب معالجتها، لكن بوجود الحوثي لا وجود للشمال والجنوب ولا وجود لليمن والاستقرار ولا للمواطنة، هذا هو الفارق في الرؤية بين من يتعجل ويعتقد أنه يجب القفز، وأنه في حالة ضعف الدولة فرصة لخطف نتائج لصالح هذا الطرف أو ذك، ومن يرى الأمور بصورة صحيحة، واعتقد أن هذه من الاخطاء التي تساعد الحوثي على البقاء".

وشدد المخلافي على أن الحل بإدراك الناس أن الأولوية هي للمعركة مع الحوثي، وأن قضية الجنوب ستكون من القضايا التي لها أولوية في الحل السياسي، وحل الموضوع مع الحوثي هو القضية الأولى، وأي أولوية أخرى هي لخدمة الحوثي وهي خطأ في الحسابات وتسرع يؤدي إلى عدم وصولنا إلى ما نريده وهو استعادة الدولة اليمنية ثم حل القضية الجنوبية في هذا الصدد بما يرتضيه الناس في الجنوب وبما يصل إليه الناس من اتفاقات".

وأشار إلى أن الحل والقضة مع الحوثي هي الأولوية "ثم في استعادة الدولة أولوية لقضية الجنوب، بشرط أن لا يفرض أي طرف خياراته بالقوة سوى كانت مع الوحدة أو ضدها، لأن استخدام القوة في فرض أي خيار سياسي هو ما أوصل اليمن إلى ما وصلت إليه اليوم".

 

التباينات والصراعات داخل الشرعية

وأقر المخلافي بوجود أخطاء ومشاكل وتباينات داخل الشرعية اليمنية، وقال "هناك الكثير من القصور لدينا في هذه الشرعية، وهناك الكثير من الاخطاء في الماضي، يمكن يكون لبعضها تبرير، انفلات الدولة في مرحلة من المراحل التي حصل فيها اجتياح الحوثي للبلد وانهيار المؤسسات والنظام، قد أوجد حالة غير طبيعية حتى عند الشرعية وأوجد تعدد في أطراف الشرعية".

وأضاف: "أنا جزء من هذه الشرعية، ومؤمن بأنها هي المخرج لاستعادة الدولة اليمنية، وايضا جزء من الشرعية التي استدعت التحالف العربي ولا زالت تؤكد أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات قدموا الكثير ولا زال مطلوب منهم الوقوف معنا، فنحن وأياهم في مصير واحد".

وتابع: لا زال المطلوب حتى الآن دور مساعد وداعم للشرعية من قبل التحالف العربي، وايضا لا بد للشرعية من أن تعيد تقييم هذه الأوضاع وتقييم الأسلوب الذي تتعامل فيه مع مساءلة الحوثي حتى لا يطول الأمر أكثر من ذلك".

وأردف: "نحن بحاجة إلى ما يصحح وضعنا وتجاوز اخطاء الماضي، نحن بحاجة لوقفة تقييم دقيقة لآن الحوثي لن يأتي بمجرد الترغيب ولن يأتي في حالة ضعف الشرعية ولن يأتي في حالة تخلي بعض أطراف الشرعية عن مسؤولياتها".

وأكد عضو رئاسة هيئة التشاور والمصالحة أن "كل ما يحدث ومهما كانت مبرراته يخدم الحوثي، والحوثي استفاد كثير من ضعف الشرعية ومن تناقضاتها واستفاد من الصراعات البينية ولا زال يستفيد حتى الآن".

وذكر أن "مشاورات الرياض في أبريل العام الماضي نتجت مجلس القيادة الرئاسي، وكانت محاولة للملمة أطراف الشرعية المتعددة من خلال مجلس رئاسي تشاركي يجمع جميع مكونات الشرعية اليمنية التي تعددت -مع الأسف- خلال السنوات السابقة وكما قلت هذا نتاج انفلات الدولة الذي بدء مع 2011م، وانهيار المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية".

وقال المخلافي إنه "مع الأسف لا زال وضعنا الحالي يقتضي أن اشقائنا في مجلس التعاون والتحالف بقيادة السعودية والإمارات الذين وقفوا معنا أن يقفوا معنا".

وأضاف: عليهم دور في هذا الجانب لكي نصل إلى حالة الوئام التي تؤدي إلى إعادة ترتيب الأولويات بصورة صحيح والأولوية هي دائما مسألة الحوثي بغض النظر عن الوسيلة سلما أو حربا".

وتابع: "حتى في السلام يجب أن يكون موقف موحد ورؤية موحدة لكيفية السلام مع الحوثي لكي نصل إلى السلام الحقيقي الذي يؤدي إلى استقرار الأوضاع في اليمن والمنطقة".

 

عن هيئة التشاور والمصالحة

وعن هيئة التشاور والمصالحة، قال المخلافي إنه "منذ نهاية فبراير الماضي وحتى بداية مارس عقدت الهيئة لقاء لها في عدن بحضور غالبية اعضائها وكان هناك وثائق لمناقشتها ودار حوار صريح سبقه حوار في لجان مختصة في هذا الجانب، ومن ضمنها لجنة للمصالحة السياسية ".

وأضاف: "نحن بحاجة لمصالحة سياسية بين جميع مكونات الشرعية اليمنية بما فيها المجلس الانتقالي والاحزاب السياسية المختلفة، وهذه المصالحة تتم من خلال أؤسس ستؤدي هذه المصالحة السياسية إلى وقف هذا التراشق الإعلامي ووقف تقديم المشاريع السياسية من خلال الصراع مع أخرى".

وأكد حق كل طرف في "تقديم مشروع سياسي ولكن ليس باعتباره مشروع صراعي وإنما مشروع حواري"، معتقدا بأن الهيئة قطعت "في هذا شوط في إنجاز موضوع المصالحة السياسية ولا زال مطلوب منها الكثير".

وأوضح أن "هيئة التشاور والمصالحة مكونة من كل ألوان السياسة والمكونات اليمنية وتضم كل الأحزاب اليمنية والمجلس الانتقالي وشخصيات وبرلمانيين ومكونات لها وجود في مناطق محددة (حضرموت الجامع، مرجعيات حضرموت) ومن ثم فأن الهيئة تعبير عن أوسع تحالف أو تكوين للشرعية اليمنية".

وقال إن الهيئة "تستهدف في المرحلة الأولى الوصول إلى مصالحة بين كل مكونات الشرعية، وهدفها ايضا استتباب السلام في مناطق الشرعية، ثم استتباب السلام في اليمن كله وفق رؤية موحدة للحوار وفق مرجعيات السلام والحل".

وأشار إلى علاقة "هيئة التشاور والمصالحة التكاملية مع مجلس القيادة الرئاسي، وقال إنه "إعلان نقل السلطة أشار إلى أن رئاسة هيئة التشاور والمكونة من خمسة أعضاء، تصبح جزء من مجلس القيادة الرئاسي في حال وجود أي تباينات في اتخاذ القرار، فيصبح عدد اعضاء المجلس بإضافة الخمسة، مكون من 13 شخصاً ليتخذ القرار من خلال الاجتماع المشترك".

ولفت المخلافي إلى وجود مقر للهيئة في عدن ودعمها للمصالحات في المحافظات المختلفة وعلى راسها تعز، مضيفاً "لدينا برنامج عمل ولائحة داخلية، على الرغم من تأخر صدور القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة والهيئات المساندة التي شُكلت بموجب اعلان نقل السلطة حتى الآن، قد أعاق عملها، لكن الهيئة استطاعت ان تتجاوز هذا الأمر".

 

المجتمع الغربي والاعتقاد الساذج

وقال الدكتور المخلافي إن "القضية اليمنية تحظى بإجماع دولي حولها، وكل القرارات التي صدرت بشأن اليمن صدرت بالأجماع، ولا يوجد خلاف أو انقسام كما هو في قضايا وبلدان أخرى".

وأضاف: "لدينا مرجعيات واضحة للحل، في بلدان أخرى يبحثون عن مرجعيات، ونحن لدينا مرجعيات معترف بها منذ البداية".

وانتقد المخلافي الرؤية الساذجة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية إزاء الحوثيين، وقال إنه "ثمة قراءات خاطئة لدى الإدارات الأمريكية إزاء الحوثي فكان في فترة الوزير كيري خطة تمكن الحوثي من اليمن، وهي التي رفضتها الحكومة اليمنية".

وأضاف: "خطة كيري تقول إنه تشكل حكومة تنهي الشرعية لصالح حكومة مشتركة مع الحوثي في ظل بقاء السلام مع الحوثي، بمعنى أن نكون موظفين لدى الحوثي وانهاء الشرعية لصالح الحوثي وهو تصور ساذج لسبب المشكلة وكيفية الحل وتجاوز للمرجعيات".

وتابع: "ربما هذا ذات التصور الساذج الذي أدى إلى قيام الإدارة الأمريكية الجديدة (إدارة بايدن) بإلغاء قرار تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، وكان لديها تصور بأنه يمكن أن يحل هذا الموضوع بشكل سريع".

وأوضح أن "التصور الغربي بشكل عام يرى بأن المملكة العربية السعودية طرف في المشكلة وليست المشكلة يمنية يمنية وقفت فيها المملكة كقائدة للتحالف العربي لدعم الشرعية وبالتالي استخدام المشكلة اليمنية للضغط على السعودية وكأن المشكلة (بين السعودية واليمن) وليست مشكلة يمنية يمنية".

وعن المبعوثين الأمميين المتكررين لليمن، قال المخلافي إن "مبعوثو الأمم المتحدة تعايشوا مع الأزمة اليمنية ويحاولون يرضون الأطراف".

وتابع: "لدينا مثل يمني يقول إن " الحجر من القاع والدم من راس القبيلي" فما دام الموت عند اليمنيين ما فيه مشكلة يستمر المبعوثين فترة أطول".

وأكد أنه منذ مفاوضات الكويت لم تبذل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي "أي جهود أو ضغوط على كل الأطراف خاصة على الحوثي للوصول إلى مفاوضات سلام، ولم تجري مفاوضات سلام حقيقة منذ الكويت منذ 2016م، وهذا بسبب فشل المبعوثين".

وعن رؤيته للحل للصراع الدائر في البلاد، قال المخلافي أن الحل ببساطة يكمن في "وجود مفاوضات سلام مباشرة يكون المجتمع الدولي راعي لها وليس مقرر لنتائجها، على أساس المرجعيات التي يعترف بها المجتمع الدولي".

وأكد أن "وجود مثل هكذا محادثات للوصول إلى استعادة الدولة على أساس هذه المرجعيات هو السيناريو الأفضل في هذا الجانب"، حسب قوله.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص