أهم الأخبار
عضوان الاحمري

عضوان الاحمري

الانتقالي الذي يريد اليمن على نقالة!

2025-12-14 الساعة 07:25م

ملخص

المشهد الحالي يختصر لماذا كان الحوثي يتقدم والقوات اليمنية تتراجع خلال الأعوام الماضية، ليس دهاء من الحوثيين، بل لتشتت الأحزاب اليمنية وظهور تشكيلات سياسية وعسكرية حاولت فرض أمر واقع منذ عام 2017.

فجأة تشتعل المحافظة اليمنية الوديعة، حضرموت. والأسباب هي أن المجلس الانتقالي قرر أن هناك عناصر إرهابية يجب مطاردتها ومحاربتها، ثم انتقل إلى السيطرة على مواقع حيوية، والحقيقة التي يحاول بعضهم تلميعها، أن عيدروس الزبيدي الذي يتمرد على المجلس الرئاسي اليمني ولم يقدم شيئاً لعدن منذ عام 2019، فكر أن انفصال الجنوب يأتي عبر إخضاع حضرموت لرغباته.

للمجلس الانتقالي قوات مدربة وممولة، ولكن الأهداف الشخصية وتغليب الطموحات ونشوة النصر الموقتة، جعلت البوصلة تقسيم اليمن والعودة لما قبل الوحدة.

كان هدف تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية القضاء على جماعة أنصار الله، لكن التحالف يتفاجأ بإعلان تشكيل المجلس الانتقالي وتشتيت أهداف الحرب والبدء بالتخطيط للانفصال والقيادة. المعركة هنا لم تكُن عسكرية وحسب، بل خلايا إعلامية جعلت شماعة الحرب على الإرهاب عذراً للانقضاض على اليمن الواحد، في هذه الأثناء كان الحوثي سعيداً جداً بسلوك المجلس الانتقالي الذي ابتعد من صنعاء ليفكر في اقتطاع جزء من الكعكة قبل استوائها.

الانتقالي وقياداته جزء من المجلس الرئاسي اليمني، وله رئيس معترف به دولياً وهو رشاد العليمي، والسلوك الأحادي للزبيدي وتسمية نفسه القائد والتحرك عسكرياً كيفما شاء، تذكرنا ببدايات الأزمة في السودان، بين الجيش الرسمي وقوات "الدعم السريع".

في اليمن، أهالي حضرموت رفضوا تدخل الانتقالي ويطالبون بالحكم الذاتي وحق تقرير المصير، ورئيس المجلس الرئاسي دان السلوك الأحادي للزبيدي، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة وفرد عضلات وتعبئة، والجماعة الوحيدة التي لم تشارك في كل هذه الفوضى هي خصم كل هؤلاء، جماعة أنصار الله.

المشهد الحالي يختصر لماذا كان الحوثي يتقدم والقوات اليمنية تتراجع خلال الأعوام الماضية، ليس دهاء من الحوثيين، بل لتشتت الأحزاب اليمنية وظهور تشكيلات سياسية وعسكرية حاولت فرض أمر واقع منذ عام 2017.

اليمن حدوده مع السعودية هي الأطول وتصل إلى أكثر من 1400 كيلومتر، والأراضي اليمنية عمق للأمن السعودي، لن تسمح الرياض لـ "لاعب" أو "لاعبين" بالعبث في ملف اليمن.

 

ولو أتينا للمستفيد أو المتضرر من وجود يمنَين، شمالي وجنوبي، فهي السعودية قبل غيرها، بوصفها صاحبة الحدود الأطول مع جنوب اليمن وشماله. لذلك فإن وجود تنظيمات عسكرية متعددة قد ترفع لواء الابتزاز أو التهديد للحدود السعودية، أو تكون أداة لدول إقليمية وعالمية، هو ما لن تقبل به الرياض لاعتبارات حدودية وإقليمية وأمنية لا تخفى، جعلت تشكيل تحالف دعم الشرعية قراراً استراتيجياً لم تتردد فيه قيادة السعودية على رغم كلفه المعروفة.

والحقيقة أيضاً أن السعودية تؤمن بعدالة القضية الجنوبية وحلها ضمن إطار تسوية شامل، وبالطرق السياسية وليس فرض الأمر الواقع والخروج على مجلس الرئاسة والتهديد بقوة السلاح.

اليمن لأهل اليمن، وأهل حضرموت أدرى بمصلحتهم، ومن حقهم تقرير المصير، كما يرى "الانتقالي" أن من حقه التمرد على المجلس الرئاسي الذي ارتضته الأطراف اليمنية.

من يتمرد مرة سيعيدها ألف مرة، ومن يريد التقسيم اليوم، غداً سيبحث عن هدف آخر وعذر جديد.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص