2022-04-14 الساعة 05:25م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
ينظر غالبية اليمنيين بإيجابية للتغيرات الأخيرة التي حدثت في أعلى هرم السلطة الشرعية بعد إعلان تشكيل المجلس الرئاسي وتنحي الرئيس عبدربه منصور هادي لكنهم يترقبون انعكاس ذلك بإنجازات فارقة على استقرار البلاد والخدمات وأوضاعهم المعيشية متجاوزين ظروف وسلامة إجراءات ولادة التشكيل الجديد.
والخميس الماضي 7 إبريل أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، تشكيل مجلس قيادة رئاسي برئاسة رشاد العليمي وسبعة أعضاء كل منهم بدرجة نائب، سعياً لتوحيد الصفوف المعسكر المناوئ للحوثيين.
وخول هادي بشكل نهائي، بموجب الإعلان المجلس الرئاسي بكامل صلاحياته وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
خطوة هامة
وقال الناشط الإعلامي نائف الوافي لـ "المصدر أونلاين" إنه ينظر بشكل ايجابي لأي تشكيل سياسي يؤدي إلى اجتماع وتوحد القوى على مستوى اليمن بعد سبع سنوات من الحرب.
وأضاف "المواطن ما يزال ينتظر أن يتحسن الوضع المعيشي والاقتصادي ولا يهمه من الطرف الذي يربح ويريد أن يربح قوت يومه وأن يحصل على راتب وأمن واستقرار".
واعتبر الكاتب إسماعيل أحمد تشكيل المجلس خطوة هامة على طريق إصلاح معسكر الشرعية ضمن متطلبات حل وتسوية الصراع اليمني غير أنه رهن نجاحه في تحقيق أهدافه بمدى انسجام أعضائه والتفافهم حول رؤية واضحة.
وينخرط في عضوية المجلس 7 شخصيات تمثل كيانات سياسية واجتماعية وتكتلات مختلفة، وهم محافظ مأرب سلطان العرادة وقائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي طارق صالح وقائد ألوية العمالقة عبدالرحمن أبو زرعة والوزير السابق عثمان مجلي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ومحافظ حضرموت فرج البحسني ومدير مكتب الرئاسة عبد الله العليمي.
تقارب "مدهش"
ويؤكد إسماعيل أن نجاح المجلس في إنهاء الصراع وتسوية المعاناة الناجمة عن الحرب تعتمد على أدائه في الواقع ومدى قدرته على تجاوز مخرجات الحرب على الأرض".
وظهر عدد من نواب الرئيس خلال الأيام التالية بعد تشكيل المجلس في مواقف ولقاءات استثنائية "مدهشة" مع فرقاء بعثت قدراً كبيراً من التفاؤل كان إلى وقت قريب التفكير في حدوثها ضرب من المستحيل.
وكثف الزبيدي الذي تصدر مكونه طيلة السنوات الماضية مطالب انفصال جنوب اليمني لقاءاته بوزراء ومسؤولين حكوميين ومحافظين ومشائخ وإعلاميين أغلبهم ينتمون لمحافظات شمالية.
وقدم الزبيدي خطاباً قوياً ومغايراً إذ أكد على وحدة الصف والمعركة ضد الحوثيين، وعدم الانتظار سبع سنوات أخرى لحسم معركة "لن تستغرق سبعة أشهر" هدفها الوصول إلى صنعاء وكل شبر في اليمن انطلاقاً من عدن، مؤكداً احتفاظ الجميع بحقوقهم في الديمقراطية وتحقيق مطالبهم بعد إنهاء خطر المشروع الإيراني.
وزار طارق صالح نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر في مقر إقامته في لقاء هو الأول بين القائدين العسكريين الذين فرقتهما الانتفاضة الشعبية عام 2011 وما تلاها من أحداث وتحالفات وصولاً إلى الحرب الحوثية وتباعاً حتى اليوم.
وقال اسماعيل أحمد إن الناس يتطلعون لأن يشكل المجلس خطوة على طريق إنهاء معاناتهم.
تحسن الاقتصاد.. والعملة
وقال الصحفي محمد المياس لـ "المصدر أونلاين" إن تشكيل المجلس الرئاسي خطوة ايجابية لمصلحة اليمن كونه وحد أطرافاً كانت تتصارع داخل منظومة الشرعية الأمر الذي أضعفها وانعكس بانهيار اقتصادي وضعف عسكري".
وأعرب عن أمله في انطلاق اليمن نحو مرحلة جديدة مشيراً إلى تحسن سعر صرف العملة الوطنية - التي شهدت انهياراً كبيراً طيلة الأشهر الماضية- مقابل العملات الأجنبية، في أعقاب الإعلان عن دعم سعودي إماراتي للبنك المركزي تزامناً مع تشكيل المجلس الرئاسي.
وبُعيد الإعلان استعاد الريال اليمني أكثر من 20 بالمئة من قيمته مقابل العملات الأخرى، ليستقر عند متوسط 960 ريالاً مقابل الدولار الأمريكي نزولاً من 1150 في الأيام السابقة.
وأعلنت السعودية الخميس تزامناً مع لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ونوابه بعيد إعلان التشكيل الجديد عن حزمة دعم مالي لليمن بمبلغ 3 مليار دولار.
وتوزع المبلغ على ملياري دولار مناصفة بين السعودية والإمارات للبنك المركزي اليمني، فيما خصصت 600 مليون دولار من المليار الثالث لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية.
كذلك أعلنت السعودية تقديم 300 مليون دولار إضافية لتمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الانسانية في اليمن للعام الجاري لترفع رصيدها بعدما أخفق مؤتمرها المنعقد في مارس الماضي من حصد أقل من ثلث التمويل المطلوب البالغ 4.3 مليار دولار.
وأكد المياس أن من شأن هذا الدعم الكبير أن يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وأن يشكل أساساً لمرحلة جديدة لليمن وقد يكون أحد الأسباب التي تعمل على بناء السلام وإنهاء الصراع".
تقدم نحو السلام
وأبدى تفاؤله باحتمال حدوث ونجاح عملية سلام عبر مفاوضات تسعى الأمم المتحدة لعقدها بين المجلس الرئاسي الجديد وجماعة الحوثي.
لكن ميليشيات الحوثي رفضت الاعتراف بشرعية المجلس الذي قالت إن تشكيله لا يعنيها، استمراراً لموقفها الرافض الاعتراف بشرعية الرئيس هادي وحكومته المعترف بها دولياً.
وحظي تشكيل المجلس الرئاسي بترحيب واعتراف خليجي ودولي واسع في مؤشر على وراثته شرعية سلطة الرئيس هادي واعتراف المجتمع الدولي بها.
ترحيب وعتب نسائي
من جانبها قالت رئيس اللجنة الوطنية للمرأة في تعز صباح الشرعبي لـ"المصدر أونلاين" إن النساء يتطلعن بنظرة أمل لخروج الوطن من معاناته، رغم "العتب والإدانة" لآلية التشكيل التى أقصت المرأة وهمشتها وحرمتها من المشاركة الفعلية في هذا الموقع تجسيداً لشراكتها في بناء الوطن..
وأضافت "نأمل أن تكون هناك مصداقية لتحقيق التعافي الاقتصادي للبلد والذي بدوره سينعكس إيجابا على حياة المواطنين عامة وحياة النساء خاصة كونهن أصبحن يتحملن العبء الأكبر في الحياة".
ولا يبدو أن دستورية إجراءات نقل السلطة باتت تشكل حساسية لدى الغالبية العظمى من اليمنيين في ظل ضعف السلطة الشرعية وتشتتها بين الفرقاء وما ترتب على ذلك من انهيار اقتصادي وعسكري جنى مكاسبه خصومهم الحوثيون.
لكن الأهم بالنسبة لهم أن يحدث التغيير الجديد في هرم السلطة فارقاً سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً على الأرض بدءاً بلم شتات الشرعية وممارسة مهامها على الأرض من داخل البلاد بما ينعكس في تحسين الخدمات وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وإدارة المعركة ضد الحوثيين بكفاءة وصولاً إلى الحسم أو السلام العادل.