2022-03-27 الساعة 01:25ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
أثارت مبادرة أطلقتها ميليشيا الحوثي مساء السبت، بشأن وقف الحرب في اليمن والهجمات العابرة للحدود التي تنفذها، ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.
وانتقد صحفيون ونشطاء على مواقع التواصل المبادرة الحوثية التي وصفوها بالدعائية، وقالوا إنها لا تحمل جديداً، فيما اعتبرها كثيرون مغالطة حوثية جديدة، لاسيما وأنها تأتي في ظل تحركات حوثية كبيرة وعمليات تحشيد من المناطق الخاضعة لسيطرتها نحو مختلف جبهات القتال في البلاد.
اعتبر الصحفي عدنان الجبرني، هذه المبادرة "رد متأخر على المبادرة السعودية التي أعلنت في مارس من العام الماضي"، مشيراً إلى أن تلك المبادرة "وكانت محرجة للحوثيين أضعف خطابهم السياسي خاصة على المستوى الدولي لعام كامل تقريبا".
ووصف الجبرني المبادرة بأنها "مفردة دعائية في تصميمها ومضمونها أيضا"، مضيفاً أن "الإعلان هو الغطاء لتصعيد المليشيا بالأمس، ومحاولة لامتصاص رد الفعل، إضافة الى الهدف الرئيس: الإيحاء بأن الجماعة تملك زمام المبادرة من موقع قوة".
وأضاف الجبرني على تويتر، أن المبادرة "تجسيد لمنهجية الحوثيين الدائمة (الفعل العسكري أولا، ثم السياسي كغطاء) على عكس التحالف والشرعية!".
ووصف حساب يحمل اسم "صالح محمد" ما ورد في المبادرة بأنها "شروط استسلام مبنية على افتراضهم بأن تحييد السعودية والتحالف عن طريق الابتزاز بأمنهم هو شرط لاجتياحهم اليمن كله من جديد بعد ازاحة العائق الذي تشكله السعودية والتحالف".
إلى ذلك، قال الباحث ومحلل الشؤون العسكرية علي الذهب، إن "الخداع الحوثي مختلف عن كل أشكال الخداع. فمبادرة السلام التي يزعم أنه يقدمها، هي، في الواقع، توصيف زائف بأن الحرب بين السعودية وبينه كدولة، وهذا معارض للواقع ولقرارات مجلس الأمن".
وتوقع الذهب أن السعودية لن تقبل ما وصفه بـ"الهراء" وقال: "السعودية حليف استراتيجي للحكومة الشرعية، ولن توافق على هذا الهراء الماكر، لتصبح بعده غريما مكشوفا"، مشيراً إلى أن "أي مبادرة لا تتضمن الإشارة إلى الحكومة الشرعية، بوصفها طرفا مقابلا في الحرب لجماعة الحوثي الانقلابية، مسعى سياسي مرفوض وباطل".
وخاطب الذهب الحوثيين بالقول: "أمامكم خيار وحيد، وهو وقف إطلاق النار وقفا شاملا، ثم الدخول في مفاوضات، حسب مبادرة الرياض، وليس تعليق العمليات في مارب لتنقضوا عليها بعد ذلك"، مضيفاً: "تعليق العمليات، يعني: هدنة، وهناك فرق شاسع بين وقف إطلاق النار والهدنة. اتفاقيات صعدة، والسلم والشراكة، وستوكهولم تقول إنه لا عهد لكم".
من جهته قال الصحفي محمد الأحمدي في رد على تغريدة لعبدالسلام فليته متحدث الميليشيا "المفروض أنكم توصلتم لحل مشكلتكم مع السعودية منذ سبع سنوات، أما بالنسبة لنا كيمنيين فالقصاص منكم حق لكل يمني، وليس أقل من أن تحظوا بمحاكمة عادلة على جرائمكم بحق اليمن واستباحة دماء أبنائه والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة".
الصحفي محمد الشبيري اعتبر المبادرة الحوثية نهاية لـ"العنترة" التي أظهرتها ميليشيا الحوثي قبل ساعات، وقال الشبيري: "ليلة "فكفكة صواميل" الحوثي، العنترة اللي قبل ساعات تلاشت، وها هم يعرضون مبادرات كاذبة، وهم صاغرون".
وأضاف الشبيري: "لا تصدقوهم، فقد خبرناهم عشرات السنين، وفي كل مرة يخونون المواثيق".
وقال عبدالله آل هتيلة - مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ، إن "مبادرة المشاط مناورة للتعبئة.. لا نوايا حوثية حسنة لإنهاء معاناة الشعب اليمني، لأن القرار في طهران".
وصف صالح الحميدي في صفحته على فيسبوك، المبادرة الحوثية بأنها "أخبث مبادرة"، مشيراً إلى أن الحوثي "يقدمها الحوثي في هذا التوقيت، بعد أن نفذ تلك العمليات الإجرامية ضد السعودية التي أدانها العالم أجمع".
وقال: "أراد بهذه المبادرة لإطلاق الأسرى ووقف العمليات أن يقلب الإدانات إلى تأييد وتعاطف معه رغم أن الجميع يدرك أنها مبادرة تخديرية وليست حقيقة".
وقال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي "رفضت مليشيا الحوثي كل مبادرات السلام وآخرها المبادرة السعودية للسلام التي حظيت بإجماع اقليمي ودولي، وحولت اليمن لحقل تجريب للسلاح الايراني وإيذاء اليمن وجيرانه".
وأضاف القاعدي على تويتر "المبادرة الحوثية المعلنة اليوم هي إملاء لشروط هذه العصابة ولن تقود لسلام بل تؤسس لحروب لا تنتهي".
وقال المحامي والناشط الحقوقي فيصل المجيدي، تعليقا على المبادرة: "يقصف (الحوثي) المدن اليمنية ويحاصر تعز ويختطف النساء ويعذب الصحفيين، ويرسل صواريخه لضرب المنشآت النفطية وقطاع الطاقة ومراكز توريد المياه والكهرباء في السعودية، ثم يقدم كلام أهبل يسميه مبادرة مضمونها تسليم البلاد لطهران عبر مليشاتها الحوثية".
ويتساءل المجيدي عبر حسابه في تويتر: "هل من عاقل سيصدق عبد ابليس االحوثي؟!".
من جهته قال الصحفي أحمد الزرقة، "لن يصدق الحوثي في اي وعد يقطعه ومبادرته جزء من استراتيجيته للخديعة، وكسب الوقت وتخفيف الضغط".
وقال الصحفي همدان العليي "الحوثية تقصف وتدمر، وتلحق ذلك بمسرحية تحت مسمى "مبادرة" بهدف امتصاص ردة فعل الخصم واحتواء غضبه. تسدد طعنة للجسم، وفي نفس الوقت تضع في الجرح مسكن كي لا يكون الألم سببا في الدفع بالجسد للمقاومة والقضاء على من يمسك بالخنجر (المعتدي).استمرار هذا الوضع يعني موت المعتدى عليه بسبب النزيف"، حسب تعبيره.
من جهته قال الباحث عادل دشيلة، إن "مبادرة الحوثي لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لا معنى لها. يريد الحوثي تصوير جماعته أنها تمثل الشعب. ويريد من السعودية الجلوس معه باعتبار الحرب بين السعودية واليمن!".
وأضاف: "هناك دولة تمثل اليمن وهناك مرجعيات"، وتابع: "هذه المبادرة نفس مطالب طهران منذ 2015 ولا يوجد أي جديد في موقف الجماعة الحوثية".
يرى الباحث عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات أن المبادرة نتيجة لقرار إيراني، وقال في تويتر "باعتقادي أن إيران تحتاج في حال التوصل لاتفاق نووي مع المجتمع الدولي إلى وقت لاستعادة قدراتها الاقتصادية وتحديث بنيتها التحتية بالذات في مجال الطاقة، وهذا ما سيدفعها لإعارة ميليشياتها من خصومها إلى حين تطوير قدراتها العسكرية وعودة سياسة التوسع لتحقيق حلم السيطرة على نفط الخليج".
وفي وقت سابق مساء السبت، أعلنت ميليشيا الحوثي مبادرة أحادية الجانب، أطلقت عليها "مبادرة السلام"، تتضمن أربعة بنود، من بينها، "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام".
وقالت الميليشيا في المبادرة التي أعلنها رئيس المجلس السياسي للميليشيا مهدي المشاط، إنها على استعداد "لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم".
كما أعلنت المبادرة عن "وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام"، مشيرة الى استعداداها "لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف".
وقالت المبادرة إن "تعليق العمليات الهجومية يشمل جبهة مأرب"، معيدة المبادرة التي أطلقها زعيم الميليشيا بخصوص مأرب سابقاً "وننتظر الرد عليها بالإيجاب".
ونص البند الرابع على أن الميليشيا على استعداد "للإفراج عن كافة أسرى التحالف بما فيهم شقيق هادي وأسرى المليشيات ومن الجنسيات الأخرى مقابل الإفراج الكامل عن كافة أسرانا"، ودعت "المبعوث الأممي إلى تيسير تبادل الكشوفات والاتفاقات التنفيذية دفعة كاملة أو على دفعات".