2022-01-31 الساعة 10:55م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
تصاعد ردود الفعل إزاء تحركات "حزب المؤتمر" في شبوة.. نجل البيض يحذر و"البوحر" يتوعد بمواجهة المحافظ الجديد
تصاعدت ردود الفعل من قبل دعاة الانفصال جنوب اليمن، إزاء أنشطة يقيمها حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة شبوة، يقول الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات إنها من تنفيذ "المكتب السياسي" لطارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق والمدعوم من الإمارات أيضا.
وحذر هاني البيض نجل نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، مما وصفها بـ"لعبة سياسية ملتبسة وغير نظيفة تجري في شبوة"، "عمل سياسي غير موضوعي في المكان والزمان وغير مقبول اليوم".
واعتبر البيض الذي نال مؤخراً حضورا بين الداعين للانفصال لرمزية الحضور التاريخي لوالده، تلك التحركات "بروباغندا وعمليات مستمرة ومتكررة لإعادة انتاج النظام السابق، هدفها الحفاظ على سلطة ونفوذ أهم قوى نظام صنعاء في الجنوب وبأدوات جنوبية".
وقال إن هذه التحركات "كانت بدايتها من عدن ولم تأت نتائجها كما ينبغي لعوامل أحاطت بعدن وطبيعة مرحلة التحرير وعلو صوت المقاومة الوطنية، ويراد لها الآن أن تتجذر وتنطلق من شبوة وتتمدد على مستوى حضرموت لاحقا ثم المهرة وغيرها، لتلعب دور أساسي بالمعادلة السياسية الجنوبية على مستوى الجنوب في القادم والمنظور".
واستبعد البيض أن تمر تلك المخططات "بسهوله اليوم على الجنوبيين" واصفاً من يعتقد بنجاحها بأن "تقديراته خاطئة"، وتلك التحركات هي "رهان سياسي داخلي وإقليمي خاسر".
وقال البيض إن ما يجري "سيشكل استفزازا للشارع الجنوبي وقد ينسف بعض التفاهمات المرحلية القائمة لأجل أهداف مشتركة تتطلبها المرحلة" ناصحاً "بعد استفزاز الشارع الجنوبي" ومحذراً من صوت آخر غير صوت الساسة والمصالح والتحالفات المؤقتة.
بالتزامن، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي تصريح مصور للقائد السابق في قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات بشبوة محمد سالم البوحر، هاجم فيها المحافظ الجديد عوض العولقي، والذي عين أواخر العام الماضي بضغوط من التحالف، خلفاً لمحمد بن عديو.
والبوحر، هو أحد أبرز قادة قوات الانتقالي الذين صنعتهم الإمارات في شبوة والتي تأسست مطلع مايو 2017 وأكثرهم حماساً لمشروع الانفصال، وخاضت قواته معارك ضد قوات الحكومية إبان محاولة الانتقالي الانقلاب على السلطة الرسمية في المحافظة في أغسطس 2019.
عقب ذلك أبعد البوحر من المشهد لأسباب أبرزها وفقا لمصدر مطلع، ملف الانتهاكات التي ارتكبها خلال قيادته اللواء الثاني نخبة وتتضمن انتهاكات من بينها قتل تحت التعذيب وهناك تقارير حقوقية ضده، لاسيما خلال الحملة في مديرية مرخة ضد "السادة آل محضار" عام 2018، والتي أوقعت قتلى وجرحى. قبل أن يرسل الى مصر للدراسة.
وتضم النخبة الشبوانية أكثر من سبعة ألوية، بدأت مؤخراً تحركات لضم تلك القوات تحت مسمى "درع شبوة" وقيادات جديدة مقربة من المحافظ المعين حديثاً، وذلك بالتزامن مع سيطرة قوات العمالقة المدعومة من الإمارات والتي انتقلت حديثا من الساحل الغربي للبلاد على مديريات بيحان الثلاث غربي المحافظة بعد معارك ضد الحوثيين.
وتوعد البوحر في الفيديو الذي سجله بتاريخ الأحد 30 يناير من مطار القاهرة بـ"قلب الطاولة"، مشيراً الى أنه عائد إلى عدن "لإعادة تلك العناصر التي خرجت من جحورها عقب خروجنا الى القاهرة" ما يرجح أنه استدعي من قبل قيادة الانتقالي الذي يسعى لإعادة ترتيب وضعه في شبوة.
وأضاف مخاطباً التحالف: "إن كان سيدعمنا فليدعمنا تحت سقف الجنوب"، وحذر محافظ شبوة الجديد "إن كنت مثل المحافظ السابق فنحن قد قاتلنا الأخ محمد صالح بن عديو أخونا وسندنا وسنقاتل غيره".
وجاء هذا التصعيد عقب يوم من إعلان انتقالي شبوة "رفضه القاطع" لما وصفها بـ"الأنشطة المشبوهة" للمكتب السياسي التابع لطارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، في المحافظة، واعتبرها "محاولة لتدوير زمن ولى وانقطعت آثاره".
وجاء هذا الإعلان في اجتماع للهيئة التنفيذية للانتقالي في شبوة، بعد نشاط نسوي أقامه فرع حزب المؤتمر في المحافظة، تأييداً لجهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وقال بيان الانتقالي إن تلك التحركات تستغل "حالة الفقر والعوز الأسري"، واعتبر ذلك "ضرب من الاستهانة بكل التضحيات الجنوبية الغالية وبسيرورة التاريخ الذي أفرز حقائق جديدة يصعب على الواهمين اليوم تجاوزها او القفز عليها".
وجدد البيان "وقوف ودعم قيادة المجلس بالمحافظة لجهود الاخ المحافظ الشيخ عوض بن الوزير" والذي فتح تعيينه صراع نفوذ بين حليفي الإمارات الانتقالي وطارق صالح، إذ يسعى الأول لاستغلال القرار في السيطرة على المحافظة وتحقيق ما عجز عن تحقيقه بقوة السلاح، فيما بدأ الطرف الثاني ينشط باعتباره قوة سياسية جديدة آخذا في الاعتبار كون المحافظ ينتمي لحزب المؤتمر وكان مقرباً من الرئيس السابق "صالح".
ولاقى رد فعل الانتقالي ضد نشاط سياسي استياء من قبل ناشطين وصحفيين من أبناء المحافظة واليمن عموماً، وقال الصحفي الشبواني شفيع العبد إنه "لا يمكن الحديث عن حياة سياسية دون أحزاب. ومن غير المنطقي انتظار حراك سياسي فاعل دون المبادرة بإقامة الفعاليات والأنشطة الحزبية المختلفة، التي من شأنها التهيئة لتسوية الملعب السياسي".
وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "تظل الأحزاب هي أرقى الأشكال المدنية في المجتمعات متى التزمت بوظيفتها ولم تغادر أدوات ومربعات السياسة".
ووفقاً لمراقبين فإن رد فعل الانتقالي يضعنا أمام سؤال حول مصير شبوة بعد التغييرات الأخيرة ومآل العمل السياسي في المحافظة ذات التنوع الكبير، وما إذا كان الصراع الحالي قد يجرها باتجاه منزلق يشبه ما مرت به عدن العاصمة المؤقتة عقب تحريرها من الحوثيين أواخر عام 2015.