أهم الأخبار

حين يتسرب النفط إلى حنفيات الشرب.. سكان "جردان" في شبوة يعيشون تحت رحمة "أنبوب نفط متهالك"

2021-12-08 الساعة 08:11م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

يشكوا مواطنون في مدينة عزان التابعة لمديرية ميفعة في محافظة شبوة، من تلوث مياه الآبار الخاصة بهم بالمواد النفطية المتسربة من الأنبوب النفطي الممتد من موقع العلم بمديرية جردان إلى ميناء النشيمة النفطي بمديرية رضوم شرقي المحافظة على البحر العربي.

ويمر الأنبوب المتهالك والذي أنشئ منتصف ثمانينات القرن الماضي، ويعد أقدم أنابيب النفط في البلاد عبر مناطق واسعة في شبوة، عبر مديريات "جردان، عتق، حبان، الروضة، وميفعة وصولاً الى رضوم"، ومؤخراً ظهرت آثار كارثية للتسربات الناتجة عنه، نتيجة إهمال الجهة المستثمرة، وغياب الصيانة، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد.

على بعد عشرات الأمتار من الطريق الأسفلتي الرئيسي الرابط بين (شبوة، والمكلا) تظهر أحواض ترابية تحوي كميات كبيرة من النفط الخام، شفطها مواطنون من آبار الماء الخاصة بهم، يقولون إنها تسربت من الأنبوب الذي أصبح يشكل خطراً على الحياة البيئية والصحية في المديرية. وفقا لمواطنين تحدثوا للمصدر أونلاين.

ويعتمد أبناء مدينة عزان على مياه الآبار الجوفية، التي يحصلون عليها على بعد أربعين مترا تحت الأرض، ويستخدمونها في حياتهم اليومية.

يقول المواطن مهدي طالب، ذو الخمسين عاماً، والذي يعمل في بيع الخضار، إنه تفاجأ ذات يوم برائحة البترول تنبعث من صنابير المياه في منزله، لكنه لم يكترث في البداية واستمر في استخدام المياه التي يستخرجها من بئره الخاص، حتى تحولت المياه الى سائل أسود ذي رائحة كريهة.

أصبحت بئر "مهدي" غير صالحة للاستخدام بعد تسرب مادة النفط الخام اليها وبكميات كبيرة، إضافة إلى تضرر الشبكة الداخلية لمنزله وخزانات المياه. مزرعة مهدي هي الأخرى تعرضت للتلف ومات كل نباتها سوى النخيل، الذي اتضح أنه أكثر قدرة على مقاومة التلوث، وفقا لمهدي.

يقول مهدي للمصدر أونلاين، إنه وجراء ذلك أوقف البئر بصورة نهائية، لكنه تحمل تكاليف نقل الماء عبر الصهاريج والتي يزيد قيمة الواحد منها عن 25 الف ريال يمني، اضطر لتحملها خوفا على نخله من التلف، يحدثنا وهو ينظر إلى نخلة لكأنها نخلة الرصافة الباعثة لأشجان "صقر قريش" في الأندلس.

على بعد مئات الأمتار من منزل مهدي يمر الأنبوب الناقل للنفط، ما يرجح أن النفط تسرب الى بئره من ذلك الأنبوب، ويؤكد اتهامات المواطنين.

بئر مهدي تثير لعاب لصوص النفط

ظهور النفط في بئر مهدي وجيرانه جعل من أسماهم "تجار النفط" يتوافدون عليه ويقدمون له العديد من العروض "من أجل حفر حوض لتجميع مادة الخام من البئر" الخاصة به، لبيعها لاحقا واقتسام الأرباح معه، لكن مهدي رفض تلك العروض، وقال إن هذا ملك عام وضميره لا يسمح له بذلك، إضافة الى المخاطر التي قد يتعرض لها اطفاله وأطفال جيرانه.

لكن أحد جيرانه وافق على تلك الفكرة، وفقا لمصادر مطلعة أفادت المصدر أونلاين.

جهود لدفع الضرر

في ظل استمرار تسريب النفط الخام الى بئره، طرق مهدي أبواب قيادة السلطة المحلية في المديرية والجهات المختصة بغية رفع الضرر عنه وإبعاد الأذى، دون ان يستجيب له أحد، حسب ما أفاد المصدر أونلاين، مؤكداً تمسكه بكافة حقوقه وغير متنازل عنها في حال لحقته أضرار أو بأحد من أفراد أسرته في المستقل، محملاً الجهات المسؤولة في وزارة النفط كامل المسؤولية.

هيئة حماية البيئة تحذر

وكان بيان للهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة شبوة صدر أواخر الشهر الماضي، وصف شركة الاستثمارات النفطية (YCOM)، وهي شركة حكومية، وتعد أول شركة استثمارات في النفط والغاز باليمن، والمسؤولة عن تشغيل أنبوب نقل النفط الخام بـ"الفاشلة"، وحذر من أضرار صحية قد تلحق بالسكان على المدى القصير والطويل، بل قد يؤدي الى أمراض مستعصية كالسرطان والكلى.

البيان اتهم السلطات المحلية والمركزية بعدم الاكتراث بأرواح أبناء المحافظة بقدر اهتمامها بعملية ضخ النفط، والذي أدى الى انتشار الأمراض في نتيجة ما وصفه بـ"الإهمال"، لجوانب البيئة والسلامة من قبل الشركات النفطية، في ظل نقص الوعي لدى المواطنين.

نائب مدير مكتب فرع وزارة النفط علي خيران، أقر بوجود مشكلة، رغم محاولته التخفيف منها، بقوله إن أسباب ظهور المادة قد يعود الى تسريبات سابقة إضافة إلى تهالك "البيب" في مناطق الكيلو 107 الى كيلو 138.

 

وقال خيران للمصدر أونلاين، إنهم على تواصل مع وزارة النفط وشركة الاستثمارات النفطية لإيجاد الحلول المناسبة لإعادة صيانة الأنبوب، مضيفاً، مؤسف ما حدث من تسرب في عزان ونحن على تواصل مستمر مع (YCOM) عن كيفية معالجة ما حصل كونها المسؤول الأول على أنبوب نقل النفط الخام وعلى تشغيله.

وأشار خيران الى توفير شركة الاستثمارات مضخات لشفط الخام من تلك الآبار وتفريغها في صهاريج، لنقلها الى خزانات النشيمة. لكن هذا يحل مشكلة الشركة المستثمرة فقط، فهي تقوم بنقل النفط الخام، دون أن تسعى لإيجاد حل لمشكلة المواطنين وتهديد البيئة، يقول مواطن تحدث للمصدر أونلاين.

ويضيف الموطن، هؤلاء لا تهمهم إلا مصلحتهم، لكن المخاطر التي نعيشها نحن المواطنون لا تعنيهم، والجهات المعنية غائبة عنا، ولا تهتم لأمرنا.

مواطنون يعيقون إزالة آثار التسرب

يقول خيران إن مكتب النفط بالمحافظة يرسل معدات ووسائل لإزالة مخلفات التسريب في تلك المناطق، لكن عدم موافقه الأهالي على القيام بذلك بالسرعة المطلوبة إحدى أبرز المشاكل التي تواجه المكتب.

ويرفض الأهالي السماح لمعدات المكتب بإزالة التسريبات مطالبين بأحقيتهم في أخذ مقاولات القيام بذلك، لكن العملية "تتم وفق الية خاصة ولا يمكن القيام بها من قبل المواطنين"، لأن تنفيذ ذلك بشكل بدائي من قبل المواطنين "يؤدي الى تسرب النفط الى المياه الجوفية" ولن تحل المشكلة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص