أهم الأخبار

جريمة قتل الشاب "السنباني" العائد من أمريكا تشعل مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبات واسعة بمحاسبة القتلة

2021-09-11 الساعة 01:11ص (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

أصيب اليمنيون في الداخل والخارج بالصدمة إثر جريمة قتل الشاب اليمني "عبدالملك أنور أحمدالسنباني" العائد من من رحلة اغتراب الولايات المتحدة الأمريكية، على يد عناصر المجلس الانتقالي المدعومة من دولة الإمارات.

وأثارت حادثة قتل "السنباني" (30 عاما) على يد قوات "الانتقالي" في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، عقب ساعات من وصوله العاصمة المؤقتة عدن، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأوساط اليمنية بمختلف أطيافهم.

تطور خطير

الصحفي اليمني "الخطاب الروحان" قال إن "مقتل السنباني تطور خطير، وهو نتيجة لمحاباتنا وتطبيعنا لمناطقية بعض النشطاء (الممولة في أغلبها) تحت مبرر الصداقة وعدم الصدام واستيعاب الهبل الذي تطبع به البعض".

وأضاف على صفحته في تويتر "ذلك الهبل صار مسلحا وجريئا لا ينبغي التساهل معه فما الذي يمنع قتلة عبد الملك أن يقتلوك أو يقتلوا قريبك في طريق المطار؟".

وأشار الى أن "من قتل عبد الملك السنباني هو الذي حرض من ساسة واعلاميين، والذي مول وسلح ورعى وتبنى مجموعات جنوبية متطرفة، والذي سكت على كل ما كان يجري".

وقال الروحاني إن "هذه ليست حادثة قبلية او جنائية عابرة، بل عنف ممنهج وضع بذرته ساسة أدمنوا إراقة الدماء واستثمرته دول الإقليم بخيالهم المحدود الذي لا يخفى على أحد".

ميليشيا في الشمال والجنوب

من جانبها قالت الناشطة "ياسمين الناظري": ميليشيات في الشمال وأُخرى في الجنوب. حكومة عاجزة عن مساعدة نفسها قبل أن تقوم بمساعدة شعبها".

وأضافت "شعب يُهان ويُقتل كل يوم بأبشع الطُرق. مجتمع دولي يعبر عن قلقة من جهة ويدعم العُنف من جهة "يتحدث عن احتواء الجماعات المُسلحة ويتخذ من الحياد نهج لاستمرار هذه الحرب. لك الله ياشعب اليمن".

اليمنيون رهائن لنقاط تفتيش المليشيا

بدوره تساءل الصحفي "محمد الضبياني" إلى متى سيظل اليمنيون رهائن لنقاط تفتيش المليشيا في الشمال والجنوب ..؟، مشيراً في صفحته على "فيسبوك" الى أن "قضية الشهيد السنباني تعني اليمنيين عموما والإنسانية جمعاء".

وقال: "‏من ذاك الذي يجرؤ على إطفاء شمعة الحياة عن هذا الشاب الممتلئ بالابتسامة والنور، قتلوك يا عبدالملك، لانهم تجردوا عن الإنسانية والأعراف والأخلاق، قتلوك لأنهم تشربوا الخطيئة والكراهية والجريمة!".

وشدد "الضبياني" على ضرورة "محاسبة القتلة ومحاكمتهم وإنزال أقسى صنوف العقوبة بحقهم!".

رهان خاسر

في السياق قال الناشط "حمزة المقالح" إن "المشاريع المناطقية والمشاريع السلالية كلها عنصريات لا يمكنها أن تمثل اليمن ولا اليمنيين ولا يمكنها أن تستوعب اليمن بتاريخه وحضارته وقيم مجتمعه".

وأضاف في منشور على صفحته بـ"فيسبوك": "الرهان على هذه المشاريع الضيقة هو رهان خاسر ولا يوجد انسان سوي و عاقل يمكنه أن يؤيد مثل هذه العصابات الإجرامية تحت أي مبرر أو غطاء".

وتابع: "فلا عاصم لليمن واليمنيين إلا بالدولة الوطنية ومشروع الشعب والاحتكام الى الشعب صاحب الحق والفصل في كل من يمثله".

وأشار الى أن "الرأي العام هو ما تبقى لنا كيمنيين من سُلطة نحمي بها بعضنا من سطو العصابات العنصرية المناطقية والسلالية فلا تفرطوا بهذه السلطة لأننا كمجتمع أصحاب حق و سننتصر لحقوق الضحايا".

وحسب ما روته مصادر مقربة لـ"المصدر أونلاين" فإن الشاب السنباني كان يعمل في سوبر ماركت بأمريكا إلا أن أوضاعه لم تكن جيدة ما دفعة لاتخاذ قرار بالعودة الى بلاده، وبالفعل وصل الى مطار عدن الدولي يوم الأربعاء، وقفل عائداً باتجاه محافظته.

وعندما وصل عبدالملك الى نقطة تابعة لقوات اللواء التاسع صاعقة قطاع طور الباحة، اختفت أخباره تماماً، وأغلق هاتفه، ما دفع أحد أقربائه ممن كانوا يستعدون لاستقباله للتحرك بسيارته وسؤال النقاط عنه.

وذكر المصدر أن قريبه كان يمر على النقاط ويعرض لهم صورة للشاب عل أحدهم يتعرف عليه، وفي نقطة طور الباحة تعرف إليه أحدهم، وأخبره أن الشاب اعتقل من قبل النقطة بحجة الاشتباه بأنه يعمل لصالح ميليشيا الحوثيين.

وكانت النقطة الأمنية قد اعتقلت الشاب عبدالملك ونشرت صوراً له على صفحات تابعة للانتقالي الجنوبي على مواقع التواصل تزعم فيها أنها ألقت القبض على شخص مشتبه بانتمائه للحوثيين.

ولما وصل أحد أقاربه الى قيادة اللواء أخبروه أن الشاب عبدالملك اعتقل للاشتباه بعمله لصالح الحوثيين خصوصاً وأنه كان يحمل مبالغ مالية بالدولار، وأنه حاول الهرب وسقط من على متن السيارة العسكرية التي كانت تقله ما أدى الى وفاته.

ووفقاً لمصدر آخر مقرب تحدث للمصدر أونلاين، فقد وجدوا جثة الشاب لدى المستشفى الجمهوري في العاصمة المؤقتة عدن وعليها آثار تعذيب وطلقات رصاص هي السبب في وفاته، يقول المصدر: عندما وصل قريبه للمستشفى يسأل عن الجثة قالوا له: الذي عذبوه؟!.

وأوضح المصدر "أن القضية مدبرة والهدف الأساسي منها سرقة المال الذي كان بحوزة عبدالملك"، وأضاف: "شخص يعبر آلاف الأميال بأمان الله وعندما يصل الى بلده تكون نهايته على يد قوات منفلتة بلا حسيب ولا رقيب!".

وجوه معروفة

الحقوقية "هدى الصراري" علقت قائلة: "وجوه القتلة معروفة في الصورة وواضحة، فاذا كان هناك قضاء نزيه وفعال ومؤسسات قانونية تلاحق القتلة تطلب تسليمهم او اصدار امر قهري بالقبض عليهم ومحاكمتهم وتقديمهم للعدالة"، مضيفة على حسابها في "تويتر": "لكن للأسف تعطيل القضاء ساهم في تفاقم الجرائم ضد مواطنين ابرياء بالإضافة للصحافة الصفراء التي تنشر تبرير للقتلة".

وقالت: "متعبين حالهم من حسابات وهمية حديثة عشان يشيطنوا مطالبات العدالة من الجناة، ما هذا الرخص وكيف أن دم الانسان أصبح ضائعا بين مكايدات خبيثة لتبرئة قتلة لمجرد انتماء سياسي".

وأشارت الى أن "جريمة قتل السنباني ربما تكون صحوة ضمير للذين تركوا المناطق المحررة تعبث بها المليشيات المسلحة وانه حان الوقت لحقن دماء الابرياء المدنيين من بطش المجرمين الذين تعرضوا للاعتقال والاخفاء والتعذيب والقتل دون وجه حق".

واستطردت "حياة الانسان ليست للعبث، فعلوا مؤسسات الدولة والقضاء وأمنوا الناس".

وتساءلت "الصراري" عن "ما لذي يرعبهم كهذا من المطالبة بعودة الدولة ومؤسسات القضاء والقانون ومحاربة المليشيات المسلحة وفرض الامن والامان في المناطق المحررة، اليس الجميع مع ذلك، أوأن التعصب السياسي اعمى البصيرة والعقل واصبحت دماء الناس مهدرة لمجرد المعارضة والكل أصبح شيطان وخائن ان لم يكن في نفس المركب".

جريمة نكراء.. يجب تحقيق العدالة

من جهته قال الصحفي "شفيع العبد" إن "جريمة قتل المواطن عبدالملك السنباني لم تقف عند جغرافيا الحادثة، بل تجاوزت كل شيء ليصل وجعها لقلوب اليمنيين في مختلف بقاع العالم، بوصفها دليل على غياب الدولة التي ينشدها الجميع، ونفوذ المليشيات التي يتصرف كل فرد فيها وكأنه القانون".

وأضاف: "جريمة نكراء، وحقير من يبرر لها او يوظفها سياسيا او جغرافيا.

وشدد "العبد" على ضرورة "تحقيق العدالة في القصاص من القتلة مطلب لكل يمني حر لم تلوثه أدران المناطقية وقرفها السياسي".

وفي تفاعل مع الرأي العام الثائر إزاء الجريمة، عبر المجلس الانتقالي أخيراً في بيان عن إدانة ما أسماه "القوات المسلحة الجنوبي بأشد العبارات ما تعرض له المواطن.. السنباني أثناء مروره في نقطة عسكرية تابعة لقطاع طور الباحة بمحافظة لحج".

وقال في بيان إن قواته ترفض "أي إجراءات خارج القانون، وحمايتها حقوق المدنيين وفق القانون" مؤكداً أن من وصفه بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي "وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات ما حدث، بما في ذلك توقيف أفراد النقطة المعنية وإحالتهم إلى المساءلة أمام الجهات المختصة في النيابة العسكرية".

كما أكد أن من سماها "القوات الجنوبية وجدت لحماية وتأمين محافظات الجنوب، والمقيمين فيها، والعابرين من خلال مناطقها، ولن تسمح بأي ممارسات خارج القانون" حسب قوله.

ولاقت جريمة قتل الشاب السنباني على عناصر نقطة أمنية تابعة للمجلس الانتقالي في طور إدانات واسعة للعديد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان في اليمن.

كما استنكر العديد من المسؤولين الحكوميين الحادثة التي هزت الرأي العام اليمني في الداخل والخارج.

وتتصدر مطالبات العيديد من النشطاء والسياسيين والصجفيين بتشكيل لجنة تحقيق محايدة حول واقعة وفاة "السنباني" مواقع التواصل الاجتماعي، مشددين على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الجناة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص