منظمة: معتقلو اليمن في غوانتنامو يواجهون ظروفاً صعبة ومأساوية في سجون الإمارات

قالت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الخميس، إن المعتقلين اليمنيين الذين نقلوا من سجن غوانتنامو في كوبا إلى الإمارات، يواجهون ظروفا بالغة التعقيد ومعاناة مستمرة وإهمال متعمد.

وأضافت في بيان، أن السجناء اليمنيين والبالغ عددهم 18 يمنيا، كانوا استثناءً مؤلمًا، مقارنة بآخرين عادوا إلى بلدانهم أو استضافتهم دولاً أخرى وفرت لهم بيئة إنسانية لدمجهم في مجتمعات تراعي حقوقهم وتوفر لهم الدعم المطلوب.

وأشارت إلى أن اتفاق التعاون لإعادة توطين معتقلي غوانتنامو وتحسين أوضاعهم المبرم بين الولايات المتحدة والإمارات هو نفسه الاتفاق الموقع مع دول أخرى والذي تحسنت بموجبه أوضاع اليمنيين الذين أطلق سراحهم وتم توطينهم في تلك الدول.

وتابعت: لكن حكومة الإمارات -وبحسب أٌسر المعتقلين- تراجعت عن تنفيذ ما جاء في الاتفاقيات المبرمة، وقامت بسجن جميع الأفراد المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو إليها وتقييد حرياتهم والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في الحصول على حياة طبيعية وآمنة، متجاهلة الأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية.

ولفتت إلى مخاوف أسر المعتقلين، وعدم توفر الإمكانيات الكافية لديهم للمطالبة بحقوق أقاربهم بسبب الظروف المادية الصعبة التي يعانون منها، وعدم معرفتهم بطرق التحرك القانونية وماهية المنظمات التي تملك اختصاص التواصل مع السلطات الإماراتية والحكومة اليمنية التي لم تتحرك بشكل فعلي لإنهاء ملف اليمنيين في غوانتنامو، إضافة لخشية تلك العائلات من ردود الفعل من الجهات الحكومية وأجهزة المخابرات وممارسات التهديد بالاعتقال والإخفاء والتعذيب وغيرها في حال تحركت تلك العائلات.

ووصفت "سام" معاناة أسر المعتقلين اليمنيين في السجون الإماراتية بأنها في غاية التعقيد، وخليط من الأمل والترقب والخوف على حياتهم بعد توارد أنباء عن أوضاعهم هناك عبر الاتصالات المحدودة جدًا من ذويهم هناك، حيث تمكنت المنظمة من الحصول على بعض الإفادات من ذوي المعتقلين.

وتطرقت المنظمة إلى أوضاع المعتقلين المرحلين من غوانتنامو إلى دول أخرى كـ صربيا وكازاخستان، مؤكدة أن أوضاعهم هناك ليست أسوأ من رفقائهم المرحلين للإمارات.

وبينت أن هناك خطرا حقيقيا يضاف على مجموعة الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون هناك وهو خطر إعادتهم قسريًا إلى اليمن، حيث تخشى عائلاتهم أن يواجهوا معاملة أسو في ظل الحرب المستمرة على اليمن والأوضاع الأمنية والاقتصادية المعقدة.

واستعرضت سام شهادات لعدد من أسر المعتقلين سردت تفاصيل ظروف اعتقال بعضهم، مشددة على ضرورة إنهاء الأوضاع المأساوية التي يعانيها المعتقلون اليمنيون في الإمارات "بشكل عاجل دون أية اشتراطات، مع وجوب تحمل السلطات الإماراتية لالتزاماتها القانونية والتعاقدية مع الولايات المتحدة الأمريكية من دمج وتوطين أولئك اليمنيين في الإمارات أو في أي بلد يختارونه.

ودعا البيان المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، لضرورة التحرك والضغط على الإمارات لتطبيق ما وقعت عليه من التزام بدمج اليمنيين في المجتمع الإماراتي والعمل على ضمان تنفيذ ذلك الاتفاق عبر إطلاق سراح كافة المعتقلين والسماح لهم بالبدء في ممارسة حياتهم الطبيعة دون أية اشتراطات.