أهم الأخبار

رحلات مكوكية وتصريحات وقلق.. ليندر كينج على خطى غريفث: "جعجعة بلا طحين"

2021-05-02 الساعة 04:37م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن "تيم ليندركينغ"، إلى "مسقط" محطته الثانية في جولته الجديدة للمنطقة بحثاً عن تقدم في مساعي إيقاف الحرب وإنهاء الأزمة في اليمن.

والتقى ليندركينغ، في محطته الأولى بالرياض، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحث اللقاء الذي عقد فجر الجمعة، "مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية"، ولم تورد وكالة واس السعودية مزيدا من التفاصيل.

وبالتزامن وصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث إلى مسقط، للانضمام للمشاورات مع المسؤولين العمانيين والقيادات الحوثية المقيمة في مسقط، بعد زيارة قام بها إلى الرياض.

وكانت الخارجية الأمريكية، أعلنت الخميس بأن المبعوث الخاص لليمن، سافر إلى السعودية وعمان، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين والعمل بالاشتراك مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث لإحياء جهود السلام في اليمن.

وهذه هي الزيارة الخامسة للمبعوث الأمريكي الذي يسعى لتحقيق إنجاز للإدارة الامريكية الجديدة التي وضعت وقف الحرب في اليمن كواحدة من أولوياتها في المنطقة.

ويسعى المبعوثان الأمريكي والأممي إلى إقناع ميليشيا الحوثي بالموافقة على المقترحات المطروحة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار يفضي إلى مشاورات سلام.

وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، ستركز مناقشات المبعوث "على ضمان التسليم المنتظم للسلع والمساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء اليمن بدون عوائق وتعزيز وقف دائم لإطلاق النار ونقل الأطراف إلى عملية سياسية".

وسيعتمد على الإجماع الدولي لوقف هجوم الحوثيين على مأرب، والذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني، طبقاً للبيان.

وقال المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، إن مباحثات المبعوث في الرياض، حملت رسائل بشأن المسارين السياسي والإنساني، مع التأكيد على أنه لا حل في اليمن من دون السعودية.

وأضاف، بحسب ما نشرته قناتي العربية والجزيرة، أن إدارة الرئيس جو بايدن، تولي الملف اليمني الأولوية من بين كل ملفات الشرق الأوسط، مؤكدا أن أولوية ليندركينغ هي "وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات والتوصل لحل سياسي".

وأوضح وربيرغ أن المبعوث الأمريكي لليمن سيسعى خلال مباحثاته إلى التوصل لوقف إطلاق النار في مأرب، مع التأكيد على أنه لن يكون هناك حل في اليمن من دون السعودية.

وكان الرئيس بايدن، تجاهل الحرب في اليمن، خلال خطابه أمام الكونجرس بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه منصبه، لكنه أشار إلى خطورة تنظيم القاعدة وداعش في اليمن وأفغانستان وغيرهما من الدول التي ينشطان فيها التنظيمان الإرهابيان.

غريفيث في الظل

وكان المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، اختتم زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة التقى خلالها رئيس مجلس النواب اليمني وعدد من النشطاء، إضافة إلى وزير الخارجية المصري وأمين عام الجامعة العربية.

ولم يتحدث مكتب غريفث، حتى الآن، عن زياراته إلى الرياض ومسقط، لكن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحات حق اعتبر تزامن زيارة ليندركنج وغريفث مصادفة يمكن أن تعطي المباحثات زخم.

وقال حق ردا على استفسارات الصحفيين، إن "غريفيث يحتاج في إطار مهمته للسفر بشكل متكرر للرياض وليس هناك للقاء المسؤولين الأمريكيين، هو في أكثر من مرة قابل مسؤولين سعوديين ويمنيين".

وأضاف المتحدث أن "الزيارة محددة وفقاً لجدول مارتن غريفيث، وفي هذه المرة، حدث أن الاثنين موجودين في نفس الوقت، وهذا يمكن أن يعطي زخم للمناقشات التي تجري في الرياض".

جهود مستمرة

وصعدت مليشيات الحوثيين من هجماتها على مأرب وعلى الاراضي السعودية منذ مطلع فبراير الماضي، تزامن ذلك مع توجه أمريكي للعب دور أكبر في إنهاء الصراع، أعلنت في إطاره الادارة الامريكية رفع اسم الجماعة من قائمة الإرهاب والتي وضعتهم فيها إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ومنذ ذلك الحين زار المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي الرياض ومسقط، والتقيا بشكل منفصل مع قيادات السعودية والحكومة، كما بحثا التصعيد مع متحدث الحوثيين المقيم في مسقط.

وتقول الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية إن هناك خطة وترتيبات مطروحة على الطاولة لوقف التصعيد والانخراط في مشاورات تفضي لحل سياسي، وافقت عليها الحكومة اليمنية والسعودية، لكن المتمردين رفضوها مشترطين رفع ما اسموه الحصار وإطلاق سفن المشتقات.

وأطلقت السعودية ايضا في مارس الماضي، مبادرة تنسجم مع التسريبات الأممية، وهي مبادرة رحبت بها واشنطن والأمم المتحدة والحكومة اليمنية، ورفضها الحوثيون.

ماذا تغير؟

نهاية الشهر الفائت أنهى المبعوث الأممي والأمريكي زيارتهما للمنطقة، وكان الأخير قد قال قبل ذلك، إنه لن يعود إلى المنطقة إلا عندما يكون الحوثيون مستعدون للسلام.

وأقر المبعوث الأمريكي أمام الكونجرس بصعوبة مهمته لتحقيق السلام في اليمن، في ظل إصرار الحوثيين استمرار هجومها على مأرب الغنية بالنفط.

وقال ليندركنغ للجنة الخارجية بمجلس الشيوخ، إن تدفق الاسلحة الإيرانية للحوثيين مستمر، وأن بلاده بحاجة ماسة للمساعدة في منع وصولها للحوثيين، مشيرا ما اعتبره احراز تقدم في تحقيق إجماع دولي بشأن إنهاء الصراع في اليمن.

ويرى مراقبون أن عقد الجولة الثانية من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في فينا، سينعكس على الشأن اليمني، حيث تستخدم طهران الحوثيون ورقة للضغط من أجل رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي.

وسبق أن أكدت الخارجية الأمريكية، أنها لن تسمح بأن يكون الشأن اليمني مرتبط بالملف النووي الإيراني، لكن المبعوث الخاص لليمن، ألمح إلى أن مناقشة ذلك مع طهران متعلق بمهمة زميله المبعوث المعني بالشأن الايراني والذي أكد أنه على تواصل مستمر معه.

وكان ليندركينغ، التقى قبل عودته للمنطقة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث دعا الأخير المجتمع الدولي لسؤال نفسه عن إصرار مليشيا الحوثي في اليمن، لحسم المعركة واقتحام مأرب وعن الأضرار المتوقعة جراء ذلك.

وسبق أن صرح أعضاء في الكونجرس الامريكي، فضلاً عن كتاب وباحثين امريكيين، أن واشنطن مسؤولة بشكل أو آخر عن تصعيد الحوثيين الأخير، حيث أدى انتهاج الادارة الأمريكية الجديدة للدبلوماسية المفاجئة مع الملف اليمني وتخليها عن أهم ورقة ضغط تتمثل في العقوبات على الجماعة، أدت بمجملها إلى تحفيز الحوثيين للحصول على المزيد من المناطق تحقق لها ما تطمح إليه من اعتراف دولي بنفوذها شمالي اليمن، وتمنحها عصى سحرية في أي مفاوضات سلام قادمة.

تحرك أمريكي آخر

على صعيد متصل، بدأ وفد مشترك من الوكالات الأمريكية، اليوم السبت، زيارة للمنطقة، وعلى جدول أعماله وفقاً لوسائل إعلام أمريكية مسألة الصراع في اليمن.

ويضم الوفد الامريكي، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية "ديريك شوليت" ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا "بريت ماكغورك"، و القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى "جوي هود" ونائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط "دانا سترول".

وسيزور الوفد على مدى اسبوع، أبو ظبي وعمان والقاهرة والرياض، وسيؤكد وفقا لوسائل إعلام أمريكية، على دعم واشنطن للسعودية في الدفاع عن نفسها، إضافة إلى مناقشة الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى حل تفاوضي سلمي للصراع اليمني.

على الأرض، ورغم أن مليشيا الحوثيين تكثف هجماتها ومحاولاتها إحداث اختراق في جبهات مأرب، فقد منيت بخسارات كبيرة بشرياً ومادياً كما خسرت عدة مواقع في تلك الجبهات، فضلاً عن مناطق أخرى في محافظتي الضالع وتعز.

ولجأت الميليشيا إلى إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المدينة المزدحمة بالسكان، كما واصلت إطلاقها باتجاه الأراضي السعودية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص