2021-04-29 الساعة 04:46م (يمن سكاي - )
في العاصمة العُمانية، مسقط، التقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بناطق ميليشيا الحوثي، محمد عبدالسلام فليتة، وذلك في إطار جولة إقليمية بدأها ظريف بالعراق وتشمل بعد مسقط قطر، وفقا لوكالة "إرنا" الحكومية الإيرانية.
بحسب الوكالة الإيرانية، قال ظريف، إن بلاده تدعم وقف إطلاق النار في اليمن والعودة إلى طاولة المفاوضات، مطالباً بما سمّاه"وقف الحرب المفروضة منذ 6 سنوات، ورفع الحصار".
وفي تكرار لما تردده طهران وتابعيها في صنعاء، طالب الوزير الإيراني "بإنهاء الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني"، معرباً عن أسفه لما قال إنه "الحرب المفروضة على مدى 6 أعوام ضد الشعب اليمني".
وبحسب الوكالة الإيرانية، أثنى متحدث الحوثيين "على مواقف ايران الداعمة، كما أطلع وزير الخارجية الايراني على آخر التطورات في اليمن".
وتشهد العاصمة العُمانية حراكاً منذ أسابيع لوقف الحرب في اليمن، حيث تردد المبعوثان الأممي مارتن غريفيث والأمريكي تيم ليندنكنغ المعنيان باليمن على مسقط، وعقدا بشكل متكرر لقاءات مع الحوثيين.
وأكد ليندركينغ في إحاطته أمام لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الاسبوع الماضي، تطلعه إلى المزيد من التعاون مع المسؤولين العمانيين بشأن اليمن.
وتقود وانشطن مع الأمم المتحدة جهودا حيثية ومكثفة لإقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار والقبول بخطط ومقترحات تمهد إلى مشاورات سلام، بالتزامن مع مباحثات تجري بين الدول الكبرى وإيران بشأن ملفها النووي.
وشجعت الإدارة الأمريكية الحوثيين مبكراً لإنجاح جهودها، حيث أعلنت مطلع العام سحب دعمها العسكري الهجومي للسعودية، وألغت تصنيف الإدارة السابقة للجماعة كمنظمة إرهابية، لكن تلك الإجراءات، انعكست سلباً، وشجعت المليشيا على التصعيد العسكري في اليمن وتجاه السعودية.
وأطلقت الرياض أواخر مارس الماضي مبادرة للسلام، رحبت بها الأمم المتحدة وأمريكا والحكومة اليمنية، لكن الحوثيون واصلوا تصعيدهم.
ومساء الثلاثاء أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة، في لقاء متلفز، أن بلاده لا يمكن أن تقبل بوجود مليشيات مسلحة أو أي تنظيم مسلح على حدودها، داعياً ميليشيا الحوثي إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الأقطاب اليمنية.
لقاء المسؤول الإيراني في مسقط بناطق ميليشياتهم في اليمن؛ يأتي في ظل مفاوضات إيرانية مع الدول الكبرى بشأن ملفها النووي ومن المؤكد أن مضمون اللقاء له صلة بتلك المفاوضات حيث تستخدم طهران ميليشياتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا كأدوات في تلك المفاوضات.
لا يُعرف على وجه الدقة مضمون لقاء مسقط؛ غير أنه سيتضح لاحقاً من خلال ما ستعلنه ميليشيا ما إذا كان ظريف جاء بتوجيهات لها بالتعامل المرن مع التحركات الدولية أم بمزيد من التصلب.
يأتي اللقاء في خضم أزمة شخصية يعيشها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على خلفية نشر تسريبات صوتية له ينتقد فيها هيمنة الحرس الثوري الإيراني على الدبلوماسية الإيرانية، ويشكو فيها من تهميش رئيس فيلق القدس المقتول على يد الأمريكان، قاسم سليماني، له ولدور الدبلوماسية.
وتوضح تصريحات ظريف أن الحكومة الإيرانية المنتخبة مجرد ديكور وأن القرار بيد المؤسسات الموازية التي يديرها المرشد والحرس الثوري.
وتعرض ظريف على إثر نشر تلك التصريحات لحملة تنكيل إعلامية من قبل المؤسسات الموازية.
وقال ظريف للقيادي الحوثي، إن "موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في اليمن، والمطالبة بوقف إطلاق النار وتفعيل المفاوضات اليمنية اليمنية".
ويقيم فليتة وقادة آخرون من ميليشيا الحوثي، في مسقط منذ أعوام. وانعقدت عدة لقاءات بين المسؤولين الإيرانيين والعمانيين والأمريكيين مع القيادات الحوثية في السنوات الماضية.
في سياق له صلة اختتم المبعوث الأممي لليمن، الاثنين، زيارة للقاهرة التقى خلالها مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري ورئيس مجلس النواب اليمني، وقيادات يمنية أخرى.
وقال مكتب غريفيث إنها جاءت في إطار حشد الدعم الدولي للأمم المتحدة وجهودها لإيقاف إطلاق النار ووقف الهجوم على مأرب وتحسين الوضع الإنساني وإحياء عملية سياسية شاملة لحل النِّزاع في اليمن.