2021-04-28 الساعة 02:55ص (يمن سكاي - )
أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، أن المملكة لا يمكن أن تقبل بوجود مليشيات مسلحة أو أي تنظيم مسلح على حدودها، داعياً ميليشيا الحوثي إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع اليمنيين للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع.
وقال ولي العهد السعوي في لقاء تلفزيوني انه: "لا يوجد أي دولة في العالم تقبل أن يكون هناك ميليشيا على حدودها، وأن يكون هناك تنظيم مسلح خارج عن القانوني الدولي على حدودها؛ هذا أمر غير مقبول للسعودية، غير مقبول لدول المنطقة، وأيضاً غير مقبول للشرعية في اليمن".
واستطرد بن سلمان: لقد شاهدنا ماذا كانت انعكاسات هذا التصرف على اليمن".
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع السعودي، إلى أن الحوثي "بدأ يتوسع من 2014 حتى وصل صنعاء في بداية 2015 ومن ثم انقلب على الشرعية وهذا أمر غير قانوني في اليمن غير قانوني دولياً".
ولفت إلى أن هذه ليست أول أزمات متعلقة باليمن والسعودية، وقال: "هناك أزمة مرت على وقت الملك عبدالعزيز رحمه الله وتم معالجتها، ومن ثم أتت أزمة أخرى في السبعينيات والثمانينيات وتم معالجتها في التسعينيات، ثم أتت أزمة أخرى في 2009 وتم معالجتها في فترة قصيرة ومن ثم أتت الأزمة الأخيرة".
وأعرب بن سلمان عن أمله "في أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات مع جميع الاقطاب اليمنية، للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن ايضا مصالح دول المنطقة".
وقال ان "العرض مقدم من المملكة العربية السعودية بوقف إطلاق النار وبالدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات".
وأكد الأمير السعودي ارتباط الحوثيين بعلاقة قوية مع النظام الإيراني، وقال: " لا شك أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الايراني، لكن ايضا الحوثي يمني ولديه نزعته العروبية واليمنية ونتمنى ان تحيا فيه بشكل اكبر وأن يراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شي".
وعن علاقة بلاده بإيران، قال ولي العهد السعودي، إن المشكلة سببها أنشطة طهران ومساعيها لزعزعة استقرار بعض الدول، وخلاف ذلك "إيران دولة جارة ونطمح أن يكون لنا علاقة جيدة".
وأضاف: مشكلتنا مع تصرفات طهران السلبية سواء برنامجها النووي أو دعم ميليشيات خارجة عن القانون أو برنامج صواريخها الباليستية.
وأكد عمل السعودية مع شركائها في المنطقة والعالم على إيجاد حلول للإشكاليات القائمة مع إيران، وقال: نقود مع بعض الدول جهوداً لردع إيران عن أي تصرفات تهدد استقرار المنطقة.
وقلل الأمير السعودي من الخلافات القائمة بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية،مؤكدا أن الشراكة مع واشنطن "استراتيجية وقديمة"، وقال "نتفق مع إدارة بايدن بأكثر من 90% من المسائل التي تتعلق بالمصالح السعودية الأميركية.. قد يزيد هامش الاختلاف أو يقل مع الإدارة الأميركية".
وذكّر بن سلمان بدور بلاده في ما وصلت إليه امريكا، متسائلا في هذا الخصوص إذا ما كانت صفقة النفط الأولى أبرمت مع بريطانيا أو إيطاليا كيف سيكون وضع أمريكا الآن.
وأكد بن سلمان أن سياسة المملكة قائمة على المصالح المتبادلة مع الدول، وقال إننا "لا نقبل أي ضغوطات خارجية أو التدخل في شأننا الداخلي".
وحول العلاقات العالمية لبلاده، قال ولي العهد السعودي: الخيارات واسعة بالنسبة للمملكة بخصوص التحالفات العالمية، نسعى لتعزيز مصالحنا العالمية ونعمل على تجنب الخلافات، مشيرا الى أن بلاده تعمل على صنع شراكات جديدة مع روسيا والصين والهند ودول في أميركا اللاتينية.
وتقود المملكة منذ مارس 2015، تحالفاً عسكرياً داعماً للشرعية في اليمن، بعد أن نفذ الحوثيون انقلاباً ضد الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكانت الإدارة الأمريكية، أعلنت مطلع العام سحب دعمها العسكري الهجومي للسعودية، وتنشيط العمل السياسي والدبلوماسي لإيقاف الحرب في اليمن، وهو ما رحبت به الرياض والحكومة اليمنية، في حين لا يزال الحوثي يبدي رفضه ويستمر في التصعيد الحربي في اليمن وفي الهجمات ضد السعودية.
ولاحقا ألغت إدارة بايدن تصنيف الإدارة السابقة لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية، وتلا ذلك تصعيداً كبيراً من المليشيات ورفضاً لكل المبادرات والحلول، أخرها مبادرة الرياض لوقف الصراع ورعاية مشاورات سياسية تفضي إلى سلام دائم وشامل وفق المرجعيات.