أهم الأخبار

محطات الوقود.. قنبلة موقوتة تؤرق السكان في تعز

2021-03-01 الساعة 03:15م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

"في محطتين غاز ومحطتين بترول في الحي ولكن لا توجد دولة تحمينا من هذا الخطر الذي يهدد حياتنا" هكذا يصف المواطن "علي عبده" حالة الرعب التي يعيشها المواطنون الساكنون بالقرب من محطات المشتقات النفطية في مدينة تعز.

تتكرر حوادث انفجار المحطات المستحدثة في الأماكن السكنية بين الحين والآخر، وفي مدنٍ مختلفة من اليمن يزداد معها عدد الضحايا الذين يدفعون ثمن الإهمال والتساهل بمخاطر تواجدها في تلك الأماكن.

ما قبل الكارثة

برعب دائم وخوف من حدوث الكارثة يعيش "سلطان غالب" صاحب محل بجوار محطة لتعبئة الغاز شرق المدينة.

وفي حديثه لـ المصدر أونلاين يروي "غالب" الذي يقطن في الدور الثاني لذات المبنى الذي يحوي محطة الغاز قائلا:" نحن الآن لم نعد نخاف على البضاعة والمحل، وإنما نخاف على أرواحنا فقط التي لا نعلم متى سيحين موعد رحيلها بسبب هذه الكارثة ".

يضيف غالب فيقول: "أنا وأسرتي نسكن في الطابق الثاني لهذه العمارة، والكثير يعيش معنا في البناية، لكننا جميعا متخوفون من حدوث كارثة وشيكة تحل علينا جميعا، خصوصا مع غياب الدور الرقابي من قبل الدولة، وعندما نكلم أصحاب المحطة يقولون بأنهم يسترزقون الله ولا مكان آخر لهم".

يؤكد زكي القباطي - تاجر- أن الجميع يشكون الاستهتار بحياتهم، لكنهم عاجزون عن إزالة المحطات المتواجدة في الأحياء السكنية، مضيفاً أنه حاول مع جيرانه إقناع صاحب محطة البترول المجاورة لهم بأن المكان غير مناسب وأن يبحث له عن مكان آخر يكون أكثر أماناً للجميع، لكنه تحجج ورفض، ولأنهم غير قادرين على فعل شيء فقد التزموا الصمت وأوكلوا أمرهم إلى الله بحسب القباطي.

في ذات السياق يروي المواطن "توفيق العريقي" استياءه من هذه المشكلة فيقول: "هذه كارثة بالنسبة لنا نحن المواطنين بجوار هذه المحطات، والمفترض أن يكون هناك أماكن محددة، لكن حال البلاد خارب ولا يوجد أمل لنتخلص من مثل هذه الأخطار ".

ويتابع العريقي :"توجد أحواش واسعة في المدينة بإمكانهم أن يضعوا هذه المحطات فيها، دون أن تكون خطراً على أحد، أما هذا العبث فهو استهتار بحياة المواطنين وأرواحهم".

ويضيف العريقي :"أنا كمواطن أتساءل كيف تعطي الجهات الحكومية تصاريح لأصحاب هذه المحطات وهم يعلمون أنها في أماكن خطرة وبجوار السكان ولا ينظرون لعواقب هذه الكارثة".

صمت حكومي أمام خطر محدق

يوما بعد آخر تزداد مناشدة المواطنين في تعز ومدن أخرى لإزالة المشتقات النفطية المتواجدة في الأماكن السكنية، ويرى كثيرون أن الانفجار الذي حدث في محطة الغاز وسط مدينة البيضاء في الـ30 من يناير الماضي، قد أثار الخوف لدى العديد من السكان الذين يقطنون بالقرب من محطات الوقود والغاز، الأمر الذي دفعهم للمطالبة بإزالتها من وسط الأحياء السكنية في مدينة تعز .

السلطة المحلية في تعز قررت مطلع فبراير الجاري إزالة جميع “محطات المشتقات النفطية” العشوائية داخل المدينة.

لكن المواطن "علي عبده" لا يعول كثيرا على تطبيق القرار، لافتاً إلى أن السلطة المحلية تمنع هذه المحطات لكنها ما تلبث أن تٌعيد منح التصاريح بفتحها من جديد.

من جانبه يقول "ناظم العقلاني" مدير فرع شركة الغاز بتعز للمصدر أونلاين أن هناك العديد من الأوامر التي صدرت بإغلاق تلك المحطات لكنهم يتفاجؤن بعودة هذه المحطات العشوائية.

يعتبر العقلاني في حديثه ل المصدر أونلاين أن محطات الغاز خطر فادح وقنابل موقوتة، ويجب أن تتعامل السلطة المحلية مع هذا الخطر، لكنه في الوقت ذاته أرجع سبب التأخير في إزالة المحطات العشوائية إلى وجود أزمة في الغاز داخل المدينة، وأنه لابد من الوقت حتى انتهاء تلك الأزمة وتجنباً لارتفاع الأسعار.

ويرى العقلاني أن الحل يكمن في تغطية احتياج المدينة بالغاز الذي يكفي للاستهلاك اليومي، وبالتالي لن يلتفت المواطنون لهذه المحطات الصغيرة، بالإضافة إلى تخصيص محطتين لتزويد مركبات النقل الصغيرة بالغاز في المناطق غير المأهولة بالسكان، وفقاً لأنظمة الأمن والسلامة.

حاول المصدر أونلاين التواصل مع المسؤولين عن إصدار التصاريح في شركة النفط لاستفسارهم عن مدى التزامهم باشتراطات ومعايير السلامة عند منح التراخيص لكنهم تهربوا من الإجابة.

لم يكن انفجار البيضاء سوى امتداد لحوادث سابقة سببت الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، ولعل الحريق الذي التهم نحو 30 منزلا في صنعاء العام الماضي بعد اندلاعه في مخزن للوقود وسط حي شعبي غرب المدينة أكبر دليل على ذلك.

وشهدت عدة مدن يمنية انفجارات لمحطات مشتقات نفطية أودت بحياة العشرات، علاوة على الخسائر المادية الكبيرة

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص