2020-04-19 الساعة 08:57م (يمن سكاي )
شيعت قيادة ما تعرف بالقوات المشتركة في عمليات الساحل الغربي، اليوم الأحد، في مدينة المخا، غرب محافظة تعز، جثمان العقيد محمد الصليحي، ضابط الارتباط في الفريق الحكومي، الذي توفي الجمعة، في أحد مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، متأثراً بإصابته جراء قنصه من قبل الحوثيين.
وكان الصليحي، أصيب في الحادي عشر من مارس الماضي، بطلق ناري من قناصة للحوثيين في راسه، وهو يؤدي عمله في مراقبة وقف إطلاق النار في نقطة المراقبة المشتركة الخامسة في سيتي ماكس شرقي المدينة الساحلية، تحت حماية وقيادة البعثة الأممية لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة.
وفي مراسم التشييع الرسمية والشعبية التي شارك فيها قائدا اللواءين الثاني تهامة والثاني زرانيق، وقيادة المقاومة الوطنية، قال محافظ الحديدة الحسن طاهر "نحن اليوم نزف الشهيد الصليحي ونشيع اتفاق ستوكهولم."
ولم يصدر عن البعثة الأممية في الحديدة (UNMHA) أي تعليق على وفاة ضابط الارتباط رغم إصابته وهو تحت قيادة البعثة وحمايتها، فيما قدم المبعوث الأممي مارتن غريفيث، إدانة وتعزية متأخرة، واصفاً حادثة إطلاق النار على ضابط الارتباط في الفريق الحكومي، والتي أدت لوفاته بأنها "اعتداء غير مقبول" دون أن يشير لجماعة الحوثي المتسببة في الحادثة.
وحمّل وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل، الأمم المتحدة وبعثتها في الحديدة ومبعوثها الخاص في اليمن، مسؤولية وفاة الضابط الحكومي، وقال في تغريدة على حسابه بتويتر، إن مليشيات الحوثيين ارتكبت الجريمة بغطاء أممي "قتل العقيد الشهيد الصليحي في الحديدة وهو يؤدي مهامه كضابط ارتباط تحت حماية الامم المتحدة ومبعوثها مارتن".
وأضاف فضائل "الأمم المتحدة ممثلة برئيس بعثة الحديدة الجنرال جوها ومبعوثها مارتن جريفت شركاء الجريمة في قتل الشهيد الصليحي مع ميليشيات الحوثي المتمردة".
وأوضح وكيل وزارة حقوق الإنسان في تصريح خاص لـ"المصدر أونلاين" أن هناك تواطئ من مكتب المبعوث الأممي والبعثة في الحديدة في جريمة قتل ضابط الارتباط.
وتساءل فضائل: لماذا لم تحرك ساكناً؟ وماطلت (البعثة الأممية) في القيام بمسئوليتها اتجاه إسعاف الشهيد ورعايته صحيا وإخراجه للعلاج في أفضل المستشفيات بالخارج؟ ولماذا لم تحدد المسئولية بعد ان استشهد؟.
وقال رئيس الفريق الحكومي اللواء الركن محمد عيضة لـ"المصدر أونلاين" إن "البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، لم تقم بواجبها في إخلاء الضابط الصليحي للعلاج في الخارج وماطلت رغم مطالباتنا المتكررة لها بذلك وإصابة العقيد الخطيرة".
وشكك وكيل وزارة حقوق الإنسان في حياد ونزاة البعثة الأممية في الحديدة وقال الأمم المتحدة وبعثتها في الحديدة ومبعوثها الخاص "إنهم شركاء في الجريمة".
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، إن البعثة الأممية في الحديدة تركت العقيد الصليحي يصارع الموت البطيء لأيام عديدة، ولم تستجب لنداءاتنا المتكررة لنقله إلى جيبوتي".
وأضاف الدبيش لـ"المصدر أونلاين" أن البعثة الأممي "تجاهلت كل الرسائل والمطالبات، وحتى أغلقوا جوالاتهم"، مشيراً إلى أن البعثة في الحديدة أصبحت رهينة للحوثيين وتنفذ مهامهم وأجندتهم.
وحمل الدبيش البعثة الأممية بقيادة الجنرال الهندي ابهيجيت جوها والمبعوث الأممي مارتن غريفيث مسؤولية جرائم وانتهاكات الحوثيين وخروقاتهم المستمرة للاتفاقات، وقال إنهم شركاء في قتل الضابط الصليحي وجميع ضحايا المليشيات الحوثية.
يذكر أن ميزانية الخدمات الطبية التي رصدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الحالي 2020 بلغت 5 مليون و870 ألف و100 دولار،منها 5 مليون و700 ألف مخصصة للتعاقد مع فريق جراحي أمامي قادر على توفير خدمات العناية المركزة والقيام بمختلف العمليات الحرجة، إضافة إلى عمليات الإخلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة سواءً لأعضاء البعثة الأممية أو ضباط الأطراف الخاضعين لقيادة (UNMHA) وحمايتها في نقاط المراقبة وعمليات الاشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ اتفاق الحديدة.