أهم الأخبار
مصطفى الجبزي

مصطفى الجبزي

درس مؤقت من أوكرانيا.. الجبهة الداخلية

2022-03-16 الساعة 02:48م

لدى الأوكرانيين دوافع متينة للدفاع عن بلادهم من الهجوم الروسي.. تعبئة عامة، وقوى شعبية ترفد الوحدات العسكرية، إنها معادلة التشبث بالأرض مقابل فقدان القدرات الجوية. اللاجئون الأوكران الذين تدفقوا على بولندا معظمهم أطفال ونساء وعجزة، بينما يعود إلى البلد أوكران من دول الجوار دخولهم ثلاثة اضعاف المواطن الأوكراني.

 

‏هناك حس قومي أوكراني أكبر من التحديات الجيوبوليتيكية، عودة طبقة وسطى إلى البلد بعضها يعمل في منظمات دولية وبراتب كبير دليل على أن البعد القومي جوهري في هذه الحرب.

بعض شركات دول جوار أوكرانيا تخشى فقدان موظفيها الأوكرانيين الراجعين للدفاع عن بلادهم. تماسك القيادة الأوكرانية والبذل الذي يبديه الرئيس الأوكراني وقادة الصف الأول والثاني في حكومة البلاد هو سر رئيس في الاندفاع والمثابرة من طرف المواطنين.

 

بمعنى آخر أنه لم يقد أحد أوكرانيا إلى مغامرة لحساب غيرها. في ذهن الأوكران، على الأقل قيادة البلاد وهؤلاء المندفعون للدفاع عن بلادهم، حسابات غير هذه التي نتفوه بها نحن بحسبانهم مطية لأطماع أوروبا وأمريكا في كسر روسيا.

‏وكون الهجوم على أوكرانيا قادم من الخارج فإن هذا يقلل من الانقسام الداخلي ويوفر مناخاً ملائماً لروح وطنية ويمنح كلمة الوطن معنى متماسكاً. إذ تذوب التباينات السياسية الداخلية لصالح كلمة عليا هي الوطن. وهذا ما تفتقر له الأوساط السياسة في بلدان الحروب الأهلية في الشرق الأوسط ومنها بلادنا اليمن.

 

‏قياساً بالحالة اليمنية، يسعى الحوثي لتشكيل جبهة داخلية إلى استغلال وجود تحالف إقليمي عسكري باسم الحكومة الشرعية، هناك نجاح نسبي لكن الحوثي بتكوينه التمييزي وسلوكه العنصري، بل وأدائه في الحرب التي يوجه فيها اقوى قواته نحو الداخل يقوض استثمار العدو الخارجي والدفاع عن الوطن. كما أن سحقه لشريكه في هذه الحرب؛ مؤتمر صالح وقواته ورجاله من القبائل، يجعل من أي ادعاءات وطنية وصد للعدوان الخارجي خطابًا استهلاكيًا يذوي مع الوقت ومع التجربة.

 

فضلاً عن انتشار اقتصاد حرب يدر ثروات كبيرة على أنصار الحوثي مقابل إفقار لشريحة عريضة من اليمنيين. هذا التمييز والفارق بين المداخيل ومواجهة الحرب بين منتفع ومتضرر يقلص من فرص تشكيل جبهة داخلية تقوم على المبادئ وبطوعية.

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص