أهم الأخبار

احتجاجات الخدمات في عدن...هل يستجيب أصحاب القرار لمطالب المحتجين؟

2021-05-23 الساعة 06:33م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

تجمع المئات من السكان المحليين في مدينة عدن جنوبي البلاد أمام مقر قوات التحالف العربي في مديرية البريقة غربي العاصمة المؤقتة أمس السبت في اليوم الثاني من الإحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات والإقتصاد.

وأشار المحتجون إلى أن الاحتجاجات ستتواصل خلال الأيام القادمة قرب مقر التحالف وفي مواقع أخرى بمديريات العاصمة المؤقتة، وفي الأثناء ذاتها لوّح المحتجون بالتصعيد إذا لم تستجب الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف لمطالبهم.

ومرر نشطاء محليون من مدينة عدن جنوبي البلاد اليومين الماضيين دعوات شعبية واسعة النطاق لإقامة احتجاجات تندد بتردي الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية في المدينة الساحلية التي تتخذها الحكومة المعترف بها دوليًا مقرًا دائمًا لها منذ ستة أعوام.

ويوم الجمعة اقتحمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي شارع المعلا الرئيسي وأفشلت التظاهرة التي دعا إليها نشطاء في المدينة، لكن الأخيرين يقولون إنهم سيواصلون التصعيد في كافة مديريات المحافظة.

ووجه نشطاء وصحفيون من عدن دعوات لأهالي المدينة للتجمع في عدد من المواقع بمديريات المنصورة وكريتر وخورمكسر، بدءً من يوم السبت، لرفع أصواتهم ضد ما وصفوه بالفشل الذريع للحكومة والتحالف في تنفيذ الوعود التي قطعوها بتحسين الخدمات وإنعاش الإقتصاد.

وعادت الحكومة اليمنية التي انبثقت عن اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة عدن في الـ30 من ديسمبر الماضي وقالت الحكومة عقب عودتها إنها ستعمل على تحسين الخدمات والاقتصاد وبعد مرور 5 أشهر يشير الواقع وأحاديث الأهالي إلى أن الحكومة فشلت في ذلك.

وضمت الحكومة للمرة الأولى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على محافظة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد منذ أغسطس 2019 ومحافظات لحج والضالع وسقطرى و4 مديريات في محافظة أبين التي تسيطر على باقي مديريات القوات الحكومية.

اليوم الثاني من الاحتجاجات

في اليوم الثاني من الإحتجاجات السلمية في عدن بدأ العشرات من الشباب بينهم عدد من الناشطين المحليين، الذين كانوا دعوا إلى إقامة الإحتجاجات بالتوافد إلى محيط مقر قوات التحالف العربي غربي المدينة ورفعوا لافتات تطالب الأخير والحكومة والمجلس الانتقالي بتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الإقتصادية والخدمية في العاصمة المؤقتة وفي المحافظات المجاورة لها.

والتحق المئات من الأهالي من مديريات البريقة والمنصورة والشيخ عثمان بالوقفة الإحتجاجية قرب مقر قوات التحالف، وهتف الجميع ضد فشل الحكومة وسلطة الأمر الواقع في مدينة عدن "المجلس الانتقالي الجنوبي" في القيام بمسؤولياتهما لتحسين الخدمات بعد مرور 5 أشهر من عودة حكومة المناصفة إلى عدن.

وتجمع المحتجون أولًا في دوار "كالتكس" في مديرية المنصورة قبل أن تتحرك الوفود التي قدمت من كافة مديريات عدن صوب منطقة الشعب حيث يوجد مقر قوات التحالف العربي.

ورفع المحتجون شعارات ولافتات تعبر عن غضب وسخط ضد ثلاثي التحالف العربي والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي إثر فشل هذه الجهات في ضبط الوضع الإقتصادي في المحافظات التي تشهد تواجداً لهذه الجهات وتتقاسم السيطرة عليها.

إلى جانب فشل السلطات المحلية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين في تحريك ملفات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنظافة من جهة، وعدم تمكينها من أداء مهامها بشكل كامل من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على المحافظات الثلاث الأولى إضافة إلى عاصمة محافظة أبين.

يقول أحمد سعيد وهو أحد المشاركين في الإحتجاجات إن محافظات إقليم عدن تعاني بدرجة كبيرة في جميع المستويات، إذ فشلت السلطات المحلية والأمنية في توفير الخدمات وضبط الأمن بالمقارنة مع محافظات الإقليم الشرقي (حضرموت، شبوة، المهرة، سقطرى) التي نجحت السلطات المحلية فيها في تحييدها عن الصراعات والتجاذبات السياسية والعمل على تحسين الخدمات والأمن إضافة إلى اهتمام التحالف بهذه المحافظات بشكل لافت دون سواها في محافظات إقليم عدن.

ويضيف سعيد لـ"المصدر أونلاين" "الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي يتحملان سوء الأوضاع في مجالات الخدمات والإقتصاد نتيجة سياساتهم المتخبطة واستخدام الطرفين ملفات الخدمات والإقتصاد والأمن ضمن أوراق الصراع بينهما" حد وصفه.

وأشار سعيد إلى أن المجلس الانتقالي يتحمل مسؤولية الوضع الأمني المتدهور في مدينة عدن إذ تسيطر قواته على المدينة، فيما يقف هو والحكومة والتحالف معًا خلف تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية في المدينة التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد منذ العام 2015.

وفي وسط مدينة عدن خرج العشرات من المحتجين في تظاهرات محدودة في الشارع الرئيسي في مدينة المعلا للمطالبة بتحسين الخدمات وإنعاش الاقتصاد الوطني، وانتقد المحتجون قيام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بإفشال التظاهرة الأولى في المعلا بعدما اقتحمت الشارع الرئيسي وسط المدينة وطاردت العشرات من المحتجين.

احتجاجات الخدمات.. البدايات

قبيل ساعات من بدء التظاهرة الشعبية المنددة بتردي الخدمات وتدني الظروف المعيشية، اقتحمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي حوالي الساعة الثالثة عصراً الشارع الرئيسي في مديرية المعلا وشنت حملات مطاردة للعشرات من الشباب الذين كانوا بدأوا بالتوافد إلى وسط الشارع الذي يقع بالقرب من ميناء عدن.

وتقول مصادر محلية وشهود لـ"المصدر أونلاين" إن قوات مشتركة من الحزام الأمني وكتائب العاصفة، التابعة للإنتقالي، اقتحمت شارع مدرم في المعلا وانتشرت فيه بشكل واسع ما أدى إلى مغادرة الشباب المحتجين على متن عدد من حافلات النقل صوب مديرية البريقة غربي العاصمة المؤقتة حيث يقع مقر التحالف في منطقة الشعب.

وبحسب المصادر المحلية فإن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قامت بملاحقة المحتجين الذين قدموا من مديريات خورمكسر والتواهي وكريتر وأعادتهم إلى مواقعهم، فيما اعتقلت القوات ذاتها عدداً من الشباب الذين رفضوا مغادرة موقع التظاهرة في شارع مدرم قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد صدور توجيهات بذلك من قيادة المجلس المدعوم من الإمارات.

وتضيف المصادر أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي احتجزت لمدة ساعة في نقطة الحمراء بين مديريتي المعلا وخورمكسر القيادي فهد المشبق وهو أحد الداعين إلى الإحتجاجات ومدير المعلا السابق قبل ان يغادر المشبق برفقة العشرات من الموالين له باتجاه مقر التحالف في مديرية البريقة بعد الإفراج عنه.

وأشارت المصادر إلى أن المحتجين وضعوا التجمع في محيط مقر التحالف غربي المدينة خياراً بديلا فيما إذا أفشلت التظاهرة في المعلا، وهو ما حدث بالفعل عقب اقتحام شارع المعلا الرئيسي من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وانتقل المحتجون من الشارع الرئيسي في المعلا إلى محيط قاعدة قوات التحالف العربي في منطقة الشعب بمديرية البريقة، وتقول المصادر إن أعداد المحتجين انخفضت في تظاهرة البريقة جراء عودة الكثير من المحتجين إلى منازلهم خشية التعرض للإعتداء والإعتقال.

وهتف المحتجون ضد كل الأطراف السياسية الفاعلة في المحافظات الجنوبية المحررة ونددوا بتردي خدمات التيار الكهربائي والمياه والخدمات الأساسية الضرورية إلى جانب تردي الوضع المعيشي إثر استمرار هبوط صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في ظل غياب الإجراءات الفاعلة لحل هذه المشاكل من قبل الحكومة والمجلس الانتقالي اللذين يسيطران على هذه المحافظات.

لكن الإحتجاجات في مدينة عدن تركز بدرجة رئيسية على الوضع في المدينة الساحلية التي تشهد تراجعاً كبيراً في خدمات التيار الكهربائي، إذ بلغت عدد ساعات انقطاع التيار أكثر من 6 ساعات متواصلة مقابل ثلاث ساعات تشغيل بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأدى تردي التيار الكهربائي إلى نشوء أزمات مضاعفة في مدينة عدن إذ تسبب انقطاع التيار في عدم وصول المياه إلى منازل السكان في أغلب مديريات المحافظة، مع اعتماد السكان بدرجة رئيسية على أجهزة الضخ "الدينامو" التي تعمل بالكهرباء فيما كانت عدد من حقول المياه قد تعرضت لأضرار فنية قبل أشهر.

ويقول سكان محليون لـ"المصدر أونلاين" إن أزمة الكهرباء خلقت مشاكل صحية لدى عدد من كبار السن والمصابين بأمراض السكري والضغط والقلب فيما أدى تزايد ساعات انقطاع التيار إلى تضرر بعض نزلاء المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة، بالتوازي مع توفر الوقود الكافي لدى هذه المراكز الصحية لتشغيل الموالدات الخاصة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص