أهم الأخبار

"مدينة النازحين"(3).. المواصلات هم ثقيل يؤرق نازحي المخيمات المترامية على أطراف مأرب

2020-11-12 الساعة 07:43م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

يظل أحمد سعيد منتظراً على قارعة الطريق الأسفلتي المقابل لمخيم نزوحه شمالي مدينة مأرب، (120 كلم شرقي صنعاء) حتى يحصل على وسيلة نقل يمكنها أن توصله إلى وجهته في المدينة التي تبعد عن المخيم أكثر من 17 كلم.

في ثلاثة مخيمات نزوح ـ تقع في الضواحي الشمالية للمدينة ـ (الميل، الخير، والسويداء) تفتقر قرابة 1700 أسرة نازحة، بواقع (12873 فرد)، إلى وسيلة مواصلات عامة من أماكن نزوحها إلى المدينة أو العكس.

يقيم أحمد (55 عامًا) القادم من مخيم الخانق، شرقي العاصمة صنعاء، في مخيم السويداء للنازحين إلى جانب 1282 أسرة نازحة ومهجرة في ذات المخيم، أغلبها نزحت للمرة الثانية، وجميعها تعيش أوضاعًا معيشية صعبة مع التشرد والنزوح والبعد عن المدينة التي توفر منها أبسط احتياجاتها.

معاناة الحصول على وسيلة نقل عامة من وإلى مخيمات النزوح في المحافظة البالغ عددها 130 مخيم نزوح (طبقًا لتنفيذية مخيمات النازحين) لا تقتصر على مخيمات شمالي المحافظة، بل على جميع المخيمات المنتشرة على بقاع نائية ومترامية في جنبات المدينة، والتي كانت - بحسب إحصائيات رسمية - وجهة قرابة الثلاثة مليون نازح.

يقول أحمد لـ"المصدر أونلاين" إنه يضطر أغلب أيام ذهابه إلى المدينة للإنتظار لأكثر من ساعة على قارعة الطريق، مشيرًا إلى أن المرات التي يحصل فيها على وسيلة نقل بشكل سريع هي نادرةً جدًا.

غالبية النازحين في مخيم السويداء هم من مناطق شرقي صنعاء، ونازحين سابقين من محافظة الجوف، ويوضح أحمد أن انعدام وسائل مواصلات عامة من وإلى مخيمات النزوح تفاقم معاناتهم كثيراً في مخيمات تفتقد لأدنى ما يحتاجون.

ويتحدث طلاب في ذات المخيم، يذهبون للدراسة في مدرسة بمنطقة الروضة في مدينة مأرب، بسبب عدم وجود مدرسة بالمخيم، أنهم يضطرون للذهاب سيراً على الأقدام مسافات طويلة للوصول إلى مدرستهم أغلب الأيام، وذلك في حال مرور وسيلة نقل من الطريق يمكن أن تقلهم إلى أقرب مكان من المدرسة.

يونس (14 عامًا) طالب في الصفوف الأساسية، يذهب للدراسة في تلك المدرسة البعيدة عن مخيم نزوحه قرابة 15 كلم، يقول: كثير هي الأيام التي فقد فيها حصص دراسية نتيجة تأخره في الوصول إلى المدرسة في الوقت المناسب، موضحًا أن ذلك يعود إلى عدم حصوله على مواصلات من شأنها مساعدته في الوصول في الوقت المناسب.

وتقول امرأة نازحة في مخيمات نزوح شمالي المدينة،إن إنعدام المواصلات العامة من المخيمات التي يقطنوها وإلى مدينة مأرب، تدفعهم في حالات إلاضطرار للذهاب إليها لدفع مبالغ كبيرة لوسيلة نقل تم أخذها خصوصًا، مؤكدةً أن من حالات الاضطرار تلك المرض، غالبًا.

وتلفت في حديثها لـ"المصدر أونلاين" إلى أنه وبسبب عدم وجود وسائل نقل عامة، تعتبر أكثر أمنًا ومعروفة وظيفتها، يضطرون للصعود على وسائل نقل غير معروفة (على الطريق) تقبل توصليهم لكنها لا تعرف ما إن يكون أصحاب تلك الوسائل أهدافهم المساعدة أو ربما غير ذلك، ما يجعلهم عرضة لأخطار محتملة.

 

 

الحلقات السابقة: 

 

سلسلة تقارير عن النازحين بمارب (1) مخيم السويداء.. أطفال بلا تعليم ومخاوف دائمة من الأمطار والرياح

 

تقارير عن النازحين في مارب: (2) | الحصول على "خيمة".. بداية المأساة وأول الأحلام التي لا تتحقق

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص