أهم الأخبار

الطفلة سوسن.. ساعات عمل شاقة وحلم لم يتحقق

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

2020-04-07 الساعة 11:36م (يمن سكاي - )

 سوسن طفلة لم يتجاوز عمرها الاثنا عشر عاما تعيش مع أسرتها المكونة من أب وأم وثمانية أطفال في مديرية مزهر محافظة ريمة يسكنون منزلا متواضعا لا يرقى إلى ان يكون منزلا للسكن ولا يوجد ما يؤهله ليكون منزلا إلا أنه يقيهم حر الشمس ومخاوف الليل.

رحلة في طلب العيش  

ما أن يبزغ الفجر حتى تخرج سوسن واخوها ذو العشرة أعوام بحثا عن الرزق في رحلة شاقة تستمر لأكثر من أربع ساعات وفي منطقة جبلية شديدة الصخور والانحدار ومع أشعة الشمس الحارقة التي لا ترحم.

تقول سوسن: اخرج مع اخي بعد صلاة الفجر نحو الوادي لنشتري الموز ونحملها فوق الحمار ثم نعود بها الى البيت وفي اليوم التالي أخرج وأبيعها في القرى لأعول أسرتي فأبي عاطل عن العمل ولأنه يعمل بالأجر اليومي إن - وجد العمل-فهو غير قادر على توفير الطعام لنا بمفرده لذلك اخرج لمساعدة أبي في البحث عن الرزق وتوفير ما أستطيع من خلال التجول في القرى وأنا ملزم بالعودة قبل الظهر فهناك  أعمال أخرى تنتظرني في البيت.

 

خارج أسوار المدرسة..

الجانب المظلم الذي تعاني منه سوسن هو بعدها عن التعليم وبقائها خلف أسوار المدرسة بعظمة لسانها تقول لنا سوسن ويعتصر قلبها الألم حين سألناها عن مستواها الدراسي: لم استطع الالتحاق بالمدرسة وكم هي حسرتي عندما اذهب لجلب الحطب أو الماء أو للبيع وأجد من هن في سني وكل بنات قريتي ذاهبات الى المدرسة اتمنى لو أنني استطيع أن أتعلم وأن أذهب للمدرسة ولو ليوم واحد عنده أفضل الموت على هذه الحياة.

عبدالله وهو والد سوسن عندما سألناه عند عدم إلتحاق ابنته بالمدرسة كان هو الآخر يتفطر قلبه ألما وحسرة وهو يحدثنا عن أسباب ذلك فيقول: سوسن أكبر أولادي وأنا أعتمد عليها اعتمادا كليا في جلب الماء والحطب ومن مسافات بعيدة الى جانب انها تذهب للبيع وتساعد أمها في أعمال المنزل ورعاية اخوتها الصغار وبذلك لا استطيع الاستغناء عنها لحظة واحدة مع انني اتمنى لو تتهيأ لها الظروف لتتعلم ولكن ليس بيدي ما افعله من اجل ذلك. ويضيف عبدالله اتمنى ان احصل على عمل مستمر أوفر لهم لقمة العيش وافر لهم مستلزمات الدراسة ولم اجد حتى التفاتة من المنظمات العاملة في هذا المجال ولم أستلم سلة غذائية واحدة برغم الحالة الصعبة التي أعيشها مع أسرتي.

 

ضنك العيش وضيق المسكن..

في غرفة لا تتجاوز المترين×مترين تعيش سوسن مع اخوتها السبعة واخوها المعاق المصاب بالشلل فهو أبكم أصم أعمى لا يستطيع الحركة لا ينام إلا النادر وهو ما يزيد من صعوبة العيش داخل هذه الغرفة ويزيد من أعباء الطفلة سوسن فهي من تقوم برعايته وخدمته وهي مأساة تضاف الى مآسيها التي لا تنتهي فأمها منشغلة برعايتة ستة من الأطفال كلهم دون سن السابعة.

تحدثنا أم سوسن عن ذلك فتقول : احيانا تخرج سوسن من البيت في الصباح الباكر ولم تنم من الليل إلا قليلا بسبب أخوها المعاق الذي غالبا ما يبيت الليل يصدر  وانينا وأصواتا لا يفهم معناها فتخرج من البيت متعبة مجهدة وتعود أشد تعبا وإرهاقا ولا أملك لها من الأمر شيء إلا أن أحضنها وابكيها لهول ما أرى على قسمات وجهها من الإرهاق والتعب.

وأخيرا.. ودعنا سوسن وطلبنا منها كلمة أخيرة فقالت :أتمنى أن أعيش كباقي الأطفال وأنعم ببيت يليق بإنسانيتنا اتمنى الذهاب الى المدرسة أتمنى العيش بلا رحلات شاقة للحطب والماء أحلم ان أصحوا يوما لا أشعر فيه بذل البيع في القرى وأمام الأبواب اتمنى أن أجد من ينصفني من هذه الحياة..

تركنا سوسن هناك وقلوبنا معها نرثى لحالها وأحوال أسرتها لا نجد ما نقدمه من أجلها سوى أن نقدم معاناتها للناس ولو أن معاناتها لا تستطيع الكلمات أن تحتويها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص