أهم الأخبار

أميركية تصنع من العنف مشاهد فنية

2015-06-08 الساعة 05:18ص (يمن سكاي - متابعة خاصة)

بحثت الفنانة الأميركية جولي هاريسون لسنوات طويلة عن نقطة ملونة حية، تعيد صوغ موجات العنف المتلاحقة التي تكاد تجهز علينا عبر مختلف وسائل الإعلام لتحاصر ذائقتنا البصرية بألوانها الداكنة عبر مشاهدات وانطباعات وفيديوات وأخبار وصور مفعمة بكل أشكال التراجيديا

 

لا تُخفي هاريسون والتي تتنقل كفنانة محترفة منذ 30 سنة بين أعمال التصوير الفوتوغرافي، والرسم، والفيديو والتراكيب، والكتب والصور الرقمية، غضبها من حضور مشاهد العنف التي تستهدف الأطفال خصوصاً، والتي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، مثل صبي ولاية مينيسوتا الأميركية الذي أطلق النار على زملائه ما أدى إلى مقتل تسعة. تقول هاريسون لـ»الحياة»: «أتابع الإعلام باستمرار وأجده تراجيدياً الى حد كبير، وكنت أنظر إلى الصور الموجودة في الصحف والمجلات وللعنف الذي اجتاح العالم نتيجة الفقر والحروب والكوارث، ولم يكن في وسعي شيء. أغضبني كثيراً العنف الذي يستهدف الأطفال، وشعرت بأنني أمهم وحاولت أن أنقل هذه الحالة إلى الجمهور وأنشرها، فحملت كاميرا الفيديو الخاصة بي لأحاول رصد ما يحدث بشكل حقيقي، وتحركت بها حول صور الجرائد والمجلات، كونها مصدراً يسهل الوصول إليه، فاكتشفت علاقات مبهرة وألواناً كرنفالية لم نتنبه إليها كثيراً».

 

قررت الفنانة ذات الأصول الإنكليزية، إعادة صَوغ علاقتها بالصور من الجرائد والمجلات والتلفزيون، فأعادت تصوير الصور التي تتناول مشاهد العنف والدمار والتركيز على لقطة معينة أو مساحة معينة، ثم تعيد تشكيلها فنياً لتظهر أكثر جمالية وألواناً، «علّ ذلك يعيد علاقتنا بهذا العنف المتصل المحيط بنا في كل مكان وطوال الوقت».

 

استخدمت هاريسون التي تحتضن أعمالها الكثير من متاحف العالم كمتحف الفن الحديث في نيويورك، ومتحفي استوريا وسميث ومركز الفن ووكر في ألمانيا ومتحف كونست فرانكفورت وغيرها، المجلات والجرائد الأميركية وصورتها بكاميرا فيديو عادية غير رقمية مضيفة تأثير ضوء أصفر داكن من داخل العمل، ومن الخارج ضوء أزرق ناصع. ثم صورت الصور وانعكاس الكلمات عليها وأطلقت على المجموعة اسم «شظايا». تقترب «شظايا» هاريسون من الارتباك، لكنها تدفع إلى التفكير، وتقول: «صوري الفوتوغرافية متجذرة في التاريخ التصويري، فهي ليست مجمعة بالكولاج ولا معدلة بالكومبيوتر، مع ذلك تملك جمالية فنية تعيد صوغ العنف القابع وراءها. وأحقق ذلك بالاستفادة من أسلوب «دبتيك» (الألواح المزدوجة) كوسيلة لتعزيز مفهوم ممارستي الفنية كرسم أو تسجيل للوقت».

 

اللافت في أعمال هاريسون، تعزيزها القوى الشخصية للخيال والتفكير النقدي، ما يحض المتلقي على مواجهة تأثيرات العصر ليكتشف طريقة جديدة لرؤية الأشياء المحيطة بجمالية، حتى لو كانت عنيفة ومليئة بالفظاعة، «حتى نستطيع أن نعيش في هذا العالم الصعب».

 

وتضيف: «حضرت إلى مصر منذ سنتين وكنت ضمن مجموعة دولية من الفنانين أسسنا «وكالة بهنا للفنون»، وكنا نعمل على إعادة تأهيل المكان بشكل فني. تعمل ابنتي على مشروع فني هذه الأيام ضمن فريق دولي في معسكر بأسوان، ودعتني الى مصر فحضرت واتصلت بأصدقائي وقررت إقامة المعرض» في الإسكندرية.

 

تملك هاريسون شركة إنتاج وإخراج متخصصة في الفيديو آرت والأفلام الوثائقية وأشرطة الفيديو التعليمية، وشاركت في العديد من المهرجانات العالمية مثل مهرجان تورونتو ومهرجان الفيديو العالمي في لاهاي، ومهرجان روما للفيديو، ومهرجان الفيديو الوطني في لوس إنجليس. ولديها العديد من المجموعات الخاصة والعامة، واحدة منها معروضة في مكتبة الكونغرس وأخرى في جامعة هارفرد.

 

   

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص