أهم الأخبار

"صـالح" من رئيس للـيمن الى "عكفي" للإمام! (تقرير)

2017-05-04 الساعة 10:02م (يمن سكاي - متابعات)

بين ليلة وضحاها انقلبت مقاليـد الحكم في اليمن، قبل 6 أعوام، عقب الحراك الثوري الذي اجتاح عدداً من البلدان العربية في ربيع العام 2011م، معلناً إحداث أكبر نقلة في مصائر الحكام والشعوب العربية.

 

صالح لم يسلم من تلك العاصفة، فاختارته كثالث رئيس تتم الإطاحة به من على عرش الحكم الذي دام قرابة 33 عاماً، كرّس فيها سطوة الفرد الحاكم والعائلة المتملكة لجميع موارد البلاد، لكنه كان أكثرهم ذكاءاً حين اختار "الإنحناء" للعاصفة وتمرير "المبادرة الخليجية"، والتي أطاحت به "شكلياً" من على سدة السلطة، لكنها أبقته الفاعل الأكبر في المعترك السياسي.

 

بعدها بعامين كان صالح يقود تحالفاً مع جماعة التمرّد الحوثية، أدى في نهاية المطاف الى اجتياح العاصمة صنعاء، وإعلان الانتصار على جميع خصومه السياسيين أو الشباب الثوريين، فهاجر أغلبهم، ومن بقي تم إيداعه معتقلات الإنقلاب.

 

يقول أحد المراقبين السياسيين للمشهد: لم تستمر أيام عز صالح كثيراً بعد الإنقلاب، فالحوثي لم يكن ليرضى أن يقتسم معه السلطة أحد.. حتى صالح نفسه، فشرع في نهب السلاح الثقيل من المعسكرات، قبل أن يستخدمه في وجه صالح، لفرض سطلة الأمر الواقع في العاصمة، مستعيناً بأموال إيرانية هائلة تم ضخها الى خزائنه، ما جعل الموازين تنقلب بشكل دراماتيكي، ويلقى صالح نفسه مجرداً من أي سلطة.

 

ويسوق تصوراً مخيفاً للمآل الذي وصل اليه حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث يؤكد أن "براغماتية" وطبيعة صالح النفعية والمتلوّنة تسببت في إحجامه عن مواجهة هذه الإنقلاب، بل على العكس، أصبح أداة في يد المليشيات يتحرك وفق هواها، وفق ما تمليه عليه إرادة الحوثيين، خوفاً من مصير غير معلوم.

 

ويرى أن صالح لم يجد حرجاً في أن يصير أشبه بـ "عكفي" للإمام الصغير "عبدالملك الحوثي"، متجاهلاً كم الانتهاكات التي تمارسها الجماعة بحق أنصاره أو قيادات حزبه.

 

ويشير الى أن مواقف صالح تعبّر تماماً عن هذا التوجه الجديد الذي ينتهجه، فعلى الرغم من الهجوم الكبير الذي تشنه الجماعة بحقه وبحق أنصاره دون مواربه، إلا أنه يكتفي بالظهور على الشاشات ليوجه أتباعه بالانصياع لهذه السياسات الاقصائية وعدم الاعتراض عليها، تحت مبرر التحالف مع الحوثيين، الأمر الذي أثار انتباه واستياء قطاع كبير من أعضاء حزبه.

 

وفيما يواصل صالح سياسة "الاختفاء" وعدم المواجهة مع الحوثي، يستمر الحوثيون في مسلسل الاستحواذ الشامل على جميع المرافق الحكومية والتكوينات العسكرية التي كان يسيطر عليها، في مشهد دراماتيكي يصف حالة البؤس الكبير التي أوصل صالح نفسه اليها.

*المشهد اليمني

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص