2015-07-18 الساعة 10:05ص
لقد رحل عنا عبدالله شهيدا بعد طول رباط وصمود , حيث ساهم في الدفاع عن اليمن ارضا وانسانا على مدى خمسة اعوام .. وليكون أول من يلبس أسرته تاجا لا يسقط ويفتح لها بابا الى الجنة.
ولمن لا يعرف تعز وابنائها اقص عليكم على عجالة جانبا من سيرة عطرة زاخرة بالاباء والنخوة والكرامة والشجاعة عنوانها عبدالله عبدالقاهر الجابري احد ابطال قرية الحرد عزلة بني بكاري مديرية جبل حبشي محافظة تعز.
فقد كان عبدالله من طلائع الشباب المقاوم في العام 2011 عندما استباحة مليشيات المخلوع صالح تعز وهو الذي ما حمل سلاحا قبل ذلك , ولكن حماية عزة المدينة دفعته لحملها وكان له صولات وجولات في تلك الاشهر التي اعيدت لتعز فيها قيمتها كمدينة لا تركع ولا تستكين مهما بلغ غل المستبد وحقده.
عبدالله انتظم بعد ذلك في اطار الامن العام في المدينة واستمر يؤدي دوره الوطني بكل اخلاص وتفاني في حماية أمن ابناء تعز رغم كل المخاطر التي ظلت تتربص به وبزملائه من شباب الثورة الاحرار لكنه كان دائما يكرر لن نستسلم , ننتصر أو نموت في سبيل الوطن.
عندما دخلت المليشيات الحوثية الى تعز في مارس 2015 وبدأت في ممارسة جرائمها بحق ابناء المدينة الذين انتفضوا ضد محاولة استخدام تعز منطلقا للعدوان على عدن ، عندها كان قرار "عبدالله " الابن الاوسط لخالي عبد القاهر ان ينظم لصفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
على مدى الاشهر الثلاثة ونيف استمر عبدالله في اداء دوره في التصدي للمليشيات الاجرامية ومقارعة المشروع الطائفي المناطقي السلالي العائلي لصالح والحوثي .. وتنقل في عدة جبهات في تعز دون خوف او وجل او تراجع.
عبدالله اصيب في الخامس عشر من يونيو الماضي اصابة اقعدته في البيت لقرابة ثلاثة اسابيع خضع خلالها للعلاج , و في العشر الأواخر من رمضان عاد مجددا لصفوف المقاومة وكان أن يمكنه ان يتعلل بإصابته ولا يعود لو لم يكن صادقا فيما يقوم به وحاشاه ان يفعل ذلك , فشاب مثله يحفظ 22 جزاءا من القرآن الكريم ويقضي جل سنوات عمره في حماية المدنيين بتعز ما كان له ان يتراجع للحظة عما اختاره الله له وما اختاره لنفسه من طريق عن علم ودون ضغط أو اصرار من أحد.
فهكذا عاش عبدالله حياته فارسا مقارعا للظلمة , ودرعا للوطن والمواطن , تنقل في اشد جبهات القتال في تعز وحتى فجر عيد الفطر حيث انتقل الى مواقع المقاومة في تبة الوكيل بشارع الأربعين بمنطقة عصيفرة تعز ليكون عيده غير .. عيد شهادة ورفعة وعلو.
عبدالله كان مع ثلة من المقاومة في أحد المباني في عصيفرة حيث ظلت تتساقط عليهم قذائف الـ آر بي جي منذ العصر وحتى وقت صلاة المغرب وعندما خفت تلك القذائف أخذها عبدالله فرصة ليتوضأ للصلاة .. وما إن أكمل وضوئه حتى باغتته قذيفة سقطت بجواره لتصيبه بعدة شظايا احدها طالت رقبته التي ما انحنت لغير خالقها , وهنا تعرض لنزيف حاد استمر في العناية المركزة بانتظار توقف النزيف واجراء عملية جراحية لاخراج الشظية ’ لكن قدر الله كان قد حسم الامر ليلقى ربه عند الساعة الواحدة وعشر دقائق من فجر يوم الثامن عشر من يوليو شهيدا كما قال لي في آخر اتصال : أنا اريد الشهادة اما الاصابة فأمرها سهل .. لقد صدق الله في طلبه فأعطاه ما طلب ورجى ..
ختاما اقول ان مليشيات الحوثي وصالح قد نجحت في ايصال الحزن الى كل دار في طول البلاد وعرضها ومع هذا النجاح كان هو نجاح آخر لا تريده المليشيات وهو توسيع رقعة المقاومة الشعبية والرفض المجتمعي لها ولافعالها الاجرامية.
أسال الله أن يرزق أهله ومحبيه الصبر والاحتساب , وان يكون شفيعا لنا جميعا.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك