أهم الأخبار
يحيى الثلايا

يحيى الثلايا

غسان أبو لحوم مات !!

2015-05-13 الساعة 10:03م

قبل أسبوعين كتبت منشورا عن شقيقي عمر ليلة استشهاده في مارب وبانت فيه بعض مشاعري كأخ مكلوم بأخيه.

جائتني رسالة من الاخت غادة محمد أبولحوم تقول لي : (كن قويا يا يحيى .. أنا أعرف معنى فقدان واستشهاد أخ لكن كن قويا وتماسك).

لفتتني وأوجعتني وأبكتني هذه الرسالة من بين مئات الرسائل، نعم أختنا غادة تعرف معنى استشهاد وفراق أخ.

في 14 مايو 2006 فجعت أسرة اللواء الراحل محمد عبدالله أبو لحوم باستشهاد إبنها غمدان على يد عصابة لصوص في أمريكا بعد أيام من احتفاله بشهادته الجامعية.. شقيق غادة.

وفي 24 مايو 2011 أستشهد اخيهم الثاني محمد بن محمد عبدالله أبو لحوم في حادثة القصف الذي تعرض له منزل الشيخ صادق بن عبدالله الاحمر بصاروخ أطلقه المخلوع صالح من جبل نقم.

وفي 27 مايو 2012 توفي والدهم اللواء محمد بن عبدالله أبو لحوم القائد السبتمبري الشجاع ومحافظ حجة الاسبق ومستشار سفارة اليمن في باريس !!.

اليوم وفي الشهر ذاته 12 مايو 2015 فجعنا جميعا بوفاة غسان آخر وأكبر رجال أسرته ... يا الله .. يا الله.

غسان .. عرفته وجمعني به أكثر من لقاء ومناسبة وعمل .. كان شابا يحمل من الاخلاق والوعي والتواضع ما يجبرك على احترامه والاعجاب به.

دعاني قبل شهر ونصف تقريبا للمقيل معه بمنزله في صنعاء كانت خدمته لضيوفه وبشاشته ليست معهودة لشدة بساطته وألفته.

خلال السنتين الماضية ظل غسان يعمل بدأب ونشاط دون توقف ويتواصل دون انقطاع للحيلولة دون وقوع الكارثة ثم لمحاولة تجاوزها بعد سقوط صنعاء.

ناضل قبل السقوط من خلال تكتل الاصطفاف الوطني وبعدها اختير قبل أسابيع أمينا عاما لتكتل الانقاذ الوطني.

ظل غسان يعمل بصمت وصدق دون جلبة أو ضجبج !! ولا حب للتباهي او المزايدة.

كثير ممن عرفوه وعرفوا تواضعه كانوا يتفاجئون أن عم هذا الشاب هو الشيخ والقيل اليماني الجليل المناضل النقيب سنان بن عبدالله أبو لحوم احسن الله خاتمته. وأن خاله هو العلم البارز الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الاحمر رحمة الله عليه.

نعم كان غسان متواضعا وهادئا وخجولا ويحمل صفات تنم عن أصالة ومدنية وذوق رفيع.

الأمر الأدهى والأكثر غرابة الذي لم يكن يعلمه أكثر من عرفوا غسان ونشاطه وتواصلاته وعطائه كان رغم كل ذلك يصارع ويتعايش مع أخطر الأمراض وأقساها.

نعم .. كان غسان رحمه الله يعاني من سرطان الدم "لوكيميا" منذ سنوات وبسبب هذا المرض عاش الشاب غسان سنواته دون زوجة ولا ذرية !!

تعالى غسان على المرض وتحداه طويلا لكنه اليوم تمكن منه !!

.

رحمك الله يا غسان .. قلبي مع أمك الفاضلة التي تفقد آخر بنيها وهي من فقدت من اهلها الكثير !!، ومع اختيك اللتين بالتأكيد ليس أعز عليهما من فقدانك.

هذه العائلة الكريمة والمناضلة والسبتمبرية والصادقة في وعيها الجمهوري .. تخسر نجما من خيرة نجومها اليوم.

بل كل شرفاء البلاد اليوم سيحزنون غسان رغم ان الكثير بسبب تواضعه لن يعرفونه الا باسم "الفقيد غسان"

.

عاجز عن التعبير .. عزائي لوالدته الكريمة .. وﻷهله وأخواله الكرام.

لا نملك إلا أن نقول " إنا لله وإنا إليه راجعون" !!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص