أهم الأخبار
 د. شمسان بن عبد الله المناعي

د. شمسان بن عبد الله المناعي

«إعادة الأمل» وإعادة اليمن!

2015-05-05 الساعة 10:21ص

ينظر العالم الآن بانبهار لما حدث ويحدث في الجزيرة العربية واليمن بعد حرب «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، حيث بدأ مارد جديد يتألق في المنطقة العربية ونموذج فريد جدير بأن تحتذي به الدول الأخرى. لقد بدأ الدم العربي يجري في العروق، وما عادت دول الخليج العربية كما كانت يخطط لها في الظلام، وخصوصًا من قبل النظام الإيراني الذي بدأ قادته يتخبطون بعد «عاصفة الحزم»، فما تقوم به إيران من ردود فعل غير متزنة مثلما قامت به من أعمال القرصنة البحرية عند احتجازها سفينة ترفع علم جزر مارشال وجرت بها إلى ميناء عبدان، ومحاولة هبوط طائرة مدنية إيرانية في مطار صنعاء.. كلها أعمال تدل على حالة هستيرية أصابت قادتهم وجعلتهم يتخبطون في اتخاذ قراراتهم. لقد أوقع الإيرانيون أنفسهم في مستنقع واسع بدأ من لبنان ثم سوريا والعراق والآن اليمن. وهذا التمدد الإيراني وإنْ جاء على حساب الشعوب العربية والأمن والسلام في المنطقة إلا أن إيران أدخلت نفسها في عش الدبابير الذي لن يتركها تخرج سليمة والأيام القليلة حبلى بالأحداث!

والأهم من كل ذلك الاستراتيجية العسكرية السياسية الإبداعية الجديدة التي انتهجتها دول التحالف العربي في سبيل تخليص اليمن من العصابات الحوثية وبقايا العسكريين الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والتي كشفت للعالم عن سبق عالمي في مجال العلوم العسكرية، إذ لأول مرة تدار حرب من قبل اختصاصيين عسكريين وأهل السياسة في وقت واحد وفي خندق واحد فتزامن وقف «عاصفة الحزم» مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين، ويؤكد دعم المجلس للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجهود دول مجلس التعاون الخليجي. إن هذه الاستراتيجية في الحروب جديرة بأن تدرس في كليات العلوم العسكرية، إذ لم يكن أحد يتوقع أن دول مجلس التعاون الخليجي بلغت هذه المرحلة المتقدمة من التطور في مجال بناء القوة العسكرية التي نرجو أن تكون نواة للقوة العسكرية العربية التي تقرر بناؤها في مؤتمر القمة العربية الأخيرة.

إن عملية «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» هي بداية للتحول في موازين القوة والعلاقات الإقليمية وبداية بروز تحالفات جديدة. وهي كفيلة في نفس الوقت بإعادة خفافيش الظلام إلى جحورها وخصوصا تلك التي ظهرت بعد مرحلة «الربيع العربي» والتي أخذت تنهش في جسد الأمة العربية مستغلة حالة التمزق العربي. انتظروا بعد فترة من الزمن التغيرات التي سوف تطرأ على السياسة الخارجية الإيرانية تجاه العرب سوف تظهر إيران بمظهر حمامة السلام التي تريد أن تتعايش مع جيرانها وخصوصا الخليجيين في سلام ووئام انطلاقا من مبدأ «التقية»، حينها سوف نقول لقادة العرب، لا تلدغوا من جحر مرتين! إعادة اليمن ليست فقط من أجل شعب اليمن ولكن من أجل هدف أكبر من ذلك وهو حماية الأمن العربي.

لقد ظنت إيران أنها بكل هذه الأعمال ودعمها لحركات التمرد والإرهاب وغيرها التي قامت وتقوم بها أنها ملأت الفراغ في المنطقة وأنها قاب قوسين أو أدنى من احتلال الجزيرة العربية فإذا بالصقور العربية تتألق كالنيازك والشهب في سماء المنطقة وفي ظلمة الليل لتمطر شياطين الإنس في منتصف ليلة الخميس 26 مارس (آذار). ما أشبه الليلة بالبارحة وذلك عندما جاء أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم أنوفهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشر خيبة.. هكذا كانت تلك الليلة عندما قصفت قوات التحالف العربي ودمرت أحلام قادة إيران، فالصواريخ العربية التي سقطت على مخازن الأسلحة الإيرانية في صعده وعمران وصنعاء حطمت معنويات قادة إيران وبددت أحلامهم قبل أن تحطم صواريخهم وترسانة الأسلحة التي كونوها في اليمن من أجل اليوم الموعود. يقول الحق سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصحاب الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، (سورة الفيل).

كذلك علينا أن نتوقع تحرك الطابور الخامس وهو يعمل على صعيدين؛ أولهما، القيام بأعمال إرهابية كتلك الجماعة التي تم القبض عليها في السعودية والتي تخطط للقيام بأعمال إرهابية، والصعيد الثاني، سوف تعمل جماعات الطابور الخامس على إدارة الحرب النفسية بنشر الشائعات والأكاذيب للتقليل من الانتصارات التي حققها التحالف العربي وزرع اليأس والوهم في النفوس؛ ولذا يجب أن تستمر عملية «إعادة الأمل» بنفس الدافع والحماس الوطني وهنا يأتي دور وسائل الإعلام والتواصل مع الجمهور، وما العمل الذي قام به المواطن السعودي عندما أعطى بلاغا عن رقم السيارة التي كانت تعتزم القيام بأعمال إرهابية وأدى إلى تمكن الشرطة السعودية من الوصول لهذه الجماعة إلا دليل على تكاتف الشعب والقيادة، ولذا يجب أن يستمر هذا النهج، وأن الحرب لم تنتهِ ولكن دخلت مرحلة جديده تتطلب تصعيدا في الحرب النفسية على الأعداء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص