أهم الأخبار
عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

هَم يُبكي !! هَم يُضحك !!

2017-11-27 الساعة 02:44م

قمت صباحا , قلت في منشور هنا ان السؤال الاقسى يكون : اين اذهب ؟ ماذا افعل ؟ , لاعود الى فراشي , لاجد ان هموم الكون طلعت كلها على راسي , الى درجة انني ضحكت من الهم الذي يضحك , تذكرت صاحبي العزيز وزميلي محمد محمد ابراهيم , وهو من اجمل المحررين كلمة , فقد نصحني ذات مرة : (( لا تناقش همومك وانت على الفراش )) , عندما تكثر الهموم اتذكر نصيحته الذهبية واسلم نفسي لسلطان النوم وان عجزت معظم الوقت !! , اصحو اجد الواقع غير ما في الخيال , وان كان الشارع ايضا يحكي همه بهذه الطريقة او تلك !!! .

عند التاسعة والنصف قذفت بنفسي الى الشارع , صادفت احدهم , ذهب يحكي لي تفاصيل الحادث الذي تعرض له , فهمت الرسالة , فواصلت كانني لم اسمع !!! , والى النقطة التي التقي فيها صاحبي ذهبت عجلا , لاجده يضحك فاستغربت , لكنه اقنعني بما لديه فضحكنا سوية , لا ادري على الهموم , او منها !!! .

تذكرت امرا مهما, فعدت الى البيت وخرجت من جديد , لاجد الشاب الذي يعجبني دائما , اشر ت ا ليه ان اعدني بسيارتك الى حيث كُنت , فاجأني بما لم اتوقعه فهو الهادئ الودود : يا عم عبده اليوم سالت نفسي ولم اجد الجواب , لاول مرة اسال نفسي : هل انا انسان ؟ او حيوان ؟ او أي شيئ , تذكرت رواية علي المقري وبطلها الرئيسي من اسمى نفسه (( أي شيئ )) , فتركته وراسي يدور , اعرف انه خريج جامعه وبدون عمل !! , امام الدكان التقيت الآخر وكان تاجرا , اسأله : كيف حالك ؟ اجاب وقد اختلط صوته بصوت سيارة تنشد للمولد : ما رضيش يجي , واعرف من يقصد بالذي لم ياتي (( عزرائيل )) , قلت وكنا نرتشف اكواب قهوتنا في تلك الكافتيريا : وانت ؟ قال وقد ارسل تنهيدة طويله : كنت اتمنى الاجازة الشهريه وانا في بلحاف مع الشركه , الآن من الفرغه مستعد ان اذهب زحفا الى شغلي , لكن اين شٌغلي !!! .

عند المنحنى الى الشارع الكبير ثمة من يبيع البترول بالدبه (( سوق سوداء )) , اساله بكم : - الدبه ب 8000 ريال , وفي المنحنى الاخر مريت متعمدا على المحطه , اسال : بكم ؟ - ب 8300 ريال !!! , وبرغم كل الندآات لمقاطعة المحطات , فلا حياة لمن تنادي !!! , علق احدهم : عاش الجهل ...

امر اشاهد اللوحات , اردد : يا رسول الله انت اكبر من كل هذا , يرد الى خاطري ابن رشد , اترحم عليه , اتذكر احمد عصيد , فادعو من هنا من يُجيد القراءه الى الدخول الى اليوتيوب والبحث عن محاظرته : (( لماذا تخلف المسلمون ؟؟ )) من ثلاثة اجزاء , لمن يريد الوقوف على الاجابات للاسئلة الكبيره في هذه اللحظه .

في ذلك الدكان حيث (( الباقه )) طلبت من الشاب ان يعبئ رقمي بها , ومن الكلام وفضولي اتضح انه معيد في جامعة ذمار : (( كنت ادَرٍسْ هناك وبلا راتب , فتركتها وهاانا اشتغل هنا )) .

عاد سؤال الشاب قاسيا ينحرني : من انا ؟ عدت اسال نفسي ايضا بحيرته : وانا من اكون !!! .

لله الامر من قبل ومن بعد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص