أهم الأخبار
عبدالكريم الخياطي

عبدالكريم الخياطي

حتى لايتكرر السيناريو الافغاني والسوري

2017-04-10 الساعة 10:54م

لنأخذها من الآخر ..السعودية والامارات ودول التحالف يمكنهم خسارة الحرب ، ويمكنهم ايضا كسبها .. يعرف كل من يمتلك ابجديات للتحليل السياسي والعسكري ان ما خفف وصول اليمن سريعا للحالة السورية و بوتيرة اخطر كون ان البلد يتكون من نسيج قبلي مضعضع الولاء و يمتلك ترسانة من السلاح تفوق مايمتلكه الجيش ، ليس فقط تدخل التحالف العربي ، بل وجود بنية سياسية مختلفة عن مثيلتها في سوريا ..

دول التحالف العربي للأسف لاتحدث في بنيتها السياسية والأمنية والدفاعية أي تراكمات ايجابية يمكن ان تفضي الى مايمكن تسميته "خبرة "..وأحد اهم الاسباب لذلك يعود لبنية مؤسسات الحكم ،التي تتأثر مع قدوم ملك أو حاكم جديد ،فالجديد يبدل معظم طاقم القيادة في المؤسسات العسكرية و الامنية ..و هو مايقلل الخبرة التراكمية داخلها ، لذلك لاتزال دول التحالف وخاصة السعودية تستخدم نفس العقلية و الالية التي حضر مناقشتها الملك سلمان في بداية الثمانينات مع اخوته خالد وفهد وعبدالله ، حول ادارة الحرب في افغانستان او التي كانت بين العراق وايران ،و لان مستشاري الحاكم الجديد لم تتكون لديهم اي خبرة ومعرفة دقيقة تعتمد على دراسة مكاسب وخسائر تلك الوسائل التي استخدمت في الثمانينات والتسعينات ، وطرق تجاوز اخطاءها ..

كذلك فمعظم القيادات الوسطية في المنظومات الامنية والدفاعية هي نفسها من عقود ، فهؤلاء ولأنهم ليسوا في مناصب قيادية تتيح لهم المناقشة و الاقتراح ، بل اقتصر دورهم على التنفيذ و رفع المعلومة ..كل هذا جعل من هذه القيادة الوسطية نسخة متكررة لا تتطور و لاتغير ولاءها وكرهها لمحيط المملكة الداخلي والخارجي حسب مرونة السياسة وتفاعلاتها ، لذلك مايحدث من اخطاء سببها في بنية وتكوين القيادات الاولى القادمة مع الملك او الحاكم الجديد دون خبرات متراكمة و بنية تكوين طبقة القيادات الوسطى التي لم تتح امامها فرص التطور والتغير ..

هذا جعل السعوديون يخطئون في العراق ثم سوريا ..فدعموا اطراف لاقاعدة جماهيرية لهم ، و لا أسس مشتركة معهم سوى مذهبيتهم الدينية الوهابية بالذات ، و تجاوزوا او تجاهلوا تواجد اطراف مثل الاخوان في سوريا والعراق ، بل وتسببوا في ان تتكون جماعات متعددة على انقاض الاخوان الذين تم اضعافهم من جميع الاطراف ، فأصبحت جبهة النصرة فجأة وبدون قصد من المملكة هي المتحكمة بمعظم مايدور في مناطق الجيش الحر ، و اختلف ولاء و اساليب قادة الجبهة التي تشظت بدافع تنوع الدعم لقادة الفصائل لتتحول بعض عناصرها لتكوين داعش ، ثم تطور الامر وخرج عن السيطرة ..

في اليمن ، ربما ما ساعد المملكة ان تتدخل في اليمن بينما لم تفكر حتى بالتدخل في سوريا ، ليس فقط ان اليمن تمثل الحديقة الخلفية لها ، فذلك كله لن يعطيها شرعية التواجد في اليمن ، ولا فقط ان الرئيس هادي طلب من السعودية التدخل ، فأي رئيس تم الانقلاب عليه تتحول الامور حتى في دول مجاورة و قريبة من الولايات المتحدة وروسيا يصبح الانقلابيون حسب قوتهم سلطة امر واقع ويعرف الجميع كيف انفلتت كثير من الدول من ايدي امريكا ، اذا ماهو السبب الذي اعطى المملكة مالم تتخيله ؟ من شرعية ؟ سأختصر الامر واقول ان ذلك يعود الى دعم شعبي ، جاء من اقوى الاحزاب السياسية في اليمن والتي لديها بنية تنظيمية قوية وقاعدة جماهيرية كبيرة ، حيث قامت كلها بإعلان دعمها لقرار الرئيس هادي الاستعانة بدول التحالف ..بل وجعلت معظم افرادها الذين لاحقهم الحوثيون و قوات الرئيس المخلوع الى منازلهم ، جعلتهم هذه الاحزاب ووجهتهم للانضمام للتحالف العربي و دعم تكوين الجيش الوطني ..

اليوم ما يحذر منه الجميع ، ان تواصل المملكة استخدام سياستها السابقة في دعم المشائخ او زعماء بعض التوجهات الصغيرة في الجنوب و الذين اصبحوا يمثلون فصائل عسكرية داخل الجيش اليمني ، ويمكن ان تتسبب هذه السياسة لتحويل هؤلاء لكارثة لايمكن ايقافها وايقاف انتشار خطرها الى الداخل الخليجي ، خاصة مع مع استمرار سكوت السعودية عن من يدعم تعالي هؤلاء على الرئيس او قيادة الجيش ، و تعاملهم بشكل احادي مع دول التحالف ، و فرز الناس على مستويات مناطقية وحزبية و مشيخية مختلفة الولاء ..و لولا توحد جبهة الجيش الوطني وخاصة في الشمال وحضرموت و المنطقة الرابعة بالمخا ، عبر توحد رؤى القوى السياسية و خاصة الاصلاح و الاشتراكي والناصري ، لفلتت الامور .. و لن تجد لا مملكة و لاإمارات ولا غيرها ،طريقة لايقاف السيناريو السوري وربما ماهو اخطر ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص