أهم الأخبار
يحيى الأحمدي

يحيى الأحمدي

لا تغادر ..أرجوك..

2016-10-19 الساعة 10:36م

حينما يقرأ الأديب أو الصحفي أن أستاذه المفضل قرر الاعتزال فليس عيبا أن يقول بملء الفم أنا حزين وحزين جدا..هكذا هي حالة الآلاف ممن تفاجأوا بقرار الدكتور Marwan Al-Ghafory اسمحوا لي أن أقول لكم بكل وجع وألم: نحن أمة لا تحترم نجومها..ولا تحتفي بمثقفيها وأدبائها إلا حين يبلغها أنه غادر الحياة.. كاتب بحجم د.مروان الغفوري له تاريخ حافل بالعطاء قدم لليمن جهده وفكره وحبه، وأثرى الصحافة بمقالاته التي كنا نعيد قراءتها عشرات المرات ينبغي أن نحافظ عليه في حدقات عيوننا.. ليس من المنطقي أن نجعل من مروان الغفوري خطيبا وواعظا ومرشدا دينيا .. مروان أديب ومثقف ومخزن كتب بحجم اليمن .. مروان مكتبة تحوي أمهات الكتب والثقافات وباللغات المختلفة .. علم الخطاب واسع، وأفهام الناس تتفاوت، ومناهج النقد الأدبي يفهمها حق فهمها 3 في اليمن من بينهم مروان الغفوري.. أخي وصديقي مروان: اسمح لي أن أقول لك أن اللاعب لا يقرر الاعتزال إلا حينما يعجز عن الجري في الملعب أو حينما يشعر أن بقاءه لن يضيف شيئا .. فكيف لك أن تقرر هذا القرار وأنت مازلت في ريعان الرواية ومقتبل الكلمة .. ومازلت قادرا على الجري مليار مقال مربع.. صديقي مروان: التخلي عن جماهيرك المحبين والمتابعين ظلم ..واليمن التي تنفست هواءها وتغنيت بها ووهبتها مهجك محتاجة لك..وفي أمس الحاجة .. صدقني.. اليمن ضحية لم ترتكب جرما بحقك إطلاقا، وتركها في لحظة كهذه كمن يفارق أمه في أشد مرضها.. أخي مروان: اليمن وأبناؤها الموجوعون والمقهورون يستحقون أن تتحمل كل همزة وغمزة كل قول أو إشارة مؤلمة.. مروان! نحن الجيل الذي نشأ معلقا بحرفك وفتح عينه على مقالاتك المملوءة بالإثارة والمعلومة نناشدك باسم طهارة الحرف ونقاوة الكلمة أن تتخذ أي قرار لكن ليس من بينها الاعتزال عن الكتابة .. الشيء الذي أستطيع الجزم فيه: كل هذه الزوبعة التي أرهقت ذهنك وشغلت فكرك هي أوهن من خيوط العنكبوت ولن تغير مطلقا نظرتنا الكلية نحوك.. مروان: قاموسنا الأدبي واللغوي يحتاج لكل جديد من إنتاجك الفكري، ومنبرك المعمور بالألق حاشاه أن يصبح ككهف مهجور .. نشاطرك الرأي أن عالم الفيس بوك أصبح ملغما بالعقول الصغيرة والفارغة أحيانا التي دخلت في الخط بقصد الدس الرخيص وبدأت تنفخ في نيران العبث وتزيد الخلاف البسيط أطنانا من التأجيج.. لكن لن نمنحها هذه الفرصة أن تزدهر أو أن تنجح في تحقيق ما تطمح إليه، وليس من حقها أبدا أن تكسب قرارات مؤلمة كهذه.. وعليك أتم السلام. من صديقك الذي التقاك لمرة واحدة وقرأ لك مليون مرة: يحيى الأحمدي.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص