أوشكت شبكه خطوط السكك الحديدية الجديدة في السعودية على الانتهاء، وبلغت تكلفة المشروع بما فيه قيمة القطارات المشتراه أكثر من 5.6 مليارات دولار، فيما ستكون المرحلة الثانية من المشروع ربط دول الخليج بشبكة قطارات سريعة، والتي من المقرر البدء في بنائها عام 2017، حسب مصادر سعودية مسؤولة لـ"العربي الجديد".
وحسب التقارير الرسمية " سيربط مشروع السكك الحديدية غرب السعودية بشمالها، مرورا بالمنطقة الوسطى والشرقية، بدءاً من المدينة المنورة وحتى منفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية، مرورا بالقصيم وسدير والرياض والإحساء، والمنطقة الشرقية كخطوة للوصول مستقبلاً لمكة عن طريق الشمال".
وأكد وزير النقل السعودي ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، عبدالله المقبل، في تصريحات سابقة، أن شبكة القطارات في السعودية سيتم تشغليها قريباً من الجبيل مرورا بالدمام والرياض وجدة ومكة والمدينة المنورة، فيما ستنطلق الشبكة الثانية من الحدود الأردنية مرورا بالجوف وحائل والقصيم، قبل أن يتم ربط الشبكتين معا.
وسيمكن ذلك السعوديين من الانتقال بين مختلف المناطق التي تبعد فيما بينها أكثر من ألفي كلم، عبر القطارات الحديثة.
خطوط الخليج
وفي مطلع عام 2017 ستبدأ المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في بناء خط جديد يربط السعودية بالبحرين، مرورا بجسر الملك حمد الجديد، الذي يتوقع الانتهاء منه في غضون خمس سنوات، فيما ستكون الخطوة المقبلة بناء خط يربط السعودية بالكويت وقطر، حسب مصادر مسؤولة لـ"العربي الجديد".
"
سيربط مشروع السكك الحديدية غرب السعودية بشمالها، مرورا بالمنطقة الوسطى والشرقية
"
وحسب تقارير حديثة، من المقرر أن يبدأ مسار الخط الحديدي الخليجي من مدينة الكويت مروراً بمدينة الدمام في السعودية إلى البحرين عن طريق جسر الملك حمد المقرر إنشاؤه موازياً لجسر الملك فهد، ومن مدينة الدمام إلى قطر عن طريق منفذ سلوى وكذلك سيربط قطر مع البحرين عبر جسر قطر – البحرين المزمع إنشاؤه بينهما، ومن السعودية مروراً بمنفذ البطحاء إلى الأمارات (أبو ظبي – العين) ومن ثم إلى سلطنة عمان عبر صحار إلى مسقط.
وتبلغ مجموع أطوال هذه الخطوط قرابة 2116 كلم، فيما يبلغ طول الخط داخل الأراضي السعودية 663 كلم، وسيتم ربط البحرين بسكة حديد دول المجلس عن طريق الجسر البحري الذي سيربط ما بين دولة قطر والبحرين، ومع السعودية عن طريق جسر الملك حمد.
وتفتقد دول الخليج لشبكات النقل الحديدية، فعدا شبكة مترو داخلية في دبي، ومترو آخر يتوقع البدء في تشغليه في العاصمة القطرية الدوحة العام المقبل، ومترو ثالث في الرياض دخل في طور الحفر حاليا، ورابع تم إقراره في المنطقة الشرقية بتكلفة نحو 18 مليار دولار، تقتصر المواصلات في دول الخليج على السيارات والطائرات، وهناك خطط خليجية لعلاج هذا النقص خلال عشر سنوات.
وتسعى السعودية، الدولة الأكبر مساحة بين دول الخليج، إلى علاج المشاكل الكبيرة التي كانت تعاني منها خطوطها الحديدية التي كانت مقتصرة على خط واحد يربط بين العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية، مرورا بالإحساء، فعلى الرغم من أن قطارين فقط يعملان على هذا الخط القديم إلا أن أعطاله كثيرة لدرجة أنه يندر أن يمر شهر من دون أن يتعطل أحد القطارين أو يتعرض لحادث ما، وستحل القطارات الجديدة التي تم صنعها في إسبانيا وتصل سرعتها إلى 200 كلم في الساعة، محل القطارات القديمة المتهالكة منتصف عام 2016، ودخلت منذ يونيو/حزيران الماضي في طور التشغيل التجريبي الذي سيستمر أربعة فصول، قبل أن تدخل حيز العمل الفعلي لتربط بين الرياض ومنفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية.
القطار الجديد
يبلغ طول الخط الجديد أكثر من 1418 كيلومترا، وسيتسع القطار الجديد لـ444 راكبا ويبلغ طوله 280 مترا، ويتكون من قاطرتين وتسع عربات مختلفة الأنواع، أربع عربات للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة، فيما سيتسع القطار الليلي لـ377 مقعدا، وبطول 383 مترا، ويتكون من قاطرتين و13 عربة مختلفة الأنواع منها عربات لمقصورات النوم، وأربع عربات لنقل السيارات، وعربة الوجبات الخفيفة.
ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة سار السعودية، رميح الرميح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على أن المؤسسة العامة للسكك الحديدة أثبتت قدرتها على تشغيل خط نقل المعادن بوتيرة ثابتة من خلال الكفاءة التي أثبتها قطاع الصيانة لدى الشركة سواءً على مستوى صيانة الخط الحديدي ومكافحة تراكم الرمال أو على مستوى صيانة القطارات والعربات في الورشة الرئيسية بالنعيرية التي اكتملت كل أعمالها الإنشائية، وتم توفير كل آليات الصيانة لقاطرات ومقطورات الشحن بكل أنواعها، كاشفا عن أن هدف الشركة خلال هذه المرحلة هو تحقيق ميزتين تنافسيتين: الأولى، وهي رفع طاقتها التشغيلية لخط التعدين، والثانية، توفير طاقة استيعابية إضافية تمكنها من الوفاء باحتياجات شريكها الاستراتيجي شركة معادن.
مشاريع داخلية وخارجية
"
تفتقد دول الخليج لشبكات النقل الحديدية، فعدا شبكة مترو داخلية في دبي، ومترو آخر يتوقع البدء في تشغليه في العاصمة القطرية الدوحة العام المقبل
"
وكشف مسؤولون في الشركة لـ"العربي الجديد" عن أن سار السعودية: "تعمل حاليا على مشروع جسر بري يربط بين الرياض وسط السعودية وجدة غربها، ووضعت الخطط الاستراتيجية لتنفيذ المشروع والذي يشمل تحديد مواقع المحطات وملاءمة السكة لسرعات مختلفة، وسيخدم الخط الجديد قطارات للركاب وأخرى لشحن البضائع، وستعمل على تنفيذ هذا المشروع بنفس الطريقة التي نُفذ بها مشروع قطار الشمال، وسيتم تقسيمه إلى مناطق عمل تنشأ وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية المعتمدة للخطوط الحديدية وحسب جدول زمني محدد.
ويؤكد المحلل الاقتصادي والخبير بمشاريع النقل في السعودية جمال العمير، لـ"العربي الجديد"، أن الأهم في مشاريع السكك الحديدية الجديدة عند اكتمالها وارتباطها بسكة حديد دول مجلس التعاون: "أنها ستوفر بدائل أخرى للسفر ونقل البضائع بين دول المجلس، كما يعزز القدرة التنافسية لموانئ السعودية وهو ما سيمكنها من السيطرة على أسواق المنطقة".
ويضيف "ستكون السعودية منطقة وصول وتوزيع للبضائع بين مختلف الأسواق، بسبب تقليص مدة الدوران حول الجزيرة العربية من 10 أيام إلى أقل من يومين، عبر ربط الجسر البري لموانئ الملك عبدالعزيز في الدمام، والملك فهد في الجبيل، وميناء رأس الخير وميناء الرياض الجاف وميناء جدة الإسلامي على ساحل البحر الأحمر، وسيسهل هذا وصول البضائع الأوروبية عبر قناة السويس إلى ميناء جدة وإلى دول الخليج براً، بدلاً من الدوران على الجزيرة العربية".