2025/12/09
  • رسائل سعودية حاسمة من قلب حضرموت: لا لفرض أمر واقع بقوة السلاح
  •  

    في أوج التوتر الذي تشهده محافظة حضرموت، جاءت زيارة الوفد السعودي برئاسة اللواء الدكتور محمد القحطاني لتعيد التأكيد على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في تثبيت الأمن والاستقرار ودعم مؤسسات الدولة اليمنية. فقد جال الوفد، اليوم، في مديريات الوادي والصحراء بعد سلسلة اجتماعات عقدها في مدينة المكلا ومديريات الساحل، وسط ترحيب واسع من السلطة المحلية والمشايخ والأعيان الذين اعتبروا الزيارة رسالة ثبات من المملكة تجاه حضرموت وأبنائها.
     

    وشكّل حضور الوفد على الأرض انعكاسًا واضحًا لالتزام المملكة بمسار التهدئة ومنع الانزلاق نحو صراعات جديدة، حيث أثنى محافظ حضرموت سالم الخنبشي على الدعم المتواصل الذي تقدمه الرياض لليمن عمومًا وحضرموت خصوصًا، في مختلف المراحل والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأكد أن الزيارة تمثل امتدادًا للعلاقة المتينة التي تربط الشعبين الشقيقين، وللدور الذي تلعبه المملكة في دعم السلطة المحلية للتخفيف من معاناة المواطنين في الجوانب الخدمية والاقتصادية والأمنية.
     

    وفي كلمته أمام قيادات ووجهاء الوادي والصحراء، قدّم اللواء القحطاني رؤية واضحة لموقف المملكة تجاه ما يجري في حضرموت، مشددًا على أن الرياض تقف بقوة ضد أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو جرّ المحافظة إلى دوامة صراعات لا تخدم استقرارها. وأكد أن حضرموت تمثل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي، وأن أبناءها يمتلكون من الخبرة والكفاءة ما يؤهلهم لإدارة شؤونهم عبر مؤسسات الدولة الشرعية.
     

    وجدد رئيس الوفد السعودي موقف المملكة الثابت بضرورة خروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، باعتباره شرطًا أساسيًا لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها وتهيئة المناخ الملائم للتهدئة. وقال إن المملكة ترفض بشكل قاطع أي خطوات تعيق هذا المسار أو تدفع المحافظة نحو التوتر.
     

    وكشف اللواء القحطاني عن الاتفاق على مصفوفة إجراءات متكاملة لدعم الاستقرار، تشمل مختلف الأطراف بما فيها المجلس الانتقالي، بما يضمن خفض التصعيد وتوحيد الجهود نحو استعادة مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن. وأوضح أن قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة تواصل جهودها لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل يعيد للدولة حضورها وللمواطنين حياتهم الطبيعية.
     

    كما شدّد على أن القضية الجنوبية قضية عادلة تمت معالجتها في مخرجات الحوار الوطني وهي جزء أصيل من أي تسوية سياسية مستقبلية، معتبرًا أن الحل العادل لا يمكن أن يكون عبر فرض القوة أو خلق كيانات موازية، بل عبر الحوار والإجماع الوطني وضمن إطار الدولة.
     

    وفي ختام الزيارة، أعلن اللواء القحطاني التوصل إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار ضخ النفط في بترومسيلة، تقضي بخروج القوات المسيطرة حاليًا من المنشأة وحلول قوات حضرمية محلها بإشراف السلطة المحلية، بما يحول دون تعطيل مصالح الناس ويحيد القطاع النفطي عن الصراع.
     

    وبهذه الرسائل السياسية والأمنية الواضحة، تثبت المملكة العربية السعودية مجددًا دورها الراسخ في دعم وحدة اليمن واستقراره، وإسناد حضرموت في مواجهة محاولات فرض الأمر الواقع، بما يعزز من فرص الحل السلمي ويحفظ أمن الإقليم برمته.

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news44914.html