
وصل الى مطار صنعاء الدولي، صباح اليوم السبت، 160 أسيرا من عناصر ميليشيا الحوثي، عبر ثلاث رحلات قادمة من مطار "أبها" السعودي، ومطار "المخا" غرب تعز، وذلك بالتزامن مع مغادر 20 محتجزا من صنعاء صوب مطار الرياض، بينهم نجل وشقيق عضو مجلس القيادة طارق صالح.
وقالت مصادر مطلعة لـ "المصدر أونلاين" إن 48 أسيرا حوثيا وصلوا بعد الساعة الحادي عشر من صباح اليوم، الى مطار صنعاء الدولي، على متن طائرة خاصة بالصليب الأحمر، قبل أن تصل طائرة أخرى وعلى متنها 12 محتجزا، ضمن المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى، حسب ما أفاد متحدث رسمي باسم المنظمة الدولية "المصدر أونلاين"، ليبلغ عدد الحوثيين المفرج عنهم من الساحل الغربي حتى ظهر اليوم السبت 60 مقاتلاً.
في السياق قال متحدث الصليب الأحمر في صنعاء لـ "المصدر أونلاين" إن "طائرة للجنة الدولية أقلعت من مطار صنعاء متوجهة إلى مطار الرياض وعلى متنها 20 محتجزا".
وتحمل طائرة الصليب الأحمر المتوجهة الى الرياض، شقيق عضو مجلس القيادة طارق صالح ونجله عفاش المختطفين لدى جماعة الحوثي منذ عام 2017، إضافة إلى أسرى من التحالف العربي.
وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية (مستأجرة من الصليب الأحمر) قد وصلت الى مطار صنعاء، 120 محتجزا حوثياً، قادمة من مطار أبها الدولي جنوب السعودية، وفقا لما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالبعثة الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي آلاء نايل لـ "المصدر أونلاين" في وقت سابق، ليصل عدد الحوثيين الواصلين الى مطار صنعاء حتى الساعة 12ظهرا الى 160 حوثيا، لكن قناة المسيرة التابعة للميليشيا قالت إن الواصلين "213"، والمتبقي "137"، خلال الثلاث الرحلات.
الى ذلك قالت المتحدث الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان الطرابلسي، إن اللجنة الدولية تواصل لليوم الثاني عمليات نقل المحتجزين الذين لهم صلة بالصراع في اليمن إلى مناطق عدة داخل اليمن وإلى المملكة العربية السعودية.
وأضافت في تصريح خاص لـ "المصدر أونلاين": "أنه من المفترض أن تتواصل هذه العمليات التي هي تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى يوم غد".
وأوضحت طرابلسي "هذا هو اليوم الثاني من العمليات، ومن المفترض نقل المزيد من المحتجزين السابقين إلى مناطق داخل اليمن، من المخا إلى صنعاء، ونقل آخرين من السعودية إلى صنعاء ومن صنعاء إلى السعودية".
وعبرت المتحدث الإقليمية للجنة الدولية، عن أملها في نقل ما مجموعه نحو 900 محتجزا سابقا في نهاية العملية التي تشرف عليها اللجنة الدولية.
وستصل خلال الساعات القادمة رحلتين إضافيتين الى مطار صنعاء وعليها قادمتين من مطاري "أبها"، و"المخا"، وعلى متنهما حوالي 190 مقاتلاً حوثيا.
وأمس الجمعة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إكمال عمليات نقل 318 محتجزًا سابقًا لدى أطراف الصراع في اليمن، بين مطاري صنعاء وعدن، بينهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق اللواء ناصر منصور هادي.
ومن المتوقع أن يتم في المرحلة الثالثة والأخيرة والتي ستنطلق يوم غدٍ الأحد، نقل 106 أسير حوثي من مارب الى صنعاء، مقابل 88 مختطفا وأسيرا من صنعاء إلى مارب بينهم الصحفيون الأربعة المختطفون في سجون الميليشيا منذ سنوات والمحكوم عليهم بالإعدام، إضافة ثلاثة من أقارب نائب الرئيس السابق علي محسن صالح، وفق المصدر.
وتعد عملية التبادل هذه ثاني أكبر صفقة بين الأطراف اليمنية منذ بدء الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عام ٢٠١٤، سبقها إطلاق أكثر من 1000 مختطفا منتصف أكتوبر (2020)، أغلبهم من الحوثيين، والتي جاءت بعد جهود محلية وأممية ودولية مضنية استمرت لسنوات.
ومنذ أكثر من عامين تعثرت جهود متكررة لإبرام صفقة تبادل أخرى بين الحكومة والحوثيين، سواءً جزئية أو وفق مبدأ "الكل مقابل الكل"، حيث أنهار اتفاق جزئي وشيك عقب اجتماعات مكثفة في الأردن في رمضان الماضي، وذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري حوثي في جبهات القتال لاسيما نحو مارب، ورفض الميليشيا الالتزام ببنود الهدنة الأممية التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع أبريل 2022.
وفي مارس الفائت اتفق الفريق الحكومي مع وفد الحوثيين في سويسرا على الإفراج عن 887 مختطفا وأسيراً من الجانبين، بينهم الصحفيون الأربعة واللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي شقيق الرئيس السابق، وشملت الصفقة (706) مقاتلاً حوثياً تم أسرهم في جبهات القتال، مقابل 181 شخصا من المدنيين والقادة العسكريين الذين اختطفوا من منازلهم ومقار اعمالهم عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء، الى جانب سعوديون وسودانيون وقعوا في الأسر أثناء مشاركتهم في القتال ضمن قوات التحالف.
ولم تشمل الصفقتين الأخيرة والسابقة، السياسي اليمني محمد قحطان، المخفي قسرا منذ أبريل 2015 في سجون الحوثيين، واللواء فيصل رجب الذي أسرته الميليشيا في العام نفسه الى جانب الصبيحي أثناء العمليات العسكرية قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج.