2022/02/28
  • الكويت في أعيادها الوطنية.. نهجٌ أخويٌ وإنسانيٌ ملتزم تجاه اليمن وشعبه منذ عقود
  • تزامناً مع احتفالات دولة الكويت بالعيدين الـ 61 للاستقلال والـ 31 للتحرير في 25 و26 فبراير كانت جمعية الرحمة العالمية الكويتية تحتفل بالمناسبة مع جموع النازحين وذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة لحج جنوبي اليمن بتوزيع أكثر من 2000 سلة غذائية في فعالية تعكس نهجاً أخوياً وإنسانياً تاريخياً ملتزماً تجاه اليمن يجسده شعاره "الكويت بجانبكم".

    ويتفق غالبية اليمنيين في تقدير الدور الكويتي الداعم لليمن منذ عقود، فكما أسست الكويت أولى لبنات التعليم الأساسي والثانوي في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي وصولاً إلى تأسيس جامعة صنعاء، برزت خلال الحرب القائمة في البلاد منذ الوهلة الأولى عبر حملة "الكويت بجانبكم" التي دشنت عقب تحرير عدن من ميليشيات الحوثي.

    وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الجمعة، مهنئا الكويت بعيدها الوطني "نستذكر باعتزاز وامتنان المواقف المشرفة للكويت تجاه اليمن في مختلف الظروف والأحوال".

    وأضاف بأن الشواهد على الدعم الكويتي كثيرة وحاضرة بقوة في وجدان وذاكرة الأجيال اليمنية.

    ونشطت حملة "الكويت بجانبكم" التي قادتها الجمعية الكويتية للإغاثة بدعم أميري إضافة إلى الهلال الأحمر الكويتي وجمعيات أخرى، من خلال عشرات المشاريع الإغاثية، لكنها تجاوزت جهود الإغاثة إلى تأسيس مشاريع تنموية مستدامة تسهم في تنمية المجتمعات وتطبيع الحياة وتخفيف الأعباء عن كاهل الحكومة اليمنية في توفير الخدمات.

    خلال العام 2021 فقط أنجزت الجمعية الكويتية للإغاثة وحدها 28 مشروعاً حيوياً في قطاع التعليم شمل ترميم وتجهيز كليات ومعاهد تقنية ومدارس وإضافة فصول دراسية في ثماني محافظات يمنية ودعم مطابع الكتاب المدرسي في المعلا والمنصور بعدن، وفي المكلا حضرموت، إضافة إلى توزيع 30 ألف سلة غذائية، وتوفير مستلزمات الإيواء لنحو 5550 أسرة، وتجهيز مخيمين متكاملين لإيواء النازحين في مأرب.

    ووفقا لتقرير الانجاز، اطلع عليه "المصدرأونلاين" فقد دشنت الجمعية 15 مشروعاً للمياه في 7 محافظات يمنية، بينها مشروعان في محافظة إب، ومشروع مصنع الأكسجين في عدن، و7 مشاريع دعم سبل العيش التي تنوعت بين توزيع قوارب صيد ومكائن خياطة وعربات نقل (تكتك) وحراثات يدوية.

    وبالمثل دشن الهلال الأحمر الكويتي العديد من المدارس والوحدات الصحية ودور الأيتام في عدد من المحافظات اليمنية، فيما نفذت عشرات المشاريع من قبل جمعيات أخرى أبرزها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، والرحمة العالمية وجمعية الشيخ النوري الخيرية وجمعية النجاة وإحياء التراث الإسلامي، وتنمية الخيرية، عشرات المشاريع في التعليم والصحة والإيواء وأبرزها بناء مدن سكنية للنازحين في مأرب والحديدة، وبناء مجمع الكويت التربوي في سقطرى.

    وتعمل الجمعية الكويتية للإغاثة حاليا في مشروع مياه كبير في تعز بعد حفر سبع آبار ارتوازية ويشمل شبكة تمديدات والتجهيزات اللازمة لسد أكثر من ثلث احتياج المدينة المحاصرة من المياه، فيما تواصل تأهيل حقول مياه عدة في عدن ولحج وأبين يستفيد منها جميعاً ملايين اليمنيين.

    وتحضر الكويت بأياديها البيضاء بكل تلك المشاريع التي سرد التقرير بعضها، بالتنسيق الكامل مع الحكومة اليمنية ومختلف الجهات المعنية، لتقدم بذلك نموذجاً متميزاً في الدعم الانساني الذي يراعي الاحترام والسيادة للقرار اليمني دون أن يتجاوزه أو يمرر أياً من المشاريع بعيداً عنه، وهذا ما جعلها محل إجماع واحترام رسمي وشعبي.

    وقال منسق اللجنة العليا للإغاثة جمال بلفقيه في تصريح لـ"المصدر أونلاين" إن الكويت قدمت منذ القرن الماضي عطاءً متميزاً لليمنين شمالاً وجنوباً وأهمها بناء المدارس والمراكز الصحية وغيرها.

    وأضاف بأن الكويت ممثلة بأمير الإنسانية المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الجابر الصباح وخلفه من بعده الشيخ نواف الأحمد تدخلت بشعار الكويت بجانبكم الذي كان له معنى كبير في نفوس اليمنيين منذ بداية الحرب والانقلاب على الشرعية في مارس 2015 لتقدم آلاف السلال الغذائية والمواد الإيوائية لتخفف معاناة اليمنيين وتساعد النازحين والمتضررين من الكوارث الطبيعية.

    وأوضح أن التدخلات الكويتية أسهمت في تحسين الوضع الصحي من خلال تأهيل المراكز الصحية ودعم المستشفيات وذوي الأمراض المزمنة مثل محاليل الكلى والكوليرا وحمى الضنك وصولا إلى أزمة كورونا بتوفير أجهزة تنفس صناعي ودعم مراكز العزل وإنشاء مصنع أكسجين يصل إنتاجه إلى 400 إسطوانة يوميا وتستفيد منه 4 محافظات.

    وأشار إلى تنفيذ العديد من مشاريع المياه في كبرى عواصم المحافظات مثل لحج وأبين وعدن والضالع وتعز وشبوة وحضرموت وكذا تشغيل آبار بديلة بالطاقة الشمسية بمحافظة عدن وتأهيل حقل الروى الذي استفادت منه محافظتا عدن وأبين.

    كما قامت الكويت بإعادة تأهيل المعاهد والجامعات والمدارس وطباعه الكتاب المدرسي وتأهيل المطابع المركزية للكتاب المتضررة من الحرب كما عملت على تمكين مئات الشباب بمشاريع حرفية ومهنية بعد أن عملت على تدريبهم وتأهيلهم، بحسب بلفقيه منسق لجنة الإغاثة العليا في اليمن.

    وقال نائب مدير مكتب الجمعية الكويتية للإغاثة في اليمن الدكتور عادل باعشن لـ"المصدرأونلاين" إن " الكويت تميزت بالبعد الأخوي الصادق الذي لم يرتكز في يوم ما على مصالح أو قضايا معينة و هو ربما ما أعطى الكويت موقعاً متميزا تستحقه في قلوب اليمنيين".

    وأضاف بأن الكويت أسهمت بشكل فاعل في عديد مجالات منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ولربما أبرزها في القطاعين التعليمي والصحي فبنت عشرات المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية التي لها دور كبير في نهضة وتنمية البلاد.

    ولفت إلى استمرار الدعم الكويتي حتى ما بعد الحرب الأخيرة إذ كانت الكويت من بين أبرز الدول التي لبت نداء الإخوة من اليمن وبادر أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله بتخصيص منحة أميرية بمقدار 100 مليون دولار لتمويل المشاريع الإغاثية وتعزيز الجوانب التنموية في البلد.

    بدوره قال رئيس مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية رائد إبراهيم لـ "المصدرأونلاين" إن أيادي الكويت البيضاء امتدت لكل المحافظات اليمنية دون استثناء لتعكس بعمق شعارها الإنساني "الكويت بجانبكم "التي كان أهم ما يميزها أنها مباشرة وفورية ومتنوعة في الجانب الإغاثي والتنموي على السواء.

    وأضاف "لا يختلف اثنان في اليمن على وقوف الكويت قيادةً وشعباً إلى جانب اليمن منذ أكثر من خمسة عقود بمشروعاتها الشامخة في قطاعات الصحة والتعليم والطرقات وصولاً إلى السنوات الأخيرة التي أسهمت بمشاريع مستدامة شملت بناء وتأهيل المدارس والمرافق الجامعية وإنعاش وتعافي المستشفيات والمرافق الصحية والتدخلات المشهودة في قطاع المياه لتعزيز قدرات حقول المياه وتزويدها بمصادر الطاقة.

    وأشار إلى أن نحو 4 مليون و200 ألف شخص استفادوا من المشاريع التي مولتها جمعيات كويتية عبر مؤسسة التواصل خلال عام 2021 في قطاعات الصحة والمياه والتعليم والغذاء والإيواء والتمكين الاقتصادي وبالتعاون والشراكة مع الجهات الحكومية والسلطات المحلية في 18 محافظة يمنية.

    وأوضح أن تلك المشاريع وغيرها كان لها الأثر البالغ في تحسين ظروف وأوضاع اليمنيين وتخفيف آثار الأزمة الإنسانية الكارثية التي ما زالوا يعانون من موجاتها المتلاحقة.

    وختم تصريحه بالتأكيد على أن أيادي الكويت وعطاءاتها السخية تبقى محل تقدير وامتنان كل اليمنيين الذين ستظل ذاكرتهم محفورة بحب الكويت التي وقفت بجانبهم في أشد الأزمات وأحلك الظروف.

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news38081.html