
تتواصل المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية من جهة وبين ميليشيا الحوثي من جهة أخرى في عدة جبهات غربي محافظة مارب، حيث تشن الأخيرة هجمات مستميتة منذ أكثر من شهرين في محاولة للسيطرة على المحافظة.
وتدور المعارك في الأطراف الغربية لمحافظة مارب، إضافة الى جبهات أخرى على امتداد الحدود الإدارية للمحافظة مع محافظات الجوف "شمال" وصنعاء "غرب" والبيضاء "جنوب"، دون تغيير على الأرض.
وتعد جبهتا الكسارة والمشجح غربي مارب هما الأكثر اشتعالاً حيث تركز الميليشيا هجماتها عليهما منذ نحو شهرين، وسط صمود للقوات الحكومية، وخسائر من الجانبين، غير أن الخسائر البشرية للمهاجمين الحوثيين هي الأكبر، وفقا للأرقام التي يعلنها الجيش ووسائل إعلام الميليشيا.
ورصد "المصدر أونلاين" حتى أمس الأول الخميس، إعلان الميليشيا تشييع ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من عناصرها قضوا في جبهات القتال، يرجح أن جلهم سقطوا في مارب حيث القتال المحتدم، إضافة الى الغطاء الجوي الفاعل من قبل مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية.
واليوم السبت، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن "طيران تحالف دعم الشرعية دمر طقمين كان على متنهما تعزيزات في طريقها إلى مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة الكسارة غرب مارب، ومصرع جميع من كانوا على متنهما".
من جهته قال مركز سبأ الإعلامي إن غارة لمقاتلات التحالف دمرت مركز اتصالات لاسلكية في جبهة هيلان بمديرية صرواح غربي المحافظة، كما دمر سبع ناقلات جند محملة بالأفراد والسلاح كانت في طريقها لتعزيز مقاتلي الميليشيا في صرواح.
وأضاف المركز أن القوات الحكومية كسرت هجوماً للحوثيين في جبهة الكسارة بعد معارك عنيفة أسفرت عن مصرع أكثر من 20 مسلحاً حوثياً. ونقل عن مصدر عسكري أن اثنين من القناصة التابعين للميليشيا لقيا مصرعهما بنيران الجيش في جبهة صرواح خلال الساعات الماضية.
في غضون ذلك، تفقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفريق الركن صغير بن عزيز المواقع التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة في جبهات القتال، وقال خلال الزيارة وفق ما نشره المركز الإعلامي للجيش، إن المعركة التي يخوضها اليمنيون اليوم تمثل الجبهة الأمامية لكل العرب ضد أطماع طهران التوسّعية في المنطقة.
وثمن بن عزيز "الدعم والإسناد الذي يقدّمه تحالف دعم الشرعية في معركة العروبة والمصير المشترك"، مؤكداً "استمرار العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال حتى دحر أذناب إيران من كل شبر في اليمن واستعادة الدولة اليمنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية".
من جهته، أكد الناطق باسم الجيش، العميد الركن عبده مجلي، في إيجاز صحفي، أن الجيش الوطني يواصل العمليات القتالية والهجومية والدفاعية، ومنازلة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانيًا.
وقال مجلي إن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران التحالف، تمكنوا من كسر تسللات وهجمات المليشيا في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان في مارب، وتكبيدها مئات القتلى والجرحى في صفوف مقاتليها، بالإضافة الى تدمير عدد من الآليات والأطقم والعربات المدرعة واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
وأوضح وفقاً لما نشره "سبتمبر نت" أن الطيران المقاتل التابع للتحالف العربي شارك بفاعلية في تدمير تعزيزات المليشيا وآلياتها ودباباتها وعتادها القتالي، في مختلف الجبهات في المشجح والكسارة وهيلان، والجدعان وجبل مراد.
وقال إن الدفاعات الجوية للجيش أسقطت طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات وثالثة استطلاعية تابعة للمليشيا.
وأضاف أن المعارك "أثبتت أن مارب عصية وبعيدة المنال من ان تدنسها المليشيا الحوثية، وحشودهم وعناصرهم ذهبت الى محارق الموت، فمارب محمية بقوة الله أولاً ثم بجيشها الوطني ومقاومتها الشعبية وأبناء قبائلها الأحرار" كما قال.
وتابع: "ونتيجة لتلك الهزائم المستمرة على مختلف الجبهات القتالية لجأت المليشيا الحوثية إلى قصف المدنيين والنازحين في محافظة مأرب المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة بشكل متعمد وممنهج.. وهي أعمال مدانة وترقى إلى جرائم حرب وتخالف القانون الدولي الإنساني وهذا يعد تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات مجلس الأمن".
ولفت إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنت هجوماً معاكساً على عدد من المواقع كانت تتمركز فيها المليشيا الحوثية في جبهة الخنجر والنضود بمحافظة الجوف وتمكنت من تحرير عدة مواقع، وألحقت بالميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.