2018/06/02
  • اغتيالات وإعدامات وعبوات.. إلى أين تمضي الفوضى الأمنية في تعز في ظل استنساخ الإمارات ما حدث بعدن؟
  • تصاعدت الاغتيالات لجنود قوات الجيش خلال الأيام الماضية في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) بالإضافة إلى عبوات ناسفة انفجرت في عدد من الاحياء والمناطق في تطور تمارسه العصابات والفصائل المسلحة الخارجة عن السلطة المحلية في المحافظة التي تدور فيها الحرب مع ميلشيات الحوثي للعام الرابع على التوالي.

    وخلال الأيام الماضية شهدت مدينة تعز سلسلة من الاغتيالات استهدفت جنود عقب توقف الحملة العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة الفصائل المسلحة التي تعمل خارج السلطة المحلية كعصابات منظمة تستهدف عسكريين، بالإضافة إلى العبوات الناسفة وقبل ذلك تم استهداف خطباء معروفين، كل هذا بالتزامن مع محاولات لإعادة دور السلطة المحلية.

    وتلحق مدينة تعز بما يحدث في مدينة عدن (جنوب اليمن) حيث تنتشر عمليات الاغتيال وحالة الفوضى ضمن خطة الإمارات عبر القوات الموالية لها في المدينة، وتتشابه حالة المحافظتين حيث سبق أن حاولت الإمارات انشاء حزام أمني في المحافظة على غرار المحافظات الجنوبية غير ان الرفض الشعبي أوقفها، ويرى مراقبون أن أبو ظبي تحاول تعويض خسارتها في جزيرة سقطرى.

     

    اغتيالات وإعدامات وعبوات

    عُثر مساء الجمعة 25مايو/ آيار الجاري على ثلاث جثث لأفراد من قوات الجيش بتعز تم دفنهم سراً في منطقة الجمهور، وكان تم اختطافهم وتعذيبهم وإعدامهم من قبل مجاميع مسلحة خارج السلطة المحلية، وتعمل على تنفيذ تصفيات واغتيالات منذ أشهر.

    وفي 22 مايو/آيار الجاري تم العثور على أربع جثث جوار مبنى الاستخبارات بحي الجمهوري شرقي المدينة، يُعتقد أنها لجنود في الجيش والأمن تم إعدامهم وتصفيتهم، وخلال الأسابيع الماضية تم اغتيال جنود آخرين برصاص مسلحين مجهولين في عملية ممنهجة ومنظمة تستهدف الجيش ونشر حالة من الذعر في أوساطه.

    ودخلت العبوات الناسفة ضمن معركة العصابات المسلحة في مدينة تعز حيث انفجرت عبوتين ناسفتين، مساء الجمعة 25مايو/آيار جوار إحدى بوابات مقر الشرطة العسكرية، دون سقوط أي إصابات وحدث الانفجار عن بُعد من قبل الإرهابيين، وفي اليوم التالي أصيب مدنيين اثنين، إثر انفجار عبوة ناسفة، بأحد الأطقم العسكرية.

    واستهدفت العبوة ناسفة طقم عسكري تابع للقائد الميداني في القطاع السادس للواء 22 ميكا العقيد يوسف هائل بجوار منزله خلف سوق عبدة سيف بمنطقه بئر باشا بمدينة تعز، وأسفر التفجير عن إصابة مدنيين بينهم امرأة بالإضافة إلى تدمير الطقم بشكل جزئي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.

    تعقيدات أمنية

    وفي أول موقف رسمي على ما يجري في تعز قال السكرتير الصحفي لمحافظ تعز هشام السامعي “أن الوضع في تعز ليس كما تصوره وسائل الإعلام أو يتداوله بعض الناشطين” مشيراً “أن هناك تعقيدات على الواقع لابد من التعامل معها بحذر وحكمة حتى لا تذهب المدينة في طريق الحرب الداخلية”.

    وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك “أن خيار انضواء الجميع تحت سلطة الدولة أهون ألف مرة من أن تنضوي بعض القوى تحت مظلة غير مظلة الدولة، وكانت كل القرارات والتوجيهات التي صدرت تراعي حساسيات المرحلة وتنظر للمستقبل بحرص شديد”.

    وأشار السامعي “أن السلطة المحلية بدأت مسيرة بناء الأجهزة الأمنية من الصفر بعد أن دمرت الحرب كل امكانيات الأجهزة الأمنية وغابت أجهزة الاستخبارات والآن أصبح لدى أجهزة الأمن أكثر من 70 طقم عسكري وسرايا وكتائب أمنية ستتولى عملية تأمين المدينة بكاملها وفق خطة أمنية مدروسة”.

    وأوضح “أن السلطة المحلية ستمضي في تطبيع الحياة في كل المربعات والأحياء ضمن خطة تهدف إلى جعل تعز هي المحافظة الأولى في مشروع التحول نحو النظام الفيدرالي والأقاليم، وتستعيد دورها الريادي في التعليم والثقافة والصناعة والتجارة”.

    الثأر من الجيش

    وتتداخل أطراف مختلفة في حالة الفوضى الأمنية حيث تُتهم الفصائل السلفية التي يقودها أبو العباس والموالية للإمارات بالثأر من قوات الجيش والأمن والتي نفذت في وقت سابق حملة عسكرية لبسط نفوذ الدولة في عدد من الأحياء التي تسيطر عليها تلك الفصائل، لكنها توقفت ولم تنجز مهمتها بشكل كلي.

    وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر أسمه في حديث لـ”اليمن نت” أن حرب صامتة تجري في مدينة تعز من قبل فصائل مسلحة ضد أفراد الجيش في عدد من الألوية العسكرية حيث تعتبر تلك الفصائل أن الجيش يعمل ضدها وعلى إنهاء سيطرتها على بعض الأحياء والمناطق.

    وأضاف المسؤول “أن الحملة العسكرية لاستعادة مؤسسات الدولة أفقدت تلك الجماعات المسلحة سيطرتها على كثير من المباني وتحاول من خلال تنفيذ عمليات الاغتيال إلى الانتقام والثأر من قوات الجيش وزعزعة أمن المدينة”.

     

    دور أبو ظبي

    وزادت وتيرة الاغتيالات للعسكريين في مدينة تعز بشكل مكثف في سياق فوضى أمنية تديرها جماعات وعصابات مسلحة تدعمها الإمارات، والتي تحاول تعويض خسارتها بعد فشلها في السيطرة العسكرية على “جزيرة سقطرى” وما يجري في مدينة تعز هي إحدى المحاولات على استنساخ تجربة ما حدث بمدينة عدن.

    من جانبه يرى المحلل السياسي ياسين التميمي “أن الاغتيالات التي شهدتها مدينة تعز هي الحلقة الأحدث في مسلسل التآمر على الجيش والمقاومة الوطنيين في تعز انها الوصفة المميتة التي سادت في عدن وانهكتها وتحاول أبو ظبي فرضها على تعز”.

    وأضاف في حديث لـ “اليمن نت” ثمة دوافع أيديولوجية تتصل باحتقان أبو ظبي تجاه التكتل الوطني الصلب في تعز المناهض لمشاريعها التفكيكية ومخططها لعزل الشرعية عن سياقها الوطني وبعدها الميدان.

    وأشار التميمي “أن أبو ظبي اختارت أسلوب كسر الحلقة المغلقة عبر استهداف رجالات تعز وابطالها تماما كما فعلت في عدن؛ وهي من يوقف اليوم الحملات الأمنية التي أدركت انها تستهدف في المقام الأول التشكيلات الإرهابية المسلحة التي ترعاها هي في تعز وكلفتها بنسف مكاسب التحرير” لافتا “أن تلك التشكيلات تحولت الى خنجر مسموم يطعن المشروع الوطني في خاصرته”.

    تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط الخبر: http://yemensky.com/news24147.html