أهم الأخبار

احتفال السبعين رسالة الحوثيين السلالية تحت أعلام الجمهورية وأرض ملحمتها التاريخية

2017-09-21 الساعة 07:13م (يمن سكاي - الموقع بوست)

أتمت مليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء احتفالاتها اليوم بما تعتبره الذكرى الثالثة لثورتها والتي تصادف الـ21 من سبتمبر/أيلول، وهي تأريخ سقوط العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بيد الجماعة الحوثية المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام في صنعاء.

 

ثلاثة أعوام مرت منذ ذلك التأريخ تغيرت فيها وجه الخارطة اليمنية ومعالمها، وتبدلت فيها أوضاع الناس والتحالفات السياسية، والوضع الدولي والاقليمي، واستأثرت فيها الجماعة الحوثية على السلطة والثروة ومؤسسات الحكم.

 

ويأتي الاحتفال في ظل حرب مفتوحة يشنها التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وفي ظل جبهات عسكرية مفتوحة بين المليشيا الانقلابية والجيش الوطني في أكثر من جبهة داخلية باليمن.

 

ويعد هذا الاحتفال الأول من نوعه للجماعة الحوثية داخل ميدان السبعين، بعد أن ظلت تنظم فعالياتها في شوارع ومواقع أخرى في صنعاء، بينما نظمت فعاليتها هذا العام داخل ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة ومسكن الرئيس المخلوع "صالح"، بعد أن كان الميدان مغلقا لحزب "صالح" ومكاناً لإطلالته المستمرة منذ اندلاع الثورة الشعبية في فبراير/شباط من العام 2011م.

 

كانت آخر احتفالات "صالح" في ميدان السبعين في الـ24 من اغسطس/آب الماضي بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ظل يترأسه "صالح" منذ ذلك التأريخ حتى اليوم.

 

ويبدو ان الجماعة الحوثية أرادت من احتفائها في السبعين توجيه رسالة سياسية وعسكرية لشريكها في الانقلاب "حزب المخلوع" بأنها الأقوى على الأرض، وأن ما كان مقدسا بالنسبة لصالح في السابق لم يعد كذلك الآن، وهذا الأمر يفسره غياب حزب صالح عن الفعالية، وعدم تطرق وسائل الاعلام التابعة للحزب لفعالية الحوثيين، وامتناعها عن نشر اخبار الفعالية رغم التبادل الاعلامي المعروف بين وسائل اعلام الطرفين منذ تحالفهم قبل نحو عامين.

 

ويرتبط ميدان السبعين في أذهان اليمنيين كأسطورة ملحمية جسدها الثوار الاوائل في الستينات وهم ينتصرون لثورة الـ26 من سبتمبر، ويتغلبون على حصار القوات الامامية التي حاصرت صنعاء سعيا منها لوأد الجمهورية، واستمر ذلك الحصار سبعون يوما، ومن هنا جاءت تسمية المكان بهذا الاسم تخليدا لتلك التضحيات والملاحم البطولية.

 

في السبعين حضرت قيادات الجماعة الحوثية برأسيها ممثلة باللجنة الثورية العليا التي يرأسها محمد علي الحوثي، والتي ظلت مكان جدلا بين الجماعة وحزب المخلوع، والمجلس السياسي الاعلى الذي يرأسه القيادي في الجماعة صالح الصماد، إضافة الى رئيس ما يسمى بحكومة الانقاذ، وشخصيات سياسية من الاحزاب التي تدور في فلك الجماعة.

 

تحولت الفعالية الى فرصة لإرسال الرسائل للداخل والخارج من قبل قيادات الجماعة في الكلمات التي ألقيت اثناء فترة الاحتفال.

 

استعرض الصماد مسيرة جماعته منذ انقلابها عن الحكم، وهاجم اليمنيين المعارضين لهم، اضافة للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الامريكية، ودافع عن حق جماعته في اسقاط الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهي المبررات التي رفعتها الجماعة قبيل اسقاطها للعاصمة صنعاء في مثل هذا اليوم من العام 2014م.

 

الصماد الذي خاطب اتباعه المحتشدين بشعب الـ 26 من سبتمبر والـ  14 من أكتوبر والـ 21 من سبتمبر أكد ان المجلس السياسي الذي يرأسه بالتعاون مع حكومتهم سيواصلون الاصلاحات الادارية والاقتصادية ومعالجة الاختلالات في أجهزة الحكومة، وهي شعارات كما يقرأها سياسيون تتعارض تماما مع الحالة القائمة التي يعيشها الناس في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية.

 

وفي حين هاجم الصماد سياسة الحكومة الشرعية ونظام الرئيس هادي والاجراءات التي تم اتخاذها كنقل البنك المركزي الى عدن، ابدى استعداد جماعته للدخول في الحوار شريطة توقف ما يسميه العدوان.

 

اما رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي فقد قال في كلمة له بأن جماعته جمهورية، وهي رسالة أراد من خلالها الرد على من ينعتون جماعته بالامامية والملكيين الجدد.

 

في الحفل ألقيت كلمات أخرى، منها كلمة لرئيس حكومة الانقلابيين عبدالعزيز بن حبتور، وكلمة للأحزاب المنضوية في اطار الجماعة الحوثية ألقاها مجاهد القهالي المحسوب على التيار اليساري.

 

في الصعيد الآخر بدا الحفل الذي نظمه الحوثيون فعالية سلالية بامتياز استعرضت فيه الجماعة قياداتها وشخصياتها ورموزها التاريخيين.

 

تظهر الصور التي التقطت في ميدان السبعين ارتفاع صور عائلة الحوثي ورئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وصورا اخرى لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الرئيس المخلوع "صالح.

 

أطفالا يحملون شعارات الحوثي الطائفية، ولا يعلمون ماضي بلدهم التاريخي، ومستقبلهم الذي لغمته الجماعة بأفكارها السلالية ونزعتها الطائفية، وخيانتها للجمهورية، رغم اعلام الجمهورية التي ارتفعت داخل ساحة السبعين.

 

تعد الرسالة الاقوى التي ارادت الجماعة ارسالها للخارج بأنها اليوم الأقوى وجودا وحضورا وسيطرة، اما رسالتها للداخل فقد تمثلت باستئثارها على المشهد العام داخليا، ومضيها المنفرد باتجاه اهدافها، لكن ذلك لم يواري تطلعها نحو الحكم السلالي تحت ظلال الجمهورية، فالجماعة التي احتفت بذكرى ثورتها، جعلت من هذا الحفل ايضا احتفالا بعيد الثورة اليمنية الـ55 الذي يحل الثلاثاء القادم لتدفع عن نفسها أصابع الاتهام بإلغاء الثورة السبتمبرية.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص