2015/10/22
  • لا جديد في تعز سوى المجازر!!
  • كل يوم ومع كل نطفة دم تتماسك تعز من أطرافها الأربعة وتبصق في وجوهكم .

    تضم أبناءها الطيبين في حضنها الأمين ، الأحياء والميتين ، يرضعونها دما وترضعهم كبرياء وقوة ، فيما تبقى الكلاب الشاردة خارج المدينة إلى الأبد .

     

    لقد سجل التاريخ جرائم عديدة ومجرمين كثر ولستم أكثر من تكرار هزيل وسخيف وأحمق لمن سبقكم من النازيين والفاشيين والتتار .

    كل جرائمكم لم تعد تخيف حتى الصغار ، إن جرائمكم لم تعد تثير غير الاحتقار .

     

    تعلم تعز أنها قد أوجعتكم كثيرا

    فهي التي اختطت المشروع الوطني الكبير وبعثرت كل أوراقكم الكريهة وأسلمتها في فم الريح فصارت وصرتم هباء منثورا .

    تعز هي التي حولت صالح من رئيس دولة إلى قائد عصابة ، ومن زعيم إلى مجرم حرب ، ومن الرأس الأول في الدولة إلى المطلوب رقم واحد .

    تعز هي التي أسقطت وهم الإمامة ، وعرت أكذوبة الوصية ، وأحالت ملازم السيد الطموح إلى خرافة .

     

    ظل صالح يبني جدران عرشه ثلاثين عاما ، وحين أراد أن يجلس ابنه على الكرسي هزت تعز العرش وتحول الابن إلى جسد في المنفى .

     

    ظلت الإمامة تمد أغصانها الوقحة في الظل والظلام وتمتد كالأفاعي لتقتلع الثورة وتدفن العلم الوطني ، وكانت تعز تشعل المصابيح وتطرد صوت الفحيح بلحن النشيد الوطني فتتساقط الأكاذيب كأوراق الخريف تحت أقدام تعز .

     

    لقد أوجعتكم تعز حين ركلت تيجانكم برجليها ، حين سدت نافذة الزمن في وجه أوهامكم ، حين داس أطفالها الصغار على مشاريعكم كما داسوا على صوركم القذرة في كل الشوارع والأرصفة .

     

    إلى كل أبناء تعز

     

    توقفوا عن البكاء ، وعندما تفعلون اجعلوا البكاء بلا دموع ، لاتستجدوا أحدا ، لاتطلبوا التعاطف من أحد .

    حتى لو تخلى عنكم العالمون وتركوا مدينة النور وحيدة .

    كذلك كان الأنبياء ، وأن تولد في تعز يعني أن تولد كالأنبياء وتتعب كالأنبياء وتضيء كالأنبياء .

     

    يموت الناس في كل مكان ، غير أن أبناء تعز لايموتون من أجل لاشيء فالدم يعلم خارطة الطريق ، وفي تعز تسكب الدماء من أجل كل شيء على جدار الوطن .

     

    عند كل قطرة دم ستولد ثورة وجيش ، ومثلما

    اختارت تعز البداية فهي التي ستخط النهايات ، وستبقى في رحلتها الطويلة نحو السماء ،

    تمضي الى العلياء وتبني "في كل جرح حديقة " .

    ستبقى تعز

    لاتنزل من صهوة الخيل ولا تعرف الانحناء .

     

    كوني قوية يا تعز وحين تشعرين بالتعب هزي إليك بجذع صبر فهذا الجبل حينما يهتز يهز السماء .

     

    لاتبك يا تعز

    لاتمنحيهم فرصة لابتسامة .

    فقط ادفنى الشهداء ، ضمدي الجرحى ، خضبي يد مقاتليك بالدماء

    واطلقي الرصاص .

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art791.html