2015/06/25
  • همسة على قبر القشيبي، وعلى ضريح الوطن!
  • همسة.. على قبر القشيبي ، وعلى ضريح الوطن! 
    وفي هكذا يوم نتذكر فخامة الشهيد / حميد القشيبي. 
    نتذكره رغم أننا لا ننساه ، فمثله عصي على النسيان!
    أتدري يا حميد الاسم والفعل: 
    كل من باعوك من الذكور أضحوا نساءً من بعدك...
    ينتحبون ، ويولولون ، ويشقون صدورهم ، لم يعد بمقدورهم فعل شيء.. 
    أهانت المليشيات كرامتهم ، ووضع صبيان مران أحذيتهم المضمخة بالتراب ، وبلون دمك في أفواههم ، فلم يعودوا قادرين على شيء سوى تمني الموت ، والموت لا يعانق الجبناء مطلقاً !
    كل المشائخ والوجاهات والقادة وأصحاب الكروش المنتفخة ، كلهم أضحوا سراباً بعد رحيلك.. 
    وحدك كنت الماء الحقيقي ، أما سراب أولئك فقد تبخر بعد أن ظنناه شيئا ، حتى إذا حانت لحظة انكشاف الأقنعة لم نجده شيئا ، بل وجدنا الحوثي عنده ، والذل وكثير من الارتزاق والهوان ، وكل العار هناك!
    أتدري يا فخامة الشهيد: 
    لقد مر عام مذ رحلت ، عام توالت فيه أحداث كثيرة حتى بدا أشبه بألف عام ..
    عام ظهر فيه (قشيبيون) جدد ، ثاروا على مستنقع المليشيات الذي أرادوا جرنا اليه جميعاً ، هناك حيث ماء الوهن الآسن ، ومخلفات الزعيم الرجيم ، وفضلات السيد المعتق بنبيذ الحق الإلهي المزعوم!
    قشيبيون جعلوا من دمك عطراً يبدد كل روائح العفن ، وجعلوا من بقايا قدمك المكسورة مصدراً لاسترداد كرامة الوطن الكسير.. 
    الوطن الذي انكسر حين فرط بقدمك!!!
    يا فخامة العميد ، يا سيادة الشهيد: 
    هل سمعت عن الحسن أبكر ، حمود المخلافي ، الشليف، عادل القميري ، العرادة ، يوسف الشراجي... الخ 
    هؤلاء جميعاً وهجٌ من وهجك ، نورٌ من نورك..
    هؤلاء حصاد غرسك ، نبتوا من الأرض التي رويتها بدمك.. ورحلت!
    نحن لم نمت يا حميد ، لا زلنا نكمل دربك ، وإن غادرنا الحياة فلن نغادرها إلا على طريقتك!
    مات من خانوك ، وأُذل من بعدك من أرادوا إذلالك ، وجميع من باعوك بأثمان باهضة ، باعتهم أقدار الإله وتدابير الأيام بثمن بخس.
    ها نحن شباب وطنك الذي سعيت اليه نتلمس خطوك وخطاك ، نقتفي أثر قدميك أو بالأصح قدمك الوحيدة وعكازك ونسير إثرها في طريق الكرامة..
    نواجه قاتليك ومن تحالف معهم ، ونقدم أجسادنا قرابين لهذا الوطن العليل ، علّه يطيب!
    نحن لابسو الجينز وواضعي الجل على الشعر نثأر لك من قاتليك ، وننتقم أكثر من الخونة من عيال عمومتك ، من مشائخ العار الذين أصموا آذاننا بأصوات (تفاحيط) مواكب سياراتهم الفارهة ، وقتلونا بعنجهيتهم ومناطقيتهم المقيتة ، وبنظرات الازدراء التي كانوا يطالعوا بها أي برغلي.
    نحن البراغلة وبلا فخر نواجه قاتليك بشجاعة ، فيما بقي مشائخ قبيلتك ممن باعوك في منازلهم قيد الإقامة الجبرية ، بقوا مع النساء ، يحرسهم فتى من مران لا يتجاوز عمره العشرين ، يصرخ بهم كل حين: أسرعوا يا..... ، هاتوا الكعك حق المجاهدين!
    أدري انك ستحزن وانت تسمع أن كل اولئك المشائخ اقتصرت مهمتهم على إعداد الكعك لمجاهدي السيد ، مع النساء ، لكن لا تبتئس.. 
    إحزن فقط على النساء ، إذ كيف جلبوا لهن كل ذاك العار ليشاركهن إعداد الكعك.
    المهم ، نم بسلام يا سيادة العميد.. 
    نم وانتظر أخباراً تسرك ، أو افسح لنا مكاناً وانتظر وصولنا الى جوارك
    ليس ثمة خيار ثالث.

     

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art523.html