2020/09/10
  • الإصلاح ... رسوخ الثوابت وتعثر المتغيرات
  • عقود ثلاثة من عمر الزمن مرت على تاسيس التجمع اليمني للإصلاح وهي فترة زمنية ما زالت في طور البناء والتأسيس  بمقياس  حركة التاريخ لاكنها مرحلة تاريخية استثنائية مليئة بالأحداث والمتغيرات  والتحولات  العميقة والجذرية في بنية وهياكل المجتمع اليمني ستظل ارتداداتها وتأثيراتها ومآلاتها طويلة الأثر وعميقة التأثير في حياة اليمنين ربما لقرون  عديدة من عمر الزمن .
    لا يستطيع اي مهتم بالشأن اليمني ان يتجاهل هذه المناسبة او يعرج عليها بشكل عابر لأسباب عديدة أهمها ان الإصلاح فاعل رئيس ومؤثر في الشأن العام منذوا تاسيسه وحتى اللحظة الزمنية الراهنة وفي مستقبل البلد والإقليم .
    هذا المناسبة تستدعي  الوقوف على تجربة هذا التنظيم كتجربة بشرية رائدة  تنجح  احيانا و يعتريها القصور و الخطاء احاين اخرى  
      من خلال  الوقوف  على نجاحات وانجازات  هذا الحزب وبالضرورة التقيم الصادق لأخطاء واخفات التجمع بعين المنصف وبنظرة متجردة وصادقة كواجب وطني لان هذا الجسم الكبير والصلب في المنظومة الوطنية  هو فاعل قوي في مسار العمل الوطني في هذه اللحظة التاريخية الفارقةً  من  حياة الشعب اليمني العظيم  . 
    ولعل اهم وأفضل إنجازات الإصلاح تتمثل في التي :- 
    اولا : 
     الإنجاز الأكثر اشراقا والأهم وطنيا  بناء وتكوين قاعدة شبابية واسعة الانتشار  وصلبة البناء  مؤمنة بأهداف ومبادئ الإصلاح وعلى درجة عالية من المرونة السياسية والفهم المقبول لمعطيات الراهن السياسي واهم من كل ذلك الاستعداد الدائم للتضحية والفداء في سبيل الكرامة الوطنية ونصرة قضايا الشعب العادلة 
    ثانيا : 
    الثبات المكلف في القضايا الوطنية العلياء المتمثلة في النظام الجمهوري واحترام حقوق وحريات الشعب والدفاع عن تراب الوطن وشرعية الإجماع الوطني 
    ثالثا : 
     
    حقق الإصلاح درجة عالية من التماسك  التنظيمي والاستعصاء على الاختراق والتفريخ و صد كل عوامل الاغراء والترغيب ومقاومة الضغط والترهيب في ظاهرة متفردة على القوى السياسية اليمنية التي اثرت فيها تلك العوامل رئسيا وأفقيا وعلى كل المستويات .
    رابعا : 
    يقدم الإصلاح قضايا الوطن ومصالحه العليا على كل الاعتبارات الايدولوجية او التحالفات العابرة للحدود ويتمسك بتحالفات الضرورة الاستراتيجية الوطنية محليا واقليميا ودوليا كخيار استراتيجي غير قابل للمساومة مهما كانت تكلفته الجسيمة على الحزب 


    ويمكن رصد اهم إخفاقات وتعثرات الإصلاح في الآتي :- 
    اولا : 
    يقيد الإصلاح نفسه بجملة من المخاوف والمحاذير والحسابات  التي تنعكس على البطئ والتردد  في اتخاذ القرار وتقدير الموقف الصحيح والذي يفقد الحزب في كثير من الأحيان الاستفادة من عامل الزمن والمبادرة وتقليل التكلفة في المراحل الصعبة والحرجة  
    ثانيا :
      لا يملك الإصلاح قانون للتقاعد وآلية فاعلة لاختيار القيادات  وانتقال الخبرات والتجارب بين الأجيال وتغذية شرين القيادة ودواليب التنظيم بدماء شابة و جديدة قادرة على الفعل المؤثر والفاعل بدافع الحرص الصادق على مصلحة التنظيم 
    ثالثا :
     انعدام وجود إلية لفرز وتصدير القيادات المجتمعية والسياسية  والإدارية بما يحقق تغطية العجز الرهيب في القيادة على مستوى الوطن والذي يمثل اهم عوامل الإخفاق الذي يعاني منه الشعب اليمني في هذه الفترة التاريخية الحرجة على الرغم ان الإصلاح يملك الخزان البشري الضخم من الكفاءات والقدرات الوطنية 
    رابعا :
     الجمود غير المبرر في استمرار التحالفات الجامدة والمقيدة لحركة الفعل الوطني فالإصلاح  لا يملك المرونة المطلوبة  في تغير  التحالفات السياسية حيث يظل حريص على التحالف بشكل مواثيق صنمية لفترات طويلة  تفقده ومعه الوطن من الاستفادة من الكثير من الفرص التاريخية  وتأخر حركة الفرز الوطني نحو الثوابت الوطنية الجامعة 

    لا يتسع المقام لسرد كل إنجازات الإصلاح او الوقوف على كل أوجه القصور البشري الذي رافق تجربته لكن اجمالا يجب على كل القوى الوطنية والفاعلين المحبين لليمن والمؤمنين باليمن الجمهوري الاتحادي ودولة المواطنة المتساوية والعدالة الكاملة ان يصطفوا مع الإصلاح في المشروع الوطني الجامع 
     حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه ،،،،

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2427.html