2019/07/30
  • ثقافة الحوثي الدخيلة وخطرها على المجتمع اليمني
  •  

    من نافل القول إن عوامل القوة في مجتمعٍ ما، هي الثقافة التي يتميز بها ذلك المجتمع عن سائر المجتمعات؛ وهذه الثقافة هي وليدة عادات وتقاليد ومبادئ وبيئة محاطة به و متجذرة واصيلة؛ فهي مصدر النفوذ والقوة؛ كونها تمثل خصوصية ذلك المجتمع. 

     

     لكن يمكن محو الثقافة المتجذرة والقضاء عليها وضرب عوامل القوة؛ من خلال إدخال الثقافات والافكار الدخيلة، لطمس هوية المجتمع.. وبالطبع فإن هذه الافكار الهدامة ستخلق حالة من عدم التوازن الاجتماعي وصراع العقول وهدم الروابط الوثيقة بين الأجيال والطبقات الاجتماعية، وهنا تتولد ثقافة جديدة ودخيلة على المجتمع  تُخالف عاداته وتقاليده، وتعمل على سلخ الفرد عن مجتمعه.

     

    قريبًا من الحرب العسكرية التي تخوضها ضد اليمنيين .. تخوض المليشيات حرب أخرى أخطر وأعمق وهي الحرب الفكرية.

    ذلك ان الحرب ستضع أوزارها ذات يوم، غير ان الأفراد الذين حقنتهم مليشيات الحوثي بالدورات والمناهج الطائفية سيظلون خطرًا عابرًا للأجيال وقنابل موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة !

     

     إن ‏تجريف #الوعي الذى تمارسه مليشيات الحوثي من خلال غرس ثقافة دخيلة على جيل ناشئ واستبدال الثقافة بثقافة أخرى وفرض فكر طائفي سلالي، وتعديل المنهج الدراسي في المدراس والجامعات لتستبدل به ملازم السيد، اضافة الى نشر التعبئة العامة بين اوساط الشباب، وفتح مراكز صيفية وترديد شعارات #حوثية، هي فكرة حوثية صفوية تصفوية  لمسخ هوية المجتمع وتكريس ثقافة دخيلة تعزز من نفوذهم السلطوي للسيطرة على اليمن وخلق مجتمع وجيل مدجّن  او عقائدي موالٍ لهذه الإيديولوجية يصعب التعايش معه. 

     

    إنّ تكثيف مليشيات الحوثي للانشطة الثقافية هو جزء آخر من معركة المليشيات الهدامة ، له ابعاده السياسية والاجتماعية والفكرية والاستراتيجية لخدمة مشروعها الطويل، وتعمل من خلاله على الاستمرارية في الحشد الطائفي الى جبهات القتال وضمان حق الولاية والمناصرة وإعادة الإمامة في صورة حكم الحوثيين ، وفرض امر واقع استبدادي لا يسمح للمجتمع اليمني باعتراضه او التعبير عن حقه في التداول السلمي للسلطة التي صارت حكرا على البطنين بتفويض إلهي حسب زعمهم! 

     

     

      ان الثقافة الدخيلة في اماكن سيطرة مليشيات #الحوثي ومحاولة التغيير الديموغرافي لهذا المجتمع؛ سينتج عنه مخاطر مستقبلية كبيرة اجتماعية اهلية واسرية وسياسية، اضافة الى سلخ الفرد عن الهوية الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، و القضاء على حرية التعبير و الآراء والتعددية السياسية اليمنية والارتهان للخارج ونشوء الهويات الصغرى.

     

     وسيولد من هذه الثقافة دون شكّ مجتمعا مفخخا بالأفكار الطائفية والمناطقية تؤثر سلبا على هوية الدين والعقيدة والتعليم في جيل اليوم ، وسيكون من الصعب على الشرعية او التحالف العربي  مواجهة او محو واجتثاث هذه الثقافة في قادم الايام او التعافي من هذه الأفكار الهدامة، ان لم تفطن لخطورة هذه المعركة اليوم وتُعدّ لها عدّتها .

     

    و لذا يتوجب على  التحالف العربي وقيادات الحكومة الشرعية ادراك تنامي مخاطر الثقافة #الحوثية التى تحاول توسيع الفكر الطائفي و فرضه على المجتمع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو امر خطير قد يهدد مستقبل اليمن ويضع امنه على كفّ عفريت يهوي في مكان سحيق، بل ويعرّض استقرار وأمن المنطقة برمتها للخطر..  وهنا يجب التصدي لهذه الثقافة السلالية بحزم ، وذلك من خلال الإسراع بالحسم العسكري و العمل على دعم وتقوية الجبهات بالسلاح وإنهاء الإنقلاب وقطع يد المشروع الفارسي الايرانية والبدء في وضع خطط استراتيجية لمقاومة ودحض الفكر السلالي الاستعلائي الذي انتهجته المليشيا طيلة سني الانقلاب.

     

    وعلى الاحزاب السياسية ان تلتفّ حول نقاط الاتفاق التي تجمعها - وهي كثيرة - وأن تمتّن مشروع الاصطفاف الوطني وتعمل على ادراك التباينات والخلافات ايضا والعمل على تجاوزها في ظل الانقلاب الذي يهدد اليمن برمّته، فالخلافات ان لم تعقلن فإن من شأن ذلك ان يطيل في امد المعركة وابقاء الحركة الحوثية شوكة في خاصرة اليمن  عبر الاستمرار في غرس هذه الثقافات المنحرفة التي تعمل لها  على قدمٍ وساق في اوساط مجتمعنا، وهو ما سيزيد الأمر تعقيدا ، وهنا لا مناص امام اليمنيين - أفرادا وكيانات - من توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والتقارب بشكل ايجابي والتلاحم في جبهات القتال تحت إطار الشرعية ودمج كل التشكيلات العسكرية تحت قيادة وطنية واحدة؛ من اجل استعادة الدولة والجمهورية وكرامة وعزّة الإنسان اليمني.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2300.html