2019/02/11
  • فداء فبراير
  • على حافة ساحة التغيير بصنعاء وفي ليلة باردة، كان يردتي "فداء" معطفه الوحيد ويستمع إلى صوت الوطن ايوب "اهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يُذَلُّ".
    لم يترك فداء مسيرة إلا وشارك فيها، فكان صوتاً ثائراً، ومسعفاً وطبيباً ورساماً وبائع ورد.
    فداء لم يغادر الساحة حتى حققت الثورة أول أهدافها بتسليم صالح السلطة لنائبه وبدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي كان أهم انجازات ثورة الشباب.
    فداء عاد إلى حقله في الريف بعد أن شهدت البلاد استقراراً نسبياً، وبعد أكثر من عام وأثناء حرثه لأرضه وصلت إليه رسالة من أحد رفقائه في الساحة يخبره أن عمران سقطت في يد "الشريك الغادر".
    لم يحبط فداء من هذا الخبر، وكان أمله كبير بقيادات الدولة ومؤسساتها العسكرية الضاربة التي كانت تتمركز في صنعاء ومحيطها.
    ظل يأمل حتى سقط أمله وأمل اليمنيين أجمع بسقوط صنعاء في يد الأئمة الجدد في أواخر العام 2014.
    قرر فداء الالتحاق بمقاومة مأرب بعد أشهر من صمود هذه القبائل في وجه الحوثيين.
    قاتل فداء بروح الشريك المغدور به، وببسالة الفارس المحاط بمئات المجرمين الاعداء.
    وبعد حياة نضالية في رمال وتباب وجبال مأرب ونهم، وبعد مشاركته الانتصارات من أسوار مأرب وحتى جبال نهم، اهدى الثائر "فداء" الوطن روحه الشبابية وسقى أرضه بدمه الطاهر برصاص شريك الثورة وعدوها.
    فداء صنع نصراً سلمياً في النضال الثوري الشبابي، وصنع نصراً عسكرياً في الكفاح المسلح، وهذا هو قدر ثوار فبراير ووسام فخرهم، فكلهم اليوم "فداء" لتراب هذا الوطن.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art2247.html