أهم الأخبار

هل سترضخ السعودية للضغوط الدولية بالتخلي عن سوريا مقابل التحكم بمصير اليمن؟!

2015-09-26 الساعة 08:26م (يمن سكاي - متابعات)

مع تفكك بنية جيش النظام السوري، وخلخلة نظام بشار الأسد وتهديده بالانهيار من قبل المعارضة السورية، عقب تقدمها العسكري الملحوظ، بدأت إيران وروسيا تهرولان بحثًا عن حل سياسي في سوريا مستخدمة الورقة اليمنية لمقايضة السعودية عليها، بحسب مراقبين، فهل تقبل الرياض بتغيير موقفها تجاه الأزمة السورية مقابل حلحلة الأزمة اليمنية وتأمين حدودها وأمنها القومي من ناحية الجنوب، وإنهاء الحرب المستمرة في اليمن لأكثر من أربعة أشهر؟.

سيناريوهات محتملة بشأن الموقف السعودي

هناك عدة سيناريوهات محتملة بشأن الموقف السعودي تجاه هذا الملف الشائك والحرج، والذي يشهد حالة من السيولة وقدر من السرية، ويظل ملف مصير نظام بشار الأسد مطروحًا بقوة على طاولة المفاوضات، وحتى الآن تبدي السعودية تمسكها بموقفها الأخلاقي بعدم دعمها بقاءه، إلا أنها في الوقت نفسه تردد مقولة البحث عن حل سياسي لم تتبلور ملامحه بعد فترة طويلة، تصدر فيها بعض الأوساط السياسية الحديث عن حل عسكري وعاصفة حزم على غرار اليمن.

 

وتتعدد السيناريوهات المحتملة، ومنها مقايضة السعودية على بقاء الأسد مقابل انفراجة لصالح الرياض باليمن، إلا أن تقدم المقاومة الشعبية اليمنية والمعارضة السورية تعزز موقف المملكة التفاوضي، باعتبار انهيار الأسد والحوثيين مسألة وقت، كما أن الأمن القومي السعودي يقتضي عدم تمكين إيران من سوريا ببقاء بشار، وهنا يبرز ما يسميه محللون حلًا براجماتيًا آخر بتقسيم سوريا، ومنح بشار جزءًا من سوريا بتأسيس دويلة علوية.

 

تطورات متسارعة شهدتها الساحة السورية القتالية بتقدم المعارضة، في الوقت نفسه تخشى إيران من انهيار نظام الأسد الذي تعده الحليف الأول لها بالمنطقة وأحد مرتكزات قوتها، كذلك وعدت إيران بالمساهمة في حل أزمات المنطقة عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني، حيث تشهد طهران منذ توقيعه حراكًا سياسيًا كبيرًا تجاه دول الخليج، وتقدم مبادرات لحل الأزمات العالقة ومنها الأزمة في سوريا.

 

طغيان الحلول السياسية.. مساومات أم مفاوضات؟

نشرت وكالة فارس الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ما وصفته بتفاصيل المبادرة الإيرانية بخصوص سوريا، ونقلت عن مصدر إيراني تفاصيل المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية وتعديلاتها، وتتضمن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الاثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.

 

ثم كشفت وكالة تسنيم الإيرانية، عن تفاصيل الاتفاق المتوقع بين الأطراف اليمنية المتنازعة، بناء على المحادثات الجارية في العاصمة العمانية مسقط. ووفقا لتوقعات مصادر مطلعة، نقلت عنها الوكالة الإيرانية، فإن المباحثات الجارية في مسقط، "قد تفضي إلى التفاهم حول أهم النقاط والمرتكزات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سياسي شامل بين مختلف القوى السياسية في هذا البلد".

 

ويثار التساؤل الشائك: هل هناك علاقة بين اتجاه وسعي إيران للتوصل لحلول سياسية في اليمن وسوريا بموقف السعودية، أو مقايضتها، أو التفاوض معها بشأن الملفين في إطار حزمة واحدة؟.

 

لا دور لبشار بمستقبل سوريا

في رده على ما يتردد من تغير الموقف السعودي تجاه الأزمة السورية قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس السبت: "إنه لا يوجد دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا"، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي باولو جنتلوني في روما، أضاف الجبير :"نحن نعتقد أن بشار الأسد بقلته نحو 300 ألف شخص من شعبه، وجعله قرابة 12 مليونًا لاجئين ونازحين، وتدمير الدولة، فإنه فقد كل شرعيته، وليس لديه أي دور يلعبه في مستقبل سوريا".

 

وتابع: إن "الطريقة الوحيدة في سوريا، هي الحل السياسي، وذلك عن طريق تطبيق بيان جنيف 1، وذلك بإقامة حكومة انتقالية تشمل مجموعة من الأطياف السورية وصياغة دستور جديد، والتحضير للانتخابات"، وأكد أن هذه الحكومة يجب أن تكون "فاعلة ولا تتضمن بشار الأسد"، مشددًا على أن حل الأزمة السورية سيكون سياسيًا، وإن لم يحدث سيكون هناك حسم عسكري.

 

قلق من احتمال انهيار بشار

الأوضاع الميدانية تشير إلى تعزيز موقف الرياض التفاوضي بشأن الملف السوري، ويقلل من احتمالية تقديمها تنازلات كبيرة، ويؤكد ذلك تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بقوله إنه لمس تغييرًا في الموقف الروسي والإيراني تجاه الرئيس السوري، بشار الأسد، الأمر الذي قد يسرع الحل السياسي للأزمة السورية.

 

ونقل الصحفي روبن رايت الجمعة، الذي يعمل في مجلة نيويوركر، تصريحات أدلى بها أوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عدد من الصحفيين من كاتبي الافتتاحيات، وقال إن الرئيس الأميركي أعرب عن اعتقاده بـ"أن هناك نافذة فتحت قليلًا لإيجاد حل سياسي في سوريا"، وذلك "لأن روسيا وإيران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لصالح الأسد.. وأن موسكو وطهران لا تتأثران كثيرًا بـ(الكارثة الإنسانية) المستمرة في سوريا منذ أعوام، إلا أنهما قلقتان بالمقابل من احتمال (انهيار الدولة السورية)".

 

تقدم المعارضة السورية

وتعزز التطورات الميدانية بسوريا موقف السعودية، وتقلل من أي تنازلات محتملة مقابل تحسين وضعها باليمن، حيث أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد، في تصريح صحفي في نهاية يوليو الماضي لقناة الجزيرة، مستندًا إلى معطيات ومراكز صنع قرار، أن التقدم العسكري للمعارضة المسلحة نحو الساحل السوري جاء بضوء أخضر- إن صح التعبير- من الجهات الداعمة للثورة السورية، ومن قوى إقليمية.

 

وأوضح أن تقدم المعارضة المسلحة والانتصارات التي حققتها على عدة جبهات يعود لتوحدها، ولعامل الخبرة والاحترافية التي اكتسبها الثوار منذ دخولهم في معركة مع النظام، في مقابل ما عده ضعفًا وخلخلة بنيوية هذا النظام، وبحسب القائد بجيش الفتح التابع للمعارضة السورية أبو عبيدة، فإن الثوار يخوضون معاركهم ضد قوات النظام بهدف إسقاط هذا النظام ورئيسه بشار الأسد.

 

وقال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مراد، في نفس المنحى: إن هناك "إعادة تموضع لخريطة الشطرنج السورية"، بمعنى أن تقدم المعارضة المسلحة يأتي ضمن خطة إقليمية دولية، وذكر في السياق دخول تركيا في مواجهة عسكرية مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بهدف خلق منطقة آمنة، والسماح للمعارضة بالتقدم في مناطق محصنة.

 

السعودية لن تتجرع السم في سوريا

وعزز تصريحات "عادل الجبير" ما يراه الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، في مقال له نشر أمس السبت، بأن المملكة لن تتجرع السم في سوريا، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي تعرض للتشويش خلال الأسبوع الماضي، بين تسريب أن الاستخبارات الروسية رتبت لاجتماع بين مسؤولين سعوديين وسوريين بارزين، للمرة الأولى منذ حلت القطيعة بين البلدين نهاية 2011، فبنى عليها محللون سيناريوهات مفادها أن المملكة ستتخلى عن الشعب السوري في معركته من أجل الحرية، إلى قائل إنها بصدد عقد صفقة مع إيران بوساطة روسية وقبول أميركي، مقتضاها «سوريا مقابل اليمن»، وقد نفى السفير السعودي في مصر أحمد القطان كل ذلك.

 

تسريب لقاء جدة

بدوره حلل الكاتب خالد الدخيل في مقاله بصحيفة الحياة اليوم الأحد، بعنوان "لماذا حصل لقاء جدة؟" ملابسات اللقاء بين مسؤول الجهاز الأمني للنظام السوري، علي المملوك، مع مسؤولين سعوديين في مدينة جدة، موضحًا أن "الفارق الرئيس بين التأخر السعودي والمسارعة السورية في كشف تفاصيل لقاء جدة، فكرة أنه كانت هناك مبادرة حصل على أساسها اللقاء، كما تقول الرواية السعودية... تقول السعودية إن الفكرة الرئيسة للمبادرة تمحورت حول ترك تقرير مصير الرئيس السوري للشعب السوري من خلال انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة. ولضمان هذه الصيغة اقترحت السعودية خروج كل الأطراف الأجنبية من المشهد السوري، بما فيها الميليشيات التي تتبناها وتسلحها إيران، لجعل الحل السياسي المنشود سورياً خالصاً".

 

حراك سياسي بموسكو حول الملف السوري

قد تحسم اللقاءات السياسية القادمة حول الملف السوري بشكل واضح مواقف جميع الأطراف، فهناك حراك سياسي حوله، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس السبت، أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سيزور موسكو الثلاثاء المقبل، لمناقشة مسألتي النزاع في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وكان الوزيران التقيا في قطر في 3 أغسطس الجاري، خلال اجتماع ثلاثي مع نظيرهما الأميركي جون كيري، هيمن عليه الوضع في سوريا، فيما يجري رجال الأسد وأبرزهم وليد المعلم وزير الخارجية، جولات مكوكية في محاولة لإنقاذه، حيث زار إيران ثم سلطنة عمان، وكشفت صحيفة "السفير" اللبنانية الجمعة، أن وزير خارجية سوريا وليد المعلم سيتوجه الاثنين المقبل إلى موسكو.

 

*المصدر: شؤون خليجية

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص