أهم الأخبار

الرئيس هادي: مصممون على الحل العسكري

2017-09-12 الساعة 02:13ص (يمن سكاي- حواره محمد جميح )

عندما تلتقي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كصحافي يصعب عليك أحياناً أن تأخذه إلى الزوايا التي تريد منه أن يغطيها، يأخذك هو على العكس إلى حيث يريد، ويمرر رسائله التي ينتقيها لإيصالها لمن يريد، وتذهب معه في عمليات سرد طويلة للتاريخ، وإسقاطات على الواقع، حيث يبدو الرئيس اليمني محبا للتاريخ: قراءة وسرداً. يتحدث هادي عن خلاصات تجاربه، فيقول إنه وهو شاب قرأ أن الإنسان في رحلته الحياتية يصل إلى قناعات مغايرة تماماً لقناعاته التي رسخها قبل أن يتجاوز الخامسة والثلاثين. ويذكر أنه قرأ كتاب «كفاحي» لهتلر وهو في الخامسة والثلاثين، وأنه خط على هوامش بعض صفحاته ستة عشر قناعة كان يعتقد صحتها، ثم بعد مرور عشرات السنين عاد إلى قناعاته التي سجلها على هوامش الكتاب، لكنه ـ كما يقول ـ بعد كل تلك السنوات لم يعد مقتنعاً بأكثر من اثنتين منها. يرى هادي الذي استقبلنا في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض أن ما يجري في اليمن يرجع في الأساس إلى غياب العدالة والمساواة، ولوجود أفكار مضمونها أن هناك «مركزا مقدسا»، وأن هناك يمنيين مقدسين فيما بعض المناطق وبعض اليمنيين غير مقدسين، وهي أفكار يجب مكافحتها. يقول الرئيس اليمني: مشكلتنا مع الحوثي تتمثل في أنه يرى أن معه أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه، وهنا كيف تتفاهم ـ سياسياً ـ مع رجل يرى أنه مكلف من الله، ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية. هل تقصد مقولة «الحق الإلهي» التي بموجبها يعتقد الحوثي انه أحق بالسلطة من غيره؟ نعم. الحوثي يرى أنه مقدس، ونحن نرى أننا كلنا «عيال تسعة» من المهرة إلى صعدة، ولا أحد أفضل من أحد. واتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خصومه الحوثيين بأنهم يحملون مشروعاً دينياً يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين، مكرراً اتهامهم بالارتباط بإيران. وشدد هادي في الحوار على أن «الدولة الاتحادية» هي المخرج من الحروب والانقلابات التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسين سنة حسب تعبيره. مؤكداً على أن الحل العسكري بات مطروحاً بقوة بعد رفض الحوثيين لكل الحلول السلمية. واتهم الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقيام بالانقلاب من أجل إجهاض مشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها تقضي على طموحاتهم في الانفراد بالسلطة والثروة. وأكد أن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي» الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي والذي يطالب بعودة دولة الجنوب، ما قبل عام 1990، يعتبر في حكم المنتهي، وأن مخرجات الحوار الوطني قد أنصفت القضية الجنوبية وضمنت حلها. وذكر أن إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دعم الحوثيين الذين ذكر انهم ينقضون اتفاقاتهم مع الحكومة بناء على تعليمات من طهران، مجدداً اتهام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإدخال الحوثيين صنعاء. وذكر أن هناك تنسيقاً ضمن التحالف العربي لضبط الأمن في المناطق المحررة، مؤكداً أن عدم رغبة بعض الأطراف في إحراز تقدم عسكري في تعز يحسب على مكونات معينة هو ما يعيق تقدم المعارك في تعز. وأكد الرئيس اليمني أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن منعت إعلان إفلاس البنك، ومن ثم انهيار الدولة في اليمن، متهماً الانقلابيين بمنع توريد إيرادات المناطق التي تحت سيطرتهم للبنك المركزي في عدن. الدولة الاتحادية ٭ قلت للرئيس: كيف يمكن تحقيق ما تدعو إليه من عدالة ومساواة في إطار الدولة الواحدة؟ ٭ «الدولة الاتحادية» كفيلة بذلك، وهي مشروعنا الذي ندافع عنه، وهي التي تم التوافق عليها ضمن مخرجات الحوار الوطني، والمطالبة بها هي السبب في الانقلاب الذي قام به الحوثيون وعلي عبدالله صالح، والذي كان السبب وراء الحرب الدائرة حالياً في اليمن. ٭ لماذا؟ ٭ لأن القوى المتسلطة في المركز تريد أن تظل مسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية وسلطتها السياسية، وإقرار النظام الاتحادي يقضي على طموحات تلك القوى في السيطرة والاستحواذ على السلطة والثروة، لأنه نظام يجعل أهل كل إقليم يتحكمون بثرواتهم ويحكمون أنفسهم بأنفسهم بعيداً عن تسلط المتسلطين في المركز، ولذلك أشعل هؤلاء المتسلطون الحرب، وتحالفوا مع جماعة الحوثي الطائفية التي لها ارتباطاتها الخارجية للقضاء على طموحات اليمنيين في الدولة الاتحادية. ٭ كيف جاءت فكرة الفدرالية ونظام الأقاليم؟ ٭ أنا أفضل تسميتها «الاتحادية»، لا الفدرالية. ٭ لماذا؟ ٭ لأن البعض ـ في اليمن ـ ينفر من كلمة «فدرالية»، وقد كنت أفكر دائماً وأنا شاهد على تاريخ من الحروب والصراعات أن «الدولة الاتحادية» ستكون حلاً لمشاكل اليمن، وناقشنا الفكرة مع مسؤولين ألمان، وأرسلنا بعد أن توليت الرئاسة ـ وأثناء الحوار الوطني ـ مبعوثين إلى ألمانيا لبحث الموضوع مع الألمان، بحكم خبرتهم في الأنظمة الاتحادية، ثم ترسخت الفكرة، وتم تطويرها من خلال نقاشات مؤتمر الحوار
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص