2017/05/25
  • السعودية ومعارك الامبراطورية
  • السعودية تلعب لعبة خطيرة جدا جدا

    اذا نجحت ستجعلها دولة المنطقة الاولى واذا فشلت سيختلط الحابل بالنابل

    ملوك السعودية لا يريدون منافس في المنطقة فقد اختفت العراق ولحقت سوريا ومصر تحتاج على الاقل  عقدين في حال الاستقرار لتعود آلى مكانتها بسبب سياسات مبارك

    والسيسي التي افرزت مشكلات داخلية عميقة وازمات كبيرة لن تخرج منها بسهولة الا اذا كان هناك توافق داخلي

     ولا مؤشر حتى الان ان الجيش يمكن ان يتنازل عن نزعة الاستكبار او يتجاوز عقدة الفرعونية ليتنازل من اجل توافق داخلي يغلق ملفات الصراع الداخلي ويعيد ترتيب السياسة المصرية والتنموية والخارجية لتستعيد مصر دورها الريادي

     ايران هي أيضا تشهد واحد من أسوأ فصول المواجهة بعد إستنزافها في سوريا وإغراقها في مشاكل داخلية توشك ان تتفجر في عرض البلاد وطولها

    تركيا ليست افضل حالا  فالألغام التي تتفجر في طريقها من العيار الثقيل وتسببت في انهيارات جيوسياسية راكمت خطوط عازلة الى حد تحجز الاندفاع التركي تجاه المنطقة

    اردوغان يجد نفسه منغمسا اكثر في ملفات الأكراد وسوريا وايران المتوحشة التي تفسد كل شيء كما ان تداعيات الانقلاب لم تنته ولم تمر بسهولة

    واعتقد أن هذه عوامل مهمة تؤجل الرغبة التركية في زيادة مساحة العمل الدبلوماسي والسياسي القيادي في العالمين العربي والإسلامي كما ان الاتراك سينشغلون اكثر لبناء قدراتهم استعدادا للتحول المنتظر العام ٢٠٢٣ م موعد انتهاء مائة عام تعيشها تركيا رهنا لاتفاقية مقيدة فرضها البريطانيون وحلفاءهم المنتصرون في الحرب العالمية الاولى

    وهذا قد يكون من العوامل التي تساعد السعودية على محاولة التفرد بزعامة المنطقة وربما العالم الاسلامي

    يبدو ان الرياض لم تكتفي  بهذا لكنها خططت للإجهاز ايضا على كل خطاب ينافسها الزعامة الدينية والحضور التنظيمي

    تريد منطقة خالية من اي مستوى من مستويات العمل الموازي فكريا او سياسيا او تنظيميا

    و قررت ان تجعل الاخوان هدفا لها ستخوض معركة متعددة الأبعاد في مواجهتهم غير ان ابعاد هذه المعركة مفتوحة من جهة وغير قابلة للقياس من جهة اخرى لان الاخوان ليسو دولة ولا نظام

    نعم هم تنظيم دولي قوي متين متجذر وهذا الجزء يمكن ان يكون هدفا للضربات اذا استطاعت السعودية والإمارات حشد العالم او بعضه في معركتهم ضده لكن البعد الاخر في الاخوان انهم فكرة عابرة تتجاوز الحدود تنتشر  ولها مؤيدون وانصار

    بالتأكيد سوف تشكل إستراتيجية محاصرة الاخوان سياسيا واعلاميا وإقليميا  فرقا لكنها لن تكون حاسمة لان التاريخ يقول لنا ان حركات مذهبية سياسية تعرضت لحملات اضطهاد وتصفية وملاحقة وقتل ورغم انها تقوم على افكار منحرفة الا انها ظلت باقية ومنتشرة فالفكرة لا تموت ابدا

    فكيف الحال ونحن في زمن اهم صفاته انه يتمتع بسيولة شديدة في كل شيء وسيولة الأفكار وتدفقها على النحو يجعل من المستحيل على اي قوة ان تُجهض فكرة جرى تأصيلها على مدى قرن تقريبا

    اختلف مع الاخوان اختلاف كبير وسبق ان وجهت لهم إنتقادات لاذعه بسبب الكثير من ممارساتهم التي تتناقض مع فكرة الدوله الحديثه

     لكن ارى ان ترتيب الاولويات في ظل المتغيرات الذي يشهدها النظام الدولي امر في غاية الاهمية

    وكما يقول المثل الهندي إذا كان عليك ان تلتهم مجموعة ضفادع فبدا بأضخمها

    وفِي تقديري انها معركة خاسرة وتستهلك جهودا وطاقات كثيرة كان بالإمكان ان تسخر خدمة للمشروع العربي الكبير تحت قيادة المملكه

    وكما هناك في ادارة سيكلوجية الجماهير ما يعرف بتغيير مسارات اهتمام الرأي العام فنحن نشهد انموذجا مشابها في تغيير مسارات وتوجهات الأنظمة نحو قضايا بعيدة عما يفترض ان تهتم به  الانطمة العربية التي تواجه أزمة حضارية خطيرة

    ومع ذلك بوسعي القول انني ارى ان المملكة السعودية بدات فصلا جديدا من التمدد الإمبراطوري في المنطقة بعضه بتدخلات عسكرية واُخرى سياسية وثالثة معارك فكرية لضرب كل بؤر او أنوية فكرية وسياسية او وطنية تعتقد الرياض انها تشكل خطرا على النزوع الإمبراطوري للمملكه

    ورغم اننا نفهم او ندرك ان للسعودية اسبابها لمواجهة الاخوان لكنها ربما ايضا تدفع ثمن مواقف إقليمية ودولية مساندة لها في مواجهة ايران مقابل موافقتها على تصعيد المواجهة مع الاخوان في التوقيت نفسه.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع يمن سكاي www.yemensky.com - رابط المقالة: http://yemensky.com/art1661.html