أهم الأخبار
عبدالحكيم هلال

عبدالحكيم هلال

‏تعز.. سِفر المقاومة

2015-04-28 الساعة 12:04ص

حسنا.. الحرب تقتل وتسحل وتدمر التعايش وتحرق المدن الجميلة وتردي القامات الشامخة وتعلي العصابات والمجرمين..

لكن، مالذي يمكننا القيام به ثم أدخارناه لتجنبها..؟!

هل تدعوني إلى الاستسلام..!! هل هذا هو الحل بنظرك: أن أكون جبانا مخوارا أمام من قرر سلب روحي وسحلي، من جاء لتدمير أرضي وهتك عرضي، من سعى لنهب مالي وتبديل فكري..!!

هل على القتلة والمجرمين، اللصوص والعابثين، إذا، أن يطالوا مرادهم بغيا بالسيف، فيما عليٓ أنا، المقتول سلفا في رغبتهم، أن أخنع، وأكسر رمحي، مستسلما، وأمضي الى حتفي مكبلا وراضخا كالبعير..!!

ثم قُل لي أنت: لماذا عليك أن تضمني إلى جوقة القتلة وتساويني بالمجرمين المعتدين؟ هكذا وكأنك لا تدرك جيدا أني فقط أحاول أن أقاوم حتفي راكعا، كي أموت واقفا..كبطل إجباري قرر في لحظاته المتبقية خوض معركته الأخيرة بكل شجاعة..!

لمٓ فقط تستجر مواربات والاعيب الاستسلام لإبقاء القتلة ينعمون بفعلتهم، تاركا في قعر ذاكرتك كل ما عرفته وقرأته وحفظته من قصص وروايات سطرت تاريخ أبطال رسموا بدمائهم الزكية حدود أسوار مدنهم الشامخة، وجادوا بأرواحهم رخيصة كي تستعيد أرضهم خضرتها، وسمائهم صفائها، وجبالهم سكينتها، وبحارهم زرقتها، ولكي لا يفقد الأطفال براءتهم حين يلعبون ويركضون في كل اتجاهات المدينة دون يكونوا بحاجة إلى البقاء متيقظين، يتلفتون الى أطرافها خشية أن يندلق عليهم في أي لحظة رتل آخر من القتلة على ظهر مجنزراتهم المجنونة والمتوحشة..

أرأيت حين يأتيك القاتل على ظهر دبابة صماء، ليدك أرضك ويفجر بيتك ثم تراه يوجه خرطومها معربدا نحوك: هل تتركه يبعثرك ويمرغ أنفك، أم تقاوم..!!

أنسيت معنى أن تقاوم..! أم تراك تتخلى عنك خشية أن يقال أنك مع من يقاوم..!!

قاوم.. ولاتجبن أن يقال عنك مقاوم..

أرأيت إن جاءوك الى بيتك، يبغون سحلك..أتتركهم يقتلونك أم تراك ستقاوم..!!

قاوم.. ولا تحفل بمن يساويك بقاتلك طالما أيقنت أنك من يقاوم..

قاوم..فأنت لست من يعتدي..بل أنت مسحوق ومن حقك أن تقاوم..

أرأيت إن جفلتٓ وتركتهم يحاصرونك..أتراهم حقا يتركونك..!!

ماظل رأسك فوق صدرك، فلتقاوم قبل أن لا تستطيع أن تقاوم

قاوم.. ولا تخشى أن تفقد رأسك..فالموت يخشى من يقاوم

أرأيت إن سقطت مدينتك، وفررت أنت من ساحتها..

أتراك تقدر أن تعود يوما إليها..وأنت لا تعرف كيف تقاوم..!

قاوم..فهذه المدينة لن تبقى لك إن لم تقاوم..

ثم قاوم..فشوارعها لن تقبل بك إن لم تقاوم..

أرأيت إن مرغوا أرضك بالموت..أتراك تقدر أن تحيا عليها إن لم تكن تعرف كيف تقاوم..!

قاوم..فهذه الأرض لن تحملك على ظهرها إن لم تقاوم..

ثم قاوم..فترابها يعشق كل من نام عليه وهو يقاوم..

فهل عرفت الآن لماذا عليك أن تقاوم؟

فلتقاوم..ثم قاوم..ثم قاوم..

لأن النصر يحبك أن تقاوم..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص