أهم الأخبار
خلف الحربي

خلف الحربي

وجاء وقت داعش !

2015-04-27 الساعة 09:20ص

تماما، مثلما يحدث في المسرحيات، حيث ينتظر الممثل الثانوي خلف الكواليس حتى يتلقى الإشارة المناسبة من المخرج فيصعد إلى خشبة المسرح ليملأ الصالة ضجيجا، هكذا ظهرت داعش من خلف الكواليس في قمة انتصارات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، محاولة إرباك الداخل السعودي واستغلال الظرف العسكري والسياسي لخلط الأوراق وتشتيت الجهود وعرقلة الخطط.

كانت داعش قد صعدت إلى خشبة المسرح السوري حين اقترب ثوار سوريا من الإطاحة بجزار دمشق، ليتغير المشهد تماما ولتدخل سوريا في صراع دموي متعدد الأطراف اختلطت فيه الأوراق وتحول فيه الإرهابي الأكبر بشار الأسد الكيماوي إلى رجل يحارب قوى الشر، ولعل المتابعين لتفاصيل الصراع في سوريا قد لاحظوا أن داعش لا تقترب من قوات الأسد، بل تهاجم القرى والبلدات التي تحررها المعارضة، وكذلك الأمر بالنسبة لبشار، حيث تتجاوز طائراته الخائنة ببراميلها المتفجرة مواقع داعش لتقصف مواقع المعارضة رغم ادعائه بأنه يحارب القوى التكفيرية وفي مقدمتها داعش، باختصار نجح بشار من خلال جرائم داعش في صناعة قناعة ما داخل المجتمع الدولي بأن بقاءه رغم كل المجازر التي ارتكبها أهون من تولي قوى الإرهاب والشر زمام الأمور في سوريا، ومثل هذه النتيجة لا يمكن أن تكون لولا أن نص المسرحية قد أعد مسبقا.

وكذلك الأمر بالنسبة للعراق، فما إن بدأت ثورة الأنبار تحرج حكومة المالكي ومن ورائه إيران حتى ظهرت داعش من حيث لا يدري أحد لتحتل الموصل بأكملها ولتسيطر على مساحات شاسعة من العراق وهرب جيش المالكي من مواقعه في مسرحية لا تستطيع تصنيفها ما إذا كانت تراجيدية أم كوميدية أم خيالية، وليصبح تدخل إيران والمليشيات المحسوبة عليها في العراق أمرا مبررا.

واليوم، بعد أن أحبط رجال الأمن البواسل سلسلة من العمليات الإرهابية التي كانت يستعد لها تنظيم داعش في السعودية بعد القبض على أحد منفذي جريمة اغتيال رجلي أمن يتضح أن المخرج نفسه أعطى الإشارة نفسها للممثل الثانوي نفسه كي يقتحم خشبة المسرح بعد الضغوط الكبيرة التي تسببت بها عاصفة الحزم للطرف الآخر، ونحمد الله العلي القدير الذي أنجى بلادنا من الكوارث الإرهابية التي كانت تستعد داعش لتنفيذها عبر السيارات المفخخة السبع، ونحيي رجال أمننا البواسل الذين كانوا خير سند لإخوتهم رجال الجيش على الجبهة، حيث نجحوا في وأد هذه الخطة الخبيثة في مهدها، ونسأل الله أن يحمي هذه الأرض الطاهرة وشعبها الكريم من شرور الأعداء ومن شرور دمى الأعداء وأن يرد كيدهم إلى نحورهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص