أهم الأخبار
منصور الفقيه

منصور الفقيه

مبخوت المشرقي وعدالة السماء

2018-03-06 الساعة 05:52م

ضمن خفايا أخرى حدثت لأبرز مشائخ اليمن الشيخ مبخوت المشرقي إبان انتفاضة سبتمبر الفائت ومن باب التذكير لمن تناسى ماحدث وأصبح اليوم يحشد للمليشيات وكأن شيئاً لم يكن وللعبرة أنه لن يخدم المليشيات أكثر المشرقي الذي نال جزاء سنمار .

مبخوت المشرقي والذي تحرك مع أحداث عمران عندما حاولت المليشيات الإطاحة بالشهيد البطل / حميد القشيبي .

حينها غلب الحقد عليه وهرع الى القيادي الحوثي أبو علي الحاكم قائلاً له

نريد التخلص من حميد وهذا بندق الوفاء .

مشهد يختصر التاريخ ويتكرر وفيه من الدروس والعبر لكل ذي قلب أو رجل رشيد .

مرت الأيام والسنين وبعد أن سقط القشيبي شهيداً بطلاً رحمه الله.

عادت المليشيات هذه المرة لكن حميداً التي كانت تتكئ عليه قبائل بني صريم قد غادر شهيداً بطلاً وأصبحت القبيلة ذكوراً بلا رجل .

أتت تحمل مشروع الفاتحين الذي حملته قبل سنوات وفي غزوة مباركة كما غزت من ذي قبل .

لكن الهدف هذه المرة كان من أعطى عهد الوفاء للمليشيات التي لا عهد لها ولاذمة .

اقتربت المليشيات من منزل المشرقي كما اقتربت من أسوار اللواء ٣١٠ قبل سنوات فقط .

تكرر المشهد وبدأت القصة مرة أخرى .

بني صريم وخمر لزمت الحياد قبل سنوات بتوجيه المشرقي نفسه تعودت على ذات الموقف وأصبحت ضمن المتفرجين فقط تنتظر نهاية المشهد .

تمت محاصرة البيت كما تمت محاصرة اللواء .

لكن الفارق كان في المحاصر نفسه .

كانت خيار القشيبي رحمه الله حينها مفتوحة لكنه ردد قولته المشهورة وأبى الذل والهوان كيف لا وهو ممن يحمل شعار الكرامة لينشد :

لا تَـسقِني مـاءَ الـحَياةِ بِذِلَّة ..

ٍ بَـل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

 

فسقط أسداً ضرغاماً على أيدي ذئاب تنتهج الغدر والخيانة .

لكن كان حب الحياة وعدالة السماء تمتحن المشرقي بوجه آخر .

عرض المشرقي الإستسلام بشروط العاجز الذليل مهانا واقتحمت المليشيات منزله كما اقتحمت اللواء .

نهبت المنزل كما نهبت اللواء

أخرجت عشرات القطع من الاسلحة والذخائر التي رفض المشرقي اعطاء من يذودون عنه سوى ٢٠ طلقه فقط قائلاً هذا الموجود قاصداً أن المليشيات ستعفو عنه لصنيع أعماله معها .

لكن كان للتاريخ سجلٌ آخر .

نهبُ كل شئ وخر مبخوت ذليلاً صاغراً يطلب أن يكون سجنه في مكان يختاره .

فدية دفعها قبل أن يتزحزح من مكانه تقدر سبعمائة مليون ريال ليس مقابل الحرية بل مقابل تغيير مكان العبودية والسجن ، أقتيد وعلى مرأى ومسمع المئات من أبناء خمر وهم يشاهدون بذهول ما حال عليه الأمر يتفرجون كعادتهم لأنه هو من طلب منهم ذلك قبل سنوات .

كان حميدٌ الغائب فقط من سيتحرك لمنعهم من الوصول إليه.

لكن حميداً قد غادر .

وفي موقف يكون الموت فيه أهون من الحياة أقتيد المشرقي يطأطئ رأسه وقد سلبت كرامته ومنزله وأمواله .

سيق وهو يرى أنقاض منزلٍ تبختر فيه وتجبر واحتفل راقصاً بالبرع على نغمة زاملٍ حوثي يوم سقط اللواء وقائده .

وهي لحظات تمر في ذاكرته . وأثناء وضعه في أحد الأطقم التابعة للمليشيات أخذ أحد أبناء القبيلة فرشاً من منزل المشرقي ومن بين الأنقاض ووضعه على ذات الطقم الذي صعد عليه وحين سأله قائد الحملة لماذا هذا ؟

قال :," قبل سنوات أعطاكم من ذات المنزل بندق الوفاء ضد القشيبي وها أنا أعطيكم من ذات المنزل أيضاً فرش الوفاء " .

تجمدت حينها الكلمات وذهل الجميع وشاعت الحادثة في أرجاء بني صريم وعمران .

حينها استمر النهب وأخذت السيارات ومن بينها سيارعة مدرعة ذات نظام البصمة يسحبها أحد الأطقم .

أهين مبخوت وتنقل بين السجون من عمران الى صنعاء وحتى صعدة.

ليفرج عنه بعد أن ذاق كل أشكال الذلِ والهوان .

وما يؤلم أكثر أن المليشيات تشترطت عليه أن لا يحتزم بجنبية ولا يتقلدها .

عاد مبخوت لكنه عاد مسلوباً من كل شئ وأهم شئ لا كرامة ولا قبيلة لا تاريخ ولم يبقى حتى ما جمع .

ما سبق قصةٌ ليست من نسج الخيال بل واقع ونهاية لتقول لمن تبقى أن دائرة الأيام تدور وعلى الباغي تدور الدوائر ..

فلينتظر من تبقى فإن الدائرة تقترب منه .

ولاعزاء في الخونة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص