أهم الأخبار
علي الهيج

علي الهيج

منابع الإرهاب!!

2015-03-04 الساعة 07:31ص

بات الإرهاب والعنف يغضان مضاجع الجميع حول العالم، ذلك الإستهداف لم يعد يسيل الدماء ويستهدف الأرواح فقط ، بل وتعداه الى ماهو ابعد واكثر ضرر منه. إذ أن النسيج الذي يجمع الانسانية من شرق هذا العالم الى غربه  قد بات مهدداً، وبدات  تنهار -امام اعيننا- روابط المحبة والإخاء والسلام بين الديانات والشعوب..!

كان لزاماً على الجميع مسلمين ومسيحيين يهود وملحدين وبوذيين ...الخ ان يقفوا بحزم لإدانة هذا العنف وان يكونوا جادين ولو لمره واحده في القضاء على الإرهارب وتجفيف منابيعه الحقيقية .لو تأملنا واقع الإرهاب لوجدناه واضحاً وجلياً في صور كثيرة، وليس كما يصوره الغرب على انه ذلك المسلم الملثم الذي يقطع الرؤوس فقط، صحيح هذه صوره، ولكنها ليست هي الصوره الوحيدة إنما هي نتاج طبيعي لصور اخرى اكثر ارهاببة وقسوة.

ذلك الإعلام الذي التقط هذه الصوره لم يلتفت بكاميرته الى الجانب الآخر ليصور لنا إرهاب امريكا السياسي الذي تفرضه على العالم ككل، ولم يصور لنا الدول العظمى وهي تنفث سموم مفاعلتها النووية لتكتظ بها صدور العالمين وتموت بسببها الاشجار والحياة وتهدد حياة الكون بأسره، ولم يصور لنا الأمم المتحدة وهي تتعمد صناعة الفقر والجوع والمرض في افريقيا الغنية لتتلذذ لاحقاً بإطعام أطفالها في (ملاعق صغيره) ولم يصور لنا مجلس الأمن – على مدى تاريخه – وهو يرفض في كل مره إدانة الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين!

عندما تأتي امريكا لتقتل في العراق وافغانستان بلا حسيب او رقيب فهي " توقظ " بذلك الالاف الدواعش وعندما تحارب الديموقراطية في العالم العربي وتنقلب على إرادة الشعوب كماحدث في مصر ويحدث الآن في ليبيا واليمن فهي تصنع ملايين المعارضين لها والذين يمكن ان يتركوا الشارع والهتاف ليصبحوا في يوم من الأيام دواعش جدد!

عندما تأتي اسرائيل لتقتل في غزة وتستهدف الأطفال وتفرض عليهم حصار لا إنساني ثم يأتي المجتمع الدولي ليدافع عنها ويمدها بالمال والسلاح فأنهم يعطوا بذلك مبرر جديد لمزيد من العنف والتوتر في هذا العالم!

يتحدث مدرب خيول بريطاني بأن الخيل العربية الأصيلة هي الوحيدة التي ترفض تعليمات مدربها متى اساء معها الأدب، فكيف إذن بالمواطن العربي ؟ ان فسيولوجية هذا المواطن العربي الصحرواي تفرض عليه ان يجابه الرفض برفض اخر ربما اكثر قسوة، وان يواجه الإرهاب بإرهاب اخر ربما يكون اعتى منه..

يجب على الجميع ان يجففوا بصدق منابع الإرهاب الحقيقة، وان يرفضوا جميعا تلك السياسات القائمة على الجشع والإستبداد بحق باقي شعوب الأرض، وعلى امريكا والمجتمع الدولي ان يقوما بواجبهما تجاه مستقبل البشر والإنسان  وان يتخليا حالاً عن هذه السياسات التي تجر الى العنف، وأن يعطيا الشعوب كامل الحرية في بناء و تحرير اوطانها واختيار حكامها والتصرف في ثرواتها، وان يفكرا جيدا في حماية العالم بدلاً من السيطره عليه ، لينعم الجميع بالحب والتسامح  في عالم يحترم الديانات والإرادات ويخلو من الحروب!

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص