أهم الأخبار
محمد بن ناجي الهميس

محمد بن ناجي الهميس

ثورتي ٢٦ سبتمر و١١ فبراير.. ما بين العفو والإنتقام

2017-02-09 الساعة 06:55م

عندما قامت ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة ضد الحكم العنصري الكهنوتي المتخلف فقضت على حكم الإمامه كانت كريمة جداً ، ولم تسارع إلى القضاء على الإماميين والعنصريين من الأسر الهاشمية وغيرهم من اتباع الإمامة ،، بل اعتمدت وانتهجت نهج ( عفا الله عما سلف ، ومن عاد فينتقم الله منه ).

بينت لهم وطمئنتهم بأنكم ستبقون ، وبأن لكم الحق في العيش والانخراط في أوساط الشعب ، فلا ملاحقة ستطالكم ولا تشريد ولا اعتداء ولا حتى مسائلة في ما مضى رغم ما اقترفتموه تجاه هذا الشعب الكريم وذلك الوطن الغالي ،، فثورة ٢٦ سبتمبر تجب ما قبلها وما عليكم الا التوبة والمساهمة في إعمار هذا الوطن وفي سبيل منفعة هذا الشعب ، بينت لهم بأنه لن يكون عليكم حظر ولن يمارس ضدكم أي منع ، ولكم ان تنالوا من خيرات هذا الوطن شأنكم شأن بقية أبناء الشعب ، ومع اعتبار  أن كما لكم حقوقاً ففي المقابل عليكم واجبات ، رغبتهم في الغالب ولم تستخدم ضدهم أي عملية ترهيب وأخبرتهم أنه بإمكانهم السعي إلى المناصب وحتى إلى الحكم ولكن بالطرق المشروعة وتحت ظل الجمهورية ولا سواها .... الخ

 

فماذا حدث !!!!

اظهروا الرضا واعتمدوا مبدأ التقية ، وانتهجوا منهج الإضمار للشر والكراهية والأحقاد تجاه هذا الشعب والوطن ، نافقوا وابتسموا ولبسوا أقنعة لتغطية ما يخفوه من سيء ونوايا سوداء خبيثه ، ظللوا وخادعوا هذا الشعب واقنعوه بأنهم رضوا بما تكرمت عليهم ثورة ٢٦ سبتمبر العظيمة وسارعوا للإنخراط في أوساط الشعب والانغماس في شتى المجالات كما طلب منهم ولم تكن اهدافهم المساهمه في إعمار اليمن وفي سبيل منفعة الشعب كما طلب منهم ، ولكن أهدافهم الحقيقية الخفيه كانت على العكس تماماً من ذلك ، وتتضمن عملية نخر منظم لتلك الجمهورية الحديثة الناشئة ومن بداية عهدها ، فسعوا سعياً حثيثاً إلى الوصول إلى مفاصلها وبعمل سري منظم قاموا بدعم اتباعهم من اهل العنصرية وأنصار الإمامة في محاولة للوصول إلى مرحلة تمكين غير علنية لمشروعهم العنصري الإمامي لإسقاط هذه الجمهورية في الوقت والزمن المناسبين لهم  لتحقيق غايتهم !!

مرت السنوات تلو السنوات وهم يواصلون عملية النخر ويستمرون في إكمال الهيكلة ويهيئون الأرضية المناسبة ويتحينون الفرص للإنقضاض على الجمهورية بغرض إسقاطها وليحل محلها مشروعهم العنصري ليعيدوا من خلاله الحكم الإمامي السلالي البغيض من جديد ، وصولاً إلى غايتهم ، وبعد عقود من الزمن كان حافلاً بالتخطيط والتآمر والتنفيذ على مراحل عديدة ،،

 

ثم ماذا ؟!!

 

بعد ان كان قاب قوسين او أدنى من تنفيذ مرحلتهم الأخيرة وهي مرحلة الانقضاض والتمكين لمشروعهم المشبوه حدث حدثٌ عظيم لم يكن في حسبانهم ،  اربكهم وأخر من تنفيذ آخر مراحلهم ، الا وهي ثورة ١١ فبراير المجيدة ثورة الشباب والشعب اليمني بمختلف أطيافه ومكوناته ،،

فعندما رأوا من غالبية الشعب التفافاً حول هذه الثورة لم يكن بإمكانهم الا الانضمام لها ، وتأييدها حتى لا ينظر اليهم بأنهم ضد ما ارتضاه الشعب ، وفي محاولة منهم لحرف مسارها ، والعمل على إحباطها من الداخل ،، ومع ذلك لم يتمكنوا ، وفشلت كل مساعيهم ، وخابت آمالهم وأظهروا من القبح بعض ما كانوا يخفوه ولم ينالوا خيرا ،،

ساهموا بعد ذلك مع الأطراف المصنفة على انها عدوة لهذا الوطن ممن قامت عليهم هذه الثورة بإدخالها في مرحلة ركود وحاربوها وعرقلوا تحقيق أهدافها وظنوا كما ظن الكثير بأنهم نجحوا ، واستمروا في إيذائها ومحاربتها جنباً إلى جنب مع أعدائها وبصورة سرية يظهرون خلاف ما يبطنون ، ويعلنون غير ما يسرون !!

لم يكونوا يعلمون بأن هذه الثورة تمثل الجزء الثاني من الآية ( عفا الله عنا سلف ، ومن عاد فينتقم الله منه ) !!

لم يكونوا مدركين بأنها انتقام الله لمن عاد بعد نيله كرامة العفو عما سلف !!

وبعد تنكرهم وقيامهم بأعمال مخله واستهدافهم لهذه الثورة مباشرة

وقيامهم بالتحالف مع أعدائها علناً وظاهراً كان لابد من تحقيق الانتقام منهم وهو انتقام من الله بواسطة هذه الثورة المباركة التي ظنوا أنهم أتوا عليها وقاموا بإجهاظها وافشالها تماماً !!

كانت ثورة ٢٦ سبتمبر عفو لهم عما سلف ، فعادوا بعد ذلك ، فجائت ثورة ١١ فبراير متممه لها وكانت بمثابة الانتقام منهم جراء عودتهم وتنكرهم لعفو ثورة ٢٦ سبتمبر العظيمة

وصدق الله العظيم حين قال :

( ومن يهن الله فماله من مكرم )

أخيراً :

عليهم إدراك ان زمن عفا الله عما سلف قد انتهى وولى إلى غير رجعه ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص